المسرى:
اعداد : محمد البغدادي
حذّر تقرير استقصائي نشره مركز “نوفيلد” للصحة والتنمية الدولية، التابع لجامعة ليذر البريطانية مزيداً من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية على الأحوال العامة في العراق خلال السنوات المقبلة، بفعل الزيادة السكانية عدها “بالانفجارية” التي يشهدها البلد منذ سنوات.
التقرير ” نسبة قليلة من النساء الساكنات في المدن فقط يُقدمن على استخدام وسائل تنظيم الأسرة المجانية ”
وقال التقرير وتابعه المسرى ” إنه في غياب تنمية اقتصادية وبشرية موازية، تجاوز تعداد سكان العراق الـ40 مليون نسمة هذا العام. وفي وقت تراكم المزيد من الديون على الخزينة العامة، تراجعت فرص العمل ومستويات مداخيل المواطنين.
التقرير أشار إلى أن غالبية واضحة من العراقيات يملكن رغبة في تنظيم عمليات الإنجاب بعد إنجاب أول طفلين، إلا أن غالبيتهن لا تتمكنّ من الوصول إلى المرافق والمؤسسات الصحية التي تستطيع أن توفر مثل تلك الخدمات، بسبب ارتفاع الرسوم مقارنة بمتوسط دخل الأسرة العراقية، إلى جانب الهواجس الأساسية المتعلقة بالخوف من التمييز والوصم الاجتماعي التي قد تتأتى من عمليات البحث ومراجعة مراكز المعلومات والخدمات الصحية الجنسية والإنجابية. فثمة مخاوف شديدة من مستويات الثقة وحفظ الخصوصية والسرية في تلك المراكز والكوادر العاملة فيها.
ولفت التقرير الى أن 6 بالألف فقط من النساء العراقيات أظهرن استعداداً لتقديم الأموال مقابل الاستفادة من برامج تنظيم الأسرة وأدواته، وأن نسبة قليلة من النساء الساكنات في المدن فقط يُقدمن على استخدام وسائل تنظيم الأسرة المجانية، مثل حبوب منع الحمل، مقابل رفض الأوساط الريفية أي وسيلة كانت.
“التقرير ” 6 بالألف فقط من النساء العراقيات أظهرن استعداداً لتقديم الأموال مقابل الاستفادة من برامج تنظيم الأسرة وأدواته
وكانت وزارة الصحة العراقية قد أعلنت في أوقات سابقة عن وجود 2680 مركزاً للرعاية الصحية تحت إدارتها في عموم البلاد، أكثر من نصفها يُعدّ رئيسياً، تتوفر فيها مختلف أنواع الخدمات، بما في ذلك مكاتب لشؤون تنظيم الأسرة والرعاية بعد الولادة والصحة الجنسية والإنجابية، إلى جانب 24 مركزاً في عموم العراق، مختصة بهذا القطاع تحديداً، يعمل فيها 544 موظفاً وطبيباً استشارياً.
ويبدو العدد الكلّي متواضعاً للغاية، بحسب التقرير ، إذ ثمة مركز واحد اختصاصي لكل 1.8 مواطن عراقي، ولا تقوم هذه المراكز عادة بأدوار حيوية في الحياة العامة، فهي تعمل كمؤسسات بيروقراطية فحسب، يستفيد موظفوها من قِلة الإقبال عليهم.
التقرير ” ـ51 في المئة من النساء القادرات والعاملات قبل الزواج، عادة ما يتخلين عن الرغبة في العمل بعد سنوات قليلة من الزواج ويتفرغن للإنجاب”
الاستطلاعات التي جرت على عيّنات من المتزوجين الجدد، أشارت إلى أن هؤلاء لا يستعجلون إنجاب الأطفال بعد الزواج مباشرة، وأنهم غالباً ما يخططون لإنجاب 2-3 أطفال، خصوصاً من أبناء المدن وذوي الأعمال الأكثر حرفية والمهن المعتمدة على التعليم، إلا أنه نادراً ما يلتزمون بتلك المُحددات، فـ51 في المئة من النساء القادرات والعاملات قبل الزواج، عادة ما يتخلين عن الرغبة في العمل بعد سنوات قليلة من الزواج، ويتفرغن للإنجاب والعمل الأسري.