المسرى
تقرير: فؤاد عبد الله
يتطلع الشعب العراقي بعد إجراء الانتخابات في تشرين الأول الماضي إلى الخروج من أزماته الكثيرة سياسية كانت أم اقتصادية أم أمنية وحتى الإجتماعية منها، والتي أثقلت كاهله في مختلف النواحي، بإنتظار تشكيل حكومة جديدة والتي لا تزال ملامحها غامضة تخرجه من كل تلك التبعات.
الكثير من التنازلات
منسق شبكة الهدف للتحليل السياسي حسين الكناني يرى أن “تشكيل الحكومة الجديدة يحتاج إلى الكثير من التنازلات من قبل جميع الأطراف السياسية، ومع إصرار كل طرف على رؤيته لنوع تشكيل الحكومة القادمة، فبالتأكيد لن يكون هناك تقدم في الموضوع، خصوصاً وأن هناك الكثير من الفرقاء السياسيين الذين لن يتمكن أي طرف من إدخالهم أو إخراجهم من دائرة السلطة”، مبيناً أنه “يجب على جميع الأطراف التركيز على محتوى وفائدة الحكومة القادمة بدلاً من التركيز على موضوع حكومة الأغلبية أم التوافقية”.
صعوبة الموقف
ويضيف الكناني لـ( المسرى) أن ” التيار الصدري وحده يفتقر إلى الأغلبية السياسية، وبالتالي لن يستطيع أن يستثني جهة دون أخرى ويشكل الحكومة، والموضوع نفسه ينطبق على الإطار التنسيقي الذي يشدد على حكومة توافقية بمشاركة جميع الأطراف، وهي حالة صعبة أيضاً ومتعذرة وسط هذا الخلاف الحاصل”، لافتاً إلى أن “المدد التي يجب أن تشكل فيها الحكومة حالها حال الحكومات السابقة التي واجهت عسر الولادات في حينها، وكل حكومة سابقة استغرقت عدة اشهر حتى رأت النور، وولادة الحكومة الجديدة لا تختلف عن سابقاتها، وتحتاج وقتاً حتى تصل إلى بر الأمان”.
علاقة وثيقة
ومن جهته يقول استاذ العلاقات الدولية هيثم نعمان الهيتي لـ( المسرى) انه “يجب أن نعلم بداية أن هناك علاقة وثيقة بين تشكيل الحكومة العراقية والقضايا الإقليمية والدولية، منها التنافس الإيراني الأميركي داخل العراق وكذلك الدورالعربي والموقف التركي، لذلك الموقف ليس عبارة عن صراع داخلي فقط، وإنما صراع إقليمي وتأثير دولي”، منوهاً إلى أن “سلوك الناخب العراقي الذي تغير ورفع أطرافاً وأنزل أخرى، قد عقّد الموقف وأثر على الموقف الداخلي في البلاد من ناحية الدور الإقليمي”.
تغييرات مستقبلية
وأكد الهيتي أن خسارة بعض الاطراف التي كانت تقود العراق منذ 18 سنة الماضية، سواء أكانت في السلطة نفسها أم من خلال الدولة العميقة، اليوم هذه الجهات هي خاسرة في الانتخابات ، وفي المقابل هناك جهة فائزة وهي التيار الصدري الذي يريد أن يقود المرحلة القادمة، هو بحد ذاته تحول كبير، رغم كونه يخالف البيت الشيعي، لما يحمله من تغييرات جذرية مستقبلية في الواقع السياسي العراقي”، مستدركاً بالقول إن ” التغييرات حتى وإن حصلت ستكون جزئية لبقاء بعض تلك الوجوه السابقة في السلطة، لذا فإن معركة تشكيل الحكومة معقدة وستطول لأشهرعدة في حال بقاء كل طرف على موقفه”.
استحقاق مهم
وكان رئيس الجمهورية الدكتور برهم أحمد صالح قد قال خلال كلمة له الأسبوع الماضي أنه ينتظرنا استحقاق مهم على انعقاد البرلمان الجديد للشروع في تشكيل الحكومة الجديدة التي يجب أن تكون مقتدرة على النهوض بمهامها والتصدي ومواجهة التحديات التي يواجهها بلدنا والمنطقة.