المسرى :
تقرير : وفاء غانم
كان لموجة البرد غير المسبوقة اجتاحت المدن والمحافظات في البلاد تأثيرا كبيرا على ساكني المخيمات التي لن تقدر على حمايتهم من قساوة البرد وهطول الثلوج ومحاصرتهم من كل جانب ، خصوصاً في مدن السليمانية وأربيل والأنبار التي انخفضت درجات الحرارة فيها إلى ما دون الصفر، مع تأكيد تسجيل ثلاث وفيات بين النازحين، هما طفلان في مخيم آشتي في السليمانية، وامرأة مسنة نازحة في ديالى.
ويعيش أكثر من 37 ألف نازح في المخيمات لم تتم إعادتهم لمناطقهم رغم هزيمة تنظيم “داعش” قبل 5 أعوام.
وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان في وقت سابق ,” إن النازحين يعانون من أوضاع مأساوية جراء موجة البرد القارس التي لّفت العراق خلال الأيام القليلة الماضية”.
وأضاف المرصد في تقريراطلع عليه المسرى ، أنه “تأكد وفاة طفلين في مخيم آشتي للنازحين في محافظة السليمانية، ووفاة سيّدة مسنة تعيش مع عائلتها في منزل متهالك في محافظة ديالى نتيجة البرد الشديد وعدم توّفر أغطية ووقود”.
شعارات ووعود ترقيعية
برغـــــم الـــوعـــود الحكومية المتراكمة بحل قضية النازحين والمهجرين وإعادتهم إلى مناطقهم بعد تأمينها، إلا أن مأساة مخيمات النزوح مازالت مــســتــمــرة، وســط الظروف الجوية القاسية وسوء الــخــدمــات.
الـنـاطـق بـاسـم مفوضية حـقـوق الإنـسـان العليا الدكتورعـــلـــي الـــبـــيـــاتـــي ذكر فــــي تصريح صحفي للصحيفة الرسمية ” ان إغــــلاق مـلـف الــنــازحــين لــم يــكــن إلا شــعــاراً واسـتـجـابـة لمتطلبات سياسية كـانـت حـاضـرة فـي كـل تشكيل وتـحـالـف سـيـاسـي”، مـبـيـنـاً أن الأرقــــام الــدولــيــة تـتـحـدث عما يـقـارب مليوناً و198 ألـف نـازح لايزالون موجودين خارج مواطن سكناهم تحت عنوان نازحين”.
وأوضـح أنـه “لـو أخذنا مخيمات الــنــزوح فــي إقــلــيــم كــوردســتــان دهــوك والـسـلـيـمـانـيـة وأربـيـل فهناك ما يقارب 650 ألف نازح: “أين هم داخل الإقليم”، متسائلا مـن تـبـقـى مـن الـنـازحـين خـارج الإقليم، ولماذا لا تعدهم الحكومة العراقية نازحينز”
الاستعجال في الاعلان عن غلق الملف
ونوه البياتي الى ان وزارة الهجرة استعجلت بــالإعــلان عـن إنـهـاء هـذا المـلـف فـي ظـل وجـود الكثير من مخيمات النزوح التي قطعت صلتها رسمياً بالوزارة وحذفت من قاعدة البيانات من دون إنــهــاء مـلـفـهـا”، داعــيــاً إلـى “خــطــة عـمـل لإنــهــاء هــذا المـلـف بـطـريـقـة صـحـيـحـة بـعـيـداً عـن الــضــغــوطــات الـسـيـاسـيـة”.
وزارة الهجرة والمهجرين اعلنت ، في وقت سابق ،عودة 141 نازحاً بواقع 28 أسـرة نازحة من مخيم الجدعة الخامس إلى مناطقهم الأصلية فــي مـحـافـظـة نــيــنــوى، فـضـلا عـن تسليم مبلغ (150 دولاراً لـلأسـرة) بــدل إيـجـار ووسـائـط نقل. وأضافت أنه “سيتم تسليم مبلغ إضـافـي عند استقرارهم بـمـكـان الــعــودة لـيـصـبـح المـبـلـغ الـكـلـي (1045 دولاراً) لـلأسـرة الـواحـدة، بالتنسيق مـع منظمة الهجرة الدولية IOM .
انقذو النازحين من البرد
ودشن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وسم (أنقذوا النازحين من البرد) في محاولة لإغاثة النازحين المحاصرين في مخيمات العراق في ظل أوضاع تفتقد للبنية التحتية الأساسية وخوف من الموت تجمدا.
وحمّل ناشطون الحكومة الاتحادية الأوضاع المأساوية للنازحين في المخيمات والتي تفاقمت لدرجة وفاة طفلين نازحين في مخيم آشتي بسبب البرد.
ويعيش في مخيمات إقليم كوردستان نحو مليون و200 ألف عراقي، حسب تقرير نشرته منظمة الهجرة الدولية (IOM) في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وكانت وزارة الهجرة والمهجرين قد اعلنت ، في ديسمبر 2021 ، أنها ستغلق آخر مخيمات النازحين، لكنها أكدت صعوبة إغلاق مخيمات النازحين في إقليم كوردستان.
ويضم الإقليم 26 مخيما، 16 في محافظة دهوك و6 في أربيل و4 في السليمانية، ويبلغ عدد قاطنيها قرابة 350 ألف نازح.
وأعلنت وزارة الهجرة في 11-11-2021، إغلاق آخر مخيم للنازحين في محافظة الأنبار وهو مخيم عامرية الفلوجة، مؤكدةً أن “أولويتنا طيّ صفحة النزوح”.
وقالت الأمم المتحدة إن ” ما لا يقل عن 5.5 مليون عراقي اضطروا للنزوح إثر المعارك مع تنظيم داعش، لجأ بعضهم إلى دول الجوار مثل تركيا و دول الاتحاد الأوروبي.