المسرى :
تقرير : وفاء غانم
احتفلت قوات الشرطة وبمختلف صنوفها بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس جهاز الشرطة العراقية الذي أسس في التاسع من شهر كانون الثاني عام 1922.
وتتبع جميع قوات الشرطة بوكالاتها لوزارة الداخلية وهي مسؤولة عن إنفاذ القانون المدني داخل البلاد وضبط الأمن الداخلي والحدود والأحوال المدنية والجوازات والإقامة.
وزارة الداخلية هي احد اهم الادارات منذ تشكيل الحكومة العراقية في 1920 وحتى الان ، وذلك لتعدد وخطورة المهام التي تنفذها ، والتي نسقت على غرار نظام وزارة الداخلية العثمانية.
نبذة تعريفية
وتألفت قوة الشرطة العراقية في بادئ آمرها بموجب بيان البوليس رقم [72] لسنة 1920 من صفوف المشاة والخيالة والهجانة وضابطين عراقيين و[92] مفوضا من الهنود والعراقيين وغيرهم و[71] موظفا” بريطانيا”و[22] ضابطا بريطانيا
كان عام 1921 عندما تآلفت الحكومة العراقية حيث أصدرت وزارة الداخلية العراقية آمرا” بتشكيل قوة من الشرطة كانت أول نواة للشرطة العراقية في العراق.
في عام 1922 عين لأول مرة مدير شرطة لكل لواء من ألوية العراق “لواء تعني حاليا محافظة” مع عدد من المعاونين له وكان التعاون متواصلا بين الضباط العراقيين والبريطانيين بشأن تدريب القوة وتعيين واجباتها وتحديد المسؤوليات.
وبعد عام 2003 لم يتم حل الشرطة العراقية بقرار من الحاكم العسكري الامريكي بول بريمر مثلما تم حل الجيش العراقي، واعيد تشكيل الشرطة بعد ثلاثة أشهر من سقوط النظام وبقيت الشرطة بدون اي أسلحة بقرار من الأمريكان، لكن بعد تدهور الوضع الأمني تسلحت الشرطة بانواع من الاليات والأسلحة.
وتم تغيير الزي الرسمي للشرطة الوطنية بعد 2003 من اللون (الزيتوني) الى القميص الازرق وبنطلون اسود وبيرية سوداء وواقية للرصاص وحذاء اسود.
وشكلت ايضا فرقة الشرطة الاتحادية وهي القوة الضاربة في الشرطة العراقية حيث تتفوق على الشرطة الاعتيادية من حيث التدريب والأسلحة ونجدهم اليوم منتشرين في العاصمة العراقية بشكل سيطرات لضبط الوضع الأمني ، فضلا عن تشكيل صنوف اخرى وعدة مديريات لحاجة البلد لها بعد ان تعرض للعديد من الهجمات المسلحة. وفق مصادر اعلامية
الاقسام
و تضم وزارة الداخلية العديد من الوكالات الأمنية والأجهزة الشرطية، ومن أبرزها قوات الشرطة المحلية التي تتبع كل محافظة وتتكون من أبناء تلك المحافظة، إضافة إلى قوات الشرطة الاتحادية وإدارة قوات الحدود وشرطة حماية المنشآت ومغاوير الشرطة الخاصة وشرطة حماية الآثار والتراث ومديرية مكافحة الإرهاب وأخرى تعني بمكافحة المخدرات والنجدة والرد السريع والدفاع المدني.
كما تضم كل من هذه الوكالات والأجهزة الشرطية وحدات تعنى بالاستخبارات وتضم أفواج طوارئ وقوات خاصة داخل هذه الوكالات، فضلًا عن الأدلة الجنائية المرتبطة بشرطة المحافظات، وتشرف عليها المديرية العامة للأدلة الجنائية في الوزارة.
الشرطة النسوية
وانخرطت المرأة العراقية بعد عام 2003 في سلك الشرطة ،لتكون جزءا مهما مكملا لدورها في بناء العراق الجديد،وفتحت اكاديمية الشرطة ،والمعهد العالي للتطوير الامني والاداري باب القبول للاناث ،وتخرجت المئات من الفتيات، بين شرطي ومفوض وحتى ضابط، وهذه الخطوة تعتبر نقلة حضارية للعراق حيث كان التعيين في سلك الشرطة للرجل فقط . بحسب مصادر اعلام محلية
الاعداد
شهدت وزارة الداخلية العراقية توسعًا هائلًا في أعداد بعد 2003، ففي الوقت الذي لم يكن يتجاوز عدد المنتسبين للوزارة 40 ألف منتسب بحسب الإحصاءات ، أشار المتحدث السابق باسم وزارة الداخلية عبد الكريم خلف في تصريح صحفي إلى أن أعداد المنتسبين للوزارة عام 2018 وصل إلى 650 ألف منتسب، إذ يشمل ذلك المتطوعين في الوزارة العسكريين منهم والمدنيين. يقول الخبير الأمني حسن العبيدي في تصريح صحفي لوسائل اعلام محلية ,إن وزارة الداخلية تعد أكبر وزارة أمنية في العراق، فعدد منتسبيها يقارب النصف مليون شخص وهي تتفوق بذلك على وزارة الدفاع العراقية، لافتًا إلى أن وزارة الداخلية باتت شبيهة بالجيش، نظرًا لما أوكل لها من مهمات تتعلق بمكافحة الإرهاب والمسلحين، وهو ما انعكس على الخسائر التي منيت بها هذه الوزارة خلال السنوات الـ18 الماضية، فمشاركة وزارة الداخلية في محاربة تنظيم “داعش” أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من المقاتلين التابعين لهذه الوزارة.
نقطة استهداف
وفي 15-مايو – 2021 كشف إحصاء جديد وفقاً لمشروع (إحصاء الجثث في العراق) أن: 14 ألف عنصر شرطة عراقي، على الأقل، فقدوا حياتهم أثناء تأدية الواجب منذ عام 2003.
وأضاف أنه: منذ بداية عام 2021، قتل 23 شرطياً عراقياً، كان آخرهم في محافظة ديالى شرقي البلاد، في هجوم لتنظيم داعش.
فيما اشار الاحصاء,بأن الاستهدافات ضد عناصر الشرطة، تنوعت بين عمليات إطلاق نار بشكل مباشر وسيارات مفخخة وانتحاريين وعمليات إعدام على أيدي جماعات إرهابية.وفق الاحصاء كما أشار موقع (The Conversation) في تقرير إلى أن: «أفراد الشرطة في العراق يقتلون وهم يراقبون الأمن في نقاط التفتيش أو أثناء قيامهم بدوريات في الشوارع أو عند محاولتهم حماية البلدات والقرى من الهجمات، وخلال تفكيكهم القنابل والمنازل المفخخة. موضّحاً أن: الجهات التي تستهدف قوات الشرطة، تنحصر إجمالا في المقاتلين غير النظاميين وهذه جماعات تستهدف مراكز السلطة ورموزها مثل المسؤولين الحكوميين، والسياسيين أو أولئك الذي يعملون لديهم في وظائف ترتبط بالسلطة الشرعية,وبصفتهم منتسبين لجهاز تابع للدولة، يتعرض عناصر الشرطة لهجمات مصدرها أي جهة تعادي المؤسسة الرسمية، حسب التقرير.
إلى ذلك أكّد التقرير أنه: من ناحية الأرقام يعد تنظيم “داعش” مسؤولاً عن قتل العدد الأكبر من رجال الشرطة العراقية مقارنة مع الجماعات الأخرى.
الى ذلك هنأ رئيس الجمهورية برهم صالح، الشرطة بمناسبة عيد تأسيسهم، مستذكراً التضحيات التي قدمت في مقارعة الارهاب.
وقال صالح في تغريدة تابعها المسرى ، “أتقدمُ بالتهنئة لقوات الشرطة بكل تشكيلاتها ومنتسبيها ضباطاً ومراتب بمناسبة عيدهم، ونستذكر تضحياتهم الجسام في مقارعة الإرهاب ودورهم في السهر على امن المواطنين وتعزيز الاستقرار الاجتماعي”.
وأضاف صالح، “واجبنا دعمهم بما يُسهم في تسهيل وتطوير مهام عملهم، واحترام حقوق الإنسان وحفظ الحريات العامة”.
وفي السياق حضر القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي حفل تخرّج دورة الضباط العالية بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الشرطة. حيث أشرف رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، على مراسم تخرّج دورة الضباط العالية (52) في حفل أقيم بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الشرطة.
وكرّم الكاظمي المتفوقين الأوائل والمتميزين على الدورة، ووزع عليهم الهدايا التقديرية، وبارك جميع الخريجين الذين سيلتحقون في مهامهم، وأداء واجباتهم في حماية أمن العراق وشعبه الكريم.
من جهته هنأ وكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية، أحمد أبو رغيف، بمناسبة الذكرى المئوية لتاسيس الشرطة العراقية.
وقال ابو رغيف، عبر بيان تابعه المسرى ، “نتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات الى رجال العيون الساهرة بجميع صنوفهم وتشكيلاتهم ابطال وزارة الداخلية الذين كانوا ومازالو يعملون ليلا ونهارا من اجل فرض الامن خدمة للعراق وشعبه وانه من دواعي السرور ان نهنئهم بعيدهم الاغر داعين الباري عز وجل ان يسدد خطاهم لفرض هيبة الدولة وبناء عراق الازدهار والسلام”.
وأضاف، “لقد بذلتم جهودًا كبيرة وقدمتم قوافل من المضحين والشهداء والجرحى من اخوانكم الابطال الذين ثبتوا في قواطع المسوؤلية وهذه مناسبة تستحق ان نحتفي بها جميعا وان يفخر كل عراقي بنعمة الامن والسكنية والحياة الواعدة في ارجاء الوطن التي جاءت بفضل جهودكم وتضحياتكم وبذلتم كل غالي ونفيس لأمن وسلامة المواطنين وحماية أرواحهم وممتلكاتهم”.