باشر وفد الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستانيين المشترك برئاسة عضو المكتب السياسي للاتحاد عماد احمد، بلقاءاته مع الجهات السياسية العراقية ببغداد لبدء حوارات تشكيل الحكومة العراقية المقبلة.
ويتواجد الوفد حاليا في العاصمة بغداد، لخوض سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع الاطراف العراقية تخص تشكيل الحكومة الجديدة واستحقاق الكورد فيها .
ويضم الوفد المشترك من جانب الاتحاد الوطني كلا من هريم كمال آغا وعزت صابر وخالد شواني ومجيد حمه امين، اضافة الى رئيس الوفد عماد احمد، ومن طرف الديمقراطي الكوردستاني يضم هوشيار زيباري وعرفات كرم ونازنين وسو.
رئيس الجمهورية برهم صالح كان اول محطات لقاءات الوفد المشترك، تلاه زيارة واجتماع مع التيار الصدري، والذي اعقبه مؤتمر صحفي قال فيه نائب رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري نصار الربيعي ان “زيارة الوفد استكمال لتفاهمات كبيرة حصلت منذ فترة طويلة، مشيرا الى ان المواقف موحدة وجيدة فيما يخص الجلسة الاولى للبرلمان وتشكيل الحكومة المقبلة”.
بدوره قال عضو الوفد الكوردي هوشيار زيباري في المؤتمر نفسه ان اللقاء مع التيار الصدري كان وديا وصريحا ومفيدا جدا وتناول استحقاقات مابعد الانتخابات.
واضاف ان امامنا استحقاق وطني يتمثل بعقد الجلسة الاولى للبرلمان الجديد، مؤكدا ان على الجميع استغلال الفرصة وتثبيت مسألة ان الاستحقاقات الانتخابية ستكون الحكم في تقرير مصير البلد.
ولتوضيح الموقف اكثر، اصدرت الهيئة السياسية للتيار الصدري بعد اللقاء بالوفد الكوردي بيانا قال فيه انه “استقبل رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري الدكتور “أحمد المطيري”، الوفد الكردي المشترك برئاسة عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني السيد “عماد أحمد” في مقر الهيئة ببغداد”.
واشار البيان الى “أهمية وضع اللمسات النهائية وتهيئة الأجواء الملائمة وتوحيد الرؤى الثنائية لعقد جلسة مجلس النواب الأولى يوم الأحد المقبل”، مؤكدا انه “جرى الاجتماع وسط أجواء إيجابية مبينة على أسس من العلاقات الودية المتينة التي تجمع التيار الصدري بالأخوة الكرد، وتم التأكيد على أهمية المضي قدمًا بالتفاهامات التي نتجت عن اللقاءات السابقة لإنقاذ الوطن والرسو به إلى بر الأمان”.
اما وجهة الوفد الكوردي المشترك الثالثة فكانت الطرف السني المتمثل بكتلة تقدم برئاسة محمد الحلبوسي والعزم بزعامة خميس الخنجر.
وتفيد المعلومات التي بحوزة المسرى ان الطرفين بحثا تشكيل الحكومة المركزية المقبلة.
ويبدو ان الوفد الكوردي المشترك عازم على الاستماع لكل وجهات النظر ببغداد، قبل الدخول في المفاوضات الرسمية لتشكيل الحكومة، حيث توجه هذه المرة الى زعيم تحالف الفتح واحد قادة الاطار التنسيقي هادي العامري، ليعقد في منزله اجتماعا ويستمع منه أن “الاطار التنسيقي يؤمن بأن تمزيق الوضع الشيعي ليس في صالح احد، وأن تفاهم المكون السني فيما بينهم وكذلك المكون الكردي يفرض تفاهماً شيعياً”، بحسب بيان لمكتب الإعلام الخاص بالعامري.
وأكد العامري للوفد الكوردي “قدمنا كل ما نستطيع من اجل التفاهمات، وسوف نعمل بكل جهد من أجل إنجاح هذه التفاهمات لأن البلد امامه تحديات كبيرة، مشيراً إلى أن الحكومة القادمة امامها مسؤوليات جسام وتحتاج لانسجام سياسي ومجتمعي”.
وأشار البيان إلى أن الحاج العامري شكر الحزبين الكرديين لعدم تغليبهما طرف على آخر ودعمهما للتفاهمات داخل البيت الشيعي.
وذكر البيان أن الوفد الكردي المشترك من جانبه قال خلال اللقاء إن “رأينا كان واضحاً، وقد بينا لكل القوى السياسية بأننا لانريد أن نكون مع طرف ضد طرف آخر”، مؤكداً “نحن نعتبر انفسنا حلفاء للطرفين وهذا ما فيه مصلحة العراق، وهذا رأي القوى السياسية السنية أيضاً”.
وأضاف الوفد الكوردي المشترك حسب بيان مكتب العامري “لدينا قضايا تحتاج للمعالجة بين المركز والاقليم، وصداقتنا معكم مهمة لمعالجة ذلك”، مؤكداً “نسعى دوماً لنكون طرف حل وليس تأزيم، وهذا يصب في مصلحة العملية السياسية”.
وأشار الوفد الكردي المشترك أيضا، إلى أن “التشدد ليس حلاً، وإنما الحوار هو الحل، وسنستمر في بذل كل الجهود ليكون البيت الشيعي موحداً”.
قضى الوفد الكوردي يوما اولا حافلا باللقاءات والزيارات خلال تواجده ببغداد، وعلى ما يبدو فان اليوم الثاني له لايختلف كثيرا عن الاول، فقد التقى رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وليناقش الجانبان ملف تشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة بالاضافة الى عقد الجلسة الاولى لمجلس النواب يوم غد الاحد.
وأفاد بيان صادر عن الإطار التنسيقي بأن اللقاء بحث آخر التطورات السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد .
وأضاف أن الجانبين “استعرضا ملف الانتخابات والملابسات والاعتراضات التي رافقت سير العملية الانتخابية وملف تشكيل الحكومة المقبلة”.
ونقل البيان عن المجتمعين تأكيدهم “ضرورة التوصل الى تفاهمات مشتركة تسهم في معالجة الاشكاليات الراهنة والانتقال الى مرحلة تشكيل الحكومة عبر تعاون جميع الأطراف والقوى الوطنية بعيدًا عن الاقصاء والتهميش لأي مكون من مكونات الشعب العراقي”.
وفيما يخص مطالب الكورد في مفاوضات تشكيل الحكومة لاسيما ملف المناطق المتنازع عليها ومنها كركوك، قالت مسؤول مركز تنظيمات بغداد للاتحاد الوطني الكوردستاني رابحة حمد انه “من الضروري ان يركز الوفد الكوردي المتواجد في بغداد على الاهتمام بمحافظة كركوك من جميع النواحي ويجعل ذلك نقطة رئيسية في حواراته مع الاطراف السياسية العراقية لتشكيل الحكومة المقبلة”.