المسرى.. تقرير: بشير علي
يعد العراق من أكثر البلدان عُرضة لمخاطر تأثير تغير المناخ، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فهو يحتل المرتبة الخامسة بين اكثر البلدان هشاشة على مستوى العالم من حيث نقص المياه والغذاء ودرجات الحرارة القصوى.
أول مشروع من نوعه في تاريخ العراق
رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح قدم مشروعًا يتضمن عدة نقاط لمواجهة آثار التغيّر المُناخي أسماه (إنعاش بلاد الرافدين) وتبناه مجلس الوزراء ووافق عليه العام الماضي 2021 وهو قيد الإنجاز.
يقول الباحث والخبير في شؤون البيئة خالد سليمان للمسرى، ان: “المشروع يعد الأول من نوعه في العراق، لمواجهة موجة التحدي البيئي التي تعصف بالبلاد نتيجه التغير المناخي الحاصل جراء التلوث البيئي اثر الحروب وغيرها، مؤكدا أنه “خلال السنوات الماضية اهمل هذا الموضوع بشكل كامل في السياسات السابقة للبلاد، وغابت هذه الأفكار عن اصحاب القرار، مبينا أن” المشروع الذي طرحه الرئيس العراقي “برهم صالح” يعد من اهم المشاريع والقرارات التي أتخذت في تاريخ البلاد والذي وافقت عليه الحكومة العراقية العام الماضي 2021 وهو قيد التنفيذ.
المشروع يؤمن المياه المستدامة
وبين سليمان أن “موضوع إدارة وتنظيف المياه يعد أمرًا مهما جدًا خصوصًا وأن البلاد يعاني من شح مياه شديد، نتيجة عدم وجود تفاهمات مع الجانب الإقليمي، ومن بين النقاط التي تضمنها مشروع “صالح” وضع سياسيات إقليمية من شأنها توفير مياه مستدامة مستقبلية للمنطقة والبلاد بشكل خاص”.
وتابع الباحث والخبير في شؤون البيئة خالد سليمان خلال حديثه، أن”تغيير المناخ وآثاره على البلد هي مسألة وجودية ركز عليها المشروع ووضع سياسيات مستدامة لمواجه تغيير المناخ وتقليل من آثارها السلبية على المجتمع والزراعة والاقتصاد والصحة العامة”.
معالجة شح المياه
إلى ذلك، أكدت وزيرة البيئة السابقة نرمين عثمان، في تصريح للمسرى، أن” المشروع الذي قدمه رئيس الجمهورية برهم صالح مهم جدًا، حيث يتضمن نقاط للحفاظ على البيئة وحماية اهوار العراق، خاصة بعد وضع الأهوار على لائحة التراث العالمي وتحت مراقبة اليونسكو كان يتوجب على الحكومة العراقية ان تضع افكار بصدد المحافظة على هذا التراث”.
وأضافت، أن “من بين النقاط المهة التي تضمنها المشروع مشكلة شح المياه الخارجية، مبينة أن هذا الامر يتسبب بزيادة ملوحة المياه في البلاد والتي تلقي بظلالها على التلوث البيئي والذي بدوره يوثر على أرضية العراق ومناخه”.
ودعت نرمين إلى تفعيل النقاش مع دول الجوار عن كيفية الحفاظ على مياه العراق لأن الاهوار تحت مراقبة اليونسكو وبإمكانهم التعاون مع الحكومة العراقية لمناقشة شح المياه لدى البلد مع دول الجوار خصوصًا تركيا وإيران فضلًا عن المراقبة الداخلية.
وتابعت في حديثها، أن، مناخ العراق مهدد بالتصحر بعد السنين القادمة، إلا اذا كان هناك تقلب مناخي آخر ، لكن التقارير تشير الى ان العراق مهدد بالتصحر خلال السنين القلية القادمة، الامر الذي سيؤثر على الثروة الزراعية والمائية وحتى الاجتماعية وصحة الفرد وطبيعة البيئة العراقية”.
مبادرة فريدة من نوعها
من جهته قال الدكتورعزام علوش من منظمة طبيعة العراق، للمسرى، إن “عدد العراقيين في الوقت الحالي 41 مليون شخص وفي العام 2030 سيرتفع إلى 52 مليون شخص وسيستمر التصاعد السكاني إلى ان يصل الى 80 مليون في 2050 والعالم يعمل في الوقت الحالي على الاستغناء عن الوقود الأحفوري، مما يعني ان الطلب على النفط سيقل من 85- 95 مليون برميل يوميًا الى 25 مليون برميل في سنة 2050 هذا يعني ان سعر النفط سيقل حتمًا في المستقبل لذلك سنواجه ثلاث كوارث المال والنفط والمياه وهذا يعني ان العراقيين سيكون وضعهم مزري في المستقبل، لذلك جاءت مبادرة الرئيس “صالح” كفريدة من نوعها لانقاذ مستقبل العراق من الضياع الحتمي، كون هذه المبادرة تعتبر نوعية في المنطقة وحتى العالم كونها تحتوي على أفكار تقوم على اساس تغيير الاقتصاد العراقي كبديل يساند الوضع المحتم على البلد”.
طوق نجاة للعراق
واضاف، ان “المشروع سيكون بمثابة طوق نجاة لتأريخ العراق الذي يعتبر سلة الغذاء للمنطقة كذلك يعتبر نقطة تجارة العراق شرقًا وغربًا، مبينًا ان المشروع بدأ يطبق وهو أمر مهم جدًا، حيث بانت نتائجه بتوقيع وزارة النفط مشروع الف ميكا واط من الطاقة الشمسية مع شركة “توتال” فضلًا عن موضوعة تشجير العراق بالنخيل في الجنوب والبلوط في الشمال، مؤكدا ان هذه المبادرة ستكون أساس لاعادة أقتصاد العراق إلى ما كان عليه”.
ووفقاً لتقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية شهد البلاد منذ عام 2008 موجات جفاف عنيفة وبدت آثارها واضحة على الزراعة والأراضي ومصادر المياه والحياة العامة، فضلاً عن ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة. وقد بدت الملامح الأولى لهذه الخريطة في تقرير أصدره معهد مصادر العالم بتاريخ 25/8/2015 حيث احتل 14 بلداً في الشرق الأوسط صدارة لائحة 33 بلداً في العالم، تواجه شح مياه حقيقياً في العقود المقبلة.