المسرى… تقرير : فؤاد عبد الله
تتواصل مباحثات وحوارات الكتل السياسية بغية الوصول إلى صيغة ترضي الجميع للاتفاق على شكل الحكومة القادمة، إضافة إلى التوافق على مرشحي الرئاسات الثلاث، قبل إنعقاد الجلسة الاولى لمجلس النواب المقررة يوم الاحد المقبل، على امل تسوية الازمة التي خلفتها نتائج الانتخابات.
ومن جهته رفض ائتلاف دولة القانون تمرير الرئاسات في سلة واحدة، إذ يجب أن يكون التصويت على رئاسة البرلمان وبعده يجري تكليف الكتلة الاكبر لاختيار رئيس الوزراء.
تجارب سابقة
وفي هذا السياق يقول النائب السابق في مجلس النواب العراقي الدكتور فتاح الشيخ في حديث لـ( المسرى) إن ” التجارب السياسية السابقة في العراق اعتادت في تشكيل الحكومة على تمرير الرئاسات الثلاث بسلة واحدة تحت مظلة الحكومة التوافقية، التي كانت تعتبر نقطة ضعف للحكومات السابقة وانحرافاً للديمقراطية في البلاد”، مبيناً أن “العراق اليوم أحوج إلى حكومة أغلبية، لأن السلة الواحدة يحتاج إلى اتفاق الجميع فيما بينهم ( الكورد والسنة والشيعة)”.
غياب المغانم والإمتيازات
وأوضح الشيخ أن “الواقع يشير إلى أن جميع الأطراف السياسية لا تتمكن من تشكيل الحكومة بمعزل عن الآخر، كما وأن بعضها أي الكتل السياسية لا يغرها شغل مقاعد المعارضة البرلمانية لغياب المغانم والإمتيازات، وبالنتيجة هذا ما سيقود البلاد إلى التوافقية شئنا أم أبينا وطالت المدة أم قصرت”.
عدم وجود اتفاق
أما أستاذ العلاقات الدولية الدكتور سعد ناجي فيقول لـ( المسرى) إنه “لحد الان لا يوجد اتفاق على كل من الرئاسات الثلاث، ولا توجد كتلة قادرة على تشكيل اغلبية تستطيع ان تفرض الاشخاص الذين تريدهم، إضافة الى زيادة مطالب وطموحات كل الكتل الصغيرة بعد ان اكتشفوا الخلافات بين المكون الاكبر”، معرباً عن اعتقاده أن الأمور لن تحل الا بتدخل خارجي، وبالذات التدخل الأمريكي وبموافقة ايرانية.
تجاذبات ومساومات
وأكد ناجي انه” كلما جاء اختيار الرئاسات بوقت سريع كلما جنب البلاد احتقانات وتجاذبات ومساومات وتاخيرات كثيرة تضر بمصالح الشعب العراقي، علماً أن هذه العملية لن تاتي بجديد وستستمر عملية تدوير نفس الوجوه التي جثمت على صدور العراقيين منذ العام 2003، وبالتالي سواء أ تم اختيارهم سلة واحدة او سلتين او ثلاث سلال فالنتيجة واحدة” حسب قوله.
إلزام دستوري
وفي السياق ذاته يقول السياسي المستقل الدكتور نديم الجابري لـ( المسرى) إنه “قانونياً لا يوجد أي إلزام دستوري يقضي بأن تمرر الرئاسات الثلاث بسلة واحدة، والدستور العراقي وضع مسارات تسلسلية لتولي الرئاسات الثلاث، تبدا بأختيار رئيس البرلمان ومن ثم رئيس الجمهورية ولاحقا رئيس الوزراء، لذا الأصل الدستوري ألا تكون هناك سلة واحدة للرئاسات”، لافتاً الى أن “التوافقات السياسية هي التي اسست لهذا العرف السياسي، التي لا تسير دائماً بنفس الوتيرة”.
تأسيس خاطيء
وأشارالجابري إلى أن ” تمرير الرئاسات بسلة واحدة هو تاسيس خاطئ، أو بالأحرى يكون تاسيساً لقاعدة أن التوافقات السياسية أعلى من النصوص الدستورية، وهو خطأ استراتيجي قاتل”، منوهاً إلى أن “الأمور حالياً تسير بذلك الأتجاه، أي عدم التصويت على الرئاسات الثلاث بسلة واحدة ، وإنما السير بإتجاه الإتفاق السياسي حسب المسارات الدستورية “.
الجلسة الأولى
وبعد دعوة رئيس الجمهورية الدكتور برهم أحمد صالح للبرلمان العراقي بإفتتاح أعماله في 9 من كانون الثاني الجاري ،من المقرر أن تشهد الجلسة الأولى للبرلمان كما هو مقرر بحسب القرار رقم 56 للمحكمة الاتحادية انتخاب رئيس البرلمان الجديد ونائبيه في الجلسة الأولى، أو تأجيلها لعدة أيام في حال عدم اتفاق الكتل السياسية على مرشحي رئاسة البرلمان ولايمكن إبقاء الجلسة مفتوحة لأمد غير محدد.