المسرى :
تقرير : بشير علي
من يدخل بغداد في وقت ذروة دوام الموظفين أو عند خروجهم يحتاج الى وقت طويل لقطع مسافة بين منطقة وأخرى بسبب الاختناقات المرورية التي باتت إحدى سمات العاصمة بعد أن أصبحت الشوارع ممتلئة بالعجلات على اختلافها ،فضلاً عن الدراجات النارية والتكاتك والستوتات، فسريع محمد القاسم هو وحده يعتبرالاكثر زحاما بالرغم من اسمه الا انك قد تحتاج الى نصف نهار حتى تتمكن من الوصول الى وجهتك.
على الرغم من الإجراءات العديدة التي اتخذتها مديرية المرور العامة ومنها فتح الطرق المغلقة ومنع سير العجلات الكبيرة داخل المدن إلا بعد الساعة السادسة مساء، غير أن هذه الإجراءات لم تستطع أن تحد من الزخم المروري، الذي لا يقتصر على المناطق في مركز بغداد بل حتى الطرق السريعة والحولية باتت تختنق من عدد المركبات.
أكثر من ثلاثة ملايين و400 ألف سيارة تسير يوميا في شوارع العاصمة
مدير إعلام مديرية المرور العامة العميد محمد الزيدي ، قال في تصريح للمسرى، إن “الزحامات كانت وما زالت في العاصمة، وقد تم اتخاذ العديد من القرارات والإجراءات ،ولكن أحياناً لا تفي بالغرض”، لافتاً الى أن “قرار تسقيط المركبات هو موجود ولا يزال العمل جار به ،ولكن التسقيط ليس إجبارياً بل اختيارياً”.
وأضاف أن “من بين الإجراءات المتخذة هو قرار مجلس الوزراء بشأن استيراد المركبات حسب سنوات الموديل الذي تم العمل به منذ أكثر من أربع سنوات ،بمعنى أن السيارة المستوردة لا يمكن أن تدخل الى البلاد إلا إذا كان موديلها قد تجاوز العامين ،أي ناقص سنتين من سنة الصنع للتخفيف من الزحامات”، مشيراً الى أنه “في بغداد الآن أكثر من ثلاثة ملايين و400 ألف سيارة بالرغم من أن شوارعها لا تستوعب هذا العدد”.
وبين الزيدي أن “رجل المرور اليوم يقع على عاتقه الثقل الأكبر ،وهو يحاول (تسليك) السير وتنظيمه ،إلا أن المشكلة تكمن في الشوارع التي تحتاج الى جزرات وتوسعة ،وبغداد تحتاج من أمانتها الى إنشاء طرق وجسور جديدة وإكمال الجسور والانفاق المدمرة”، موضحاً أن “هناك نية لانشاء أكثر من 23 مجسراً للتخفيف من الزحام، لكنه حتى الآن لم ينجز إلا 11 مجسراً ،وتبقى الحاجة الى 12 مجسراً من أجل تخفيف الضغط على الشوارع والتقاطعات”.
طرق بديلة لحين اكمال المشاريع
و أوضح مدير دائرة الطرق والجسور التابعة لوزارة الإعمار والإسكان حسين جاسم كاظم، أن “هناك عدة طرق ستكون كفيلة بايجاد حلول للزخم المروري مثل طريق الدورة -يوسفية والعمل به وصل الى مراحل متقدمة خلال الأشهر الماضية”، مشيراً الى أن “هذا الطريق سيشكل مدخلاً إضافياً لجنوبي العاصمة ويربط الطريق السريع بطريق الدورة ،ومن ثم بجانب الرصافة من خلال جسر الطابقين وبالتالي يخفف العبء الحالي الموجود على مدخل حلة – بغداد الجنوبي المار بقرب علوة الرشيد التي تعاني من زحامات كثيرة.
وأكد أنه “بانجاز هذا الطريق في الثلث الأخير من العام المقبل سيشكل هذا الطريق نقلة نوعية في هذا الاتجاه كونه طريقاً سريعاً لا يحوي على أي تقاطعات أرضية ،وبالتالي سوف يقتصر زمن الرحلة من غرب بغداد من المحافظات الجنوبية باتجاه الرصافة بفترة قياسية لا تزيد عن 15 دقيقة.
وتابع أن “دائرة الطرق تهتم كثيراً بمداخل بغداد ومن أهمها مدخل بسماية ومدخل ديالى ،وتمت المباشرة بالعمل بها ويتضمن العمل توسعة الشوارع الحالية وإضافة طرق خدمية ،وكذلك تحويل التقاطعات الأرضية إلى تقاطعات مجسرة ،وأيضا سيسهم هذا العمل بحل الاختناقات في هذين المدخلين وخاصة مدخل بسماية”، منوهاً بأن “مدخل بسماية يحتوي على جسر إضافي على نهر ديالى في منطقة الرستمية التي تشهد زحامات ،وكذلك هناك مشروع لانشاء خمسة جسور فوقانية لتنظيم التقاطعات الأرضية وتحويلها إلى تقاطعات بمستويات ثنائية ” مشيرا الى أن “التخصيصات المقررة هذا العام قليلة جداً ولم يطلق منها إلا 30 بالمئة “.
و تعاني بغداد من اختناقات مرورية شديدة على مدار الأسبوع وفي مختلف الأوقات، إلا أن ذروة المعاناة تشدد في يوم الأحد من كل أسبوع وهو أشبه ما يكون بـ”اللغز” الذي كثرت التكهنات حول أسبابه .
ويؤكد مراقبون للمسرى، أن، منذ فتحت حدود العراق أمام الاستيراد غير المنضبط للسيارات بعد العام 2003، شهدت المحافظات العراقية اكتظاظاً غير مسبوق بمختلف أنواع السيارات وأخذت الأزمة تزداد عاماً بعد آخر مع استمرار غياب التخطيط بشأن الاستيراد، يضاف إلى ذلك عدم توسيع الطرق والشوارع واستحداث أخرى جديدة لاستيعاب هذا العدد الكبير، فضلاً عن غلق الطرق والمناطق لاجراءات امنية “.