المسرى :
تقرير : وفاء غانم
مراقبون : هناك تكتم على الحصيلة الحقيقية لهذه الخسائر خشية تأجيج الرأي العام
في العاشر من تموز/ يوليو 2017 تم طي صفحة الحرب في مدينة الموصل بعد معارك طاحنة , وهزيمة تنظيم داعش , الذي حكمها لثلاث سنوات. لكن كانت هذه بداية النهاية فأهالي المدينة القديمة مازالوا يحاربون من اجل العيش وسط ركام الابنية المهدومة والفقر والامراض فضلا عن الجثث التي ترقد تحت أنقاض المباني المهدمة والملغمة في الأحياء المدمرة والتي مازال بعضها موجودة حتى هذه اللحظة وغالبيتها مجهولة الهوية, في ظل اتهامات للحكومة بالتملص من مسؤوليتها تجاه هذا الملف.
اعداد وهمية
المعنيون ” المعضلة الاكبر في قضية الجثث المدفونة تحت الركام هي هوية المدفونين.
وكانت الحكومة قد عثرت على مايقرب من 5 آلاف جثة في عمليات البحث عن الجثث في الموصل القديمة. فيما أعلن الدفاع المدني في وقت سابق ، عن انتشال 93 جثة من تحت الأنقاض في أحياء وأزقة متفرقة داخل مدينة الموصل القديمة. الى ذلك أعلنت مديرية الدفاع المدني، انتشال هياكل عظمية في منطقة حمام المنقوشة التابعة لمدينة الموصل القديمة في محافظة نينوى.
وذكرت المديرية في بيان طالعه المسرى ، أن “ثلاث جثث مجهولة الهوية انتشلتها فرق الدفاع المدني في منطقة حمام المنقوشة بمدينة الموصل القديمة، وهي عبارة هياكل عظمية تعود لأيام تحرير الموصل من داعش”.فيما يرى مراقبون ان هناك تكتم على الحصيلة الحقيقية لهذه الخسائر خشية تأجيج الرأي العام العراقي والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان.
وتقول الجهات المعنية في تصريحات صحفية ” إن التوصل إلى عدد القتلى بين المدنيين العزل خلال معركة مدينة الموصل هي مهمة صعبة ومعقدة للغاية، لا سيما أن المعركة دارت في ثاني أكثر المدن كثافة بالسكان بعد العاصمة بغداد.
مجهولة الهوية
ويرى المعنيون بهذا الشأن أن “المعضلة الاكبر في قضية الجثث المدفونة تحت الركام، هي “هوية المدفونين”. فيما ذكرت مصادر اعلامية أن اغلب الجثث التي تم العثور عليها هي بدون مستمسكات، كما كان داعش قد جلب عددا من مؤيديه من خارج الموصل وجمع اغلب مستمسكات السكان ومستمسكات عناصره وعوائل التنظيم لخلط الاوراق.
أمراض نفسية وجلدية
ويشتكي اهالي المدينة من انهم يعانون من روائح كريهة مع كل نسمة هواء أو تساقط أمطار وسط مناشدات برفع الجثث من تحت الأنقاض، معربين عن مخاوفهم من الإصابة بأمراض جلدية ونفسية على حد سواء. وفق مصادر اعلامية
اموال هائلة
وبحسب المسؤلين المحليين في المحافظة ان “عملية اخلاء الانقاض والبحث عن الجثث تحتاج الى اموال هائلة”. في حين وكانت 100 مليار دينار قد اعطيت بعد تحرير الموصل لرفع الانقاض، واغلبها كان “اعمالا على الورق”. بحسب المشهد اليومي للمدينة ، من جهته أكد محافظ نينوى، نجم الجبوري، ان المبالغ المخصصة لإعادة تأهيل ما دمرته الحرب في المحافظة تفوق تكاليفها الحصة السنوية من الموازنة بأكثر من 30 ضعفاً.
واضاف الجبوري في تصريحات صحفية في وقت سابق ان “الخبراء قدروا حجم الضرر بـ 15 مليار دولار كحد أدنى، لكن ميزانية نينوى تصل في أحسن الأحوال إلى نصف مليار أو يزيد قليلاً”.
وسيطر تنظيم “داعش” على ثلث اراضي العراق من بينها مدينة الموصل في يونيو/ حزيران 2014 ,وتم تحرير المدينة بواسطة القوات العراقية وبمساندة من التحالف الدولي في يوليو/ تموز 2017, في معارك طاحنة تسببت بمقتل وإصابة ما لا يقل عن 40 ألف مدني، أغلبهم من النساء والأطفال، فضلا عن دمار هائل قدرت وزارة التخطيط العراقية بأنه طاول أكثر من 56 ألف منزل، ويعتقد أن نحو ألف منزل منها ما زالت جثث أصحابها تحت أنقاضها، إضافة إلى تسجيل أسماء 11 ألف مفقود.