المسرى :
تقرير : هناء رياض
طاقة عظمى لو استغلت بشكلها الصحيح لوفرت ما يكفي لإمداد خمسة ملايين منزل بالطاقة الكهربائية. وتوفير 5 مليارات ومئتي مليون دولار كل اربع سنوات تقريباً للخزينة العراقية , لكنها تهدر وتحرق وتذهب ادراج الفساد ..
الغاز الطبيعي في العراق , ثروة وطنية مهدرة تحرق بشكل متواصل ولا مسؤول يحترق وجدانه لأجلها ..
الغاز المحترق يمكنه ان يمد 5 ملايين منزل بالطاقة الكهربائية
العراق ثاني اكبر دول حرق الغاز الطبيعي لمدة تسع سنوات متتالية وفق تقرير لمنصة S&P Global Platts التي اكدت ان أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم من حرق الغاز هو بعض أكبر منتجي النفط، حيث جاءت روسيا في رأس القائمة تلاها العراق ثاني أكبر منتج في أوبك. واشارت المنصة انه على الرغم من أن هذه البلدان تنتج 40٪ من النفط العالمي ، إلا أنها تمثل ما يقرب من ثلثي حرق الغاز العالمي.
العراق ثاني اكبر دول حرق العراق لمدة تسع سنوات متتالية
وفيما اشار برنامج الشراكة العالمية للحد من حرق الغاز التابع للبنك الدولي: الى ان هذه الدول تميل لأن تكون دولًا هشة و متأثرة بالصراعات وتواجه مجموعة من التحديات السياسية وعدم القدرة على جذب الاستثمارات.
فأن موقع أويل برايس المتخصص في الطاقة والاقتصاد، اشار في تحليل إلى أن العراق قد يتجه إلى صفقات لوقف “حرق الغاز” وتصديره ليصبح من الدول المصدرة للغاز والبتروكيماويات.
البنك الدولي : دول حرق الغاز هشة ومتأثرة بالصراعات ولاتجذب المستثمر
الغاز العراقي الذي بدأ انتاجه بالتزامن مع انتاج النفط عام 1927 له مصدران رئيسيان , اولهما الغاز المصاحب للنفط كناتج طبيعي والذي يتميز استثماره بقلة التكاليف، إذ لا يحتاج إلى عمليات تنقيب وحفر واستخراج كونه يأتي مصاحبا للنفط المستخرج، ويمثل 70 بالمئة من الغاز الطبيعي العراقي , والمصدر الثاني هو الغاز الحر الذي يتميز استثماره بالتكاليف العالية وذلك للحاجة لعمليات التنقيب والحفر والاستخراج، ويشكل 30% من الغاز العراقي.
الغاز العراقي المصاحب لأستخراج النفط هو الاقل كلفة ويمثل 70%
وتفيد تقارير، بأن العراق يهدر حوالي 62 بالمئة من إنتاجه من الغاز أي ما يعادل 196000 برميل من النفط الخام يوميا، وفي هذا هدر مالي كبير، وهو كاف لبناء صناعة غاز جديدة بالكامل.
ومن المفارقات، فإنه في الوقت الذي تستمر فيه عملية حرق الغاز في العراق، تقوم بغداد باستيراده من إيران، بنحو 3,5 مليار دولار سنويا.
العراق يحرق غازه ويستورده من دول الجوار بنحو 3,5 مليار دولار
وفي تقرير لمجلة “إيكونوميست” البريطانية فأن كمية الغاز المحروق المصاحب للنفط الخام المنتج في آبار البصرة فقط تقدر سنويا بحوالي 12 مليار متر مكعب، وهي كميات تفوق الاستهلاك السنوي لدولة النمسا بأكملها.
الغاز المحروق في آبار البصرة يعادل الاستهلاك السنوي للنمسا
ختاماً فأن العراق وقع ومنذ عام 2018 اتفاقية مع شركة بيكر هيوز الأميركية من أجل للعمل في استغلال حقول نفط في الناصرية وحقول نفطية أخرى شمال البصرة.
اتفاقيات العراق لاستغلال الغاز الطبيعي مازالت حبراً على ورق
واتفاقية ممثالة مع شركة توتال الفرنسية للأستفادة من 300 مليون قدم مكعب من خمسة حقول نفط في مناطق غرب القرنة ومجنون في المرحلة الأولى، ومع ان الاتفاقيات مازالت حبراً على ورق بأنتظار التطبيق فأن الغاز لاينتظر الوقت وهو يحترق يومياً وتحترق معه ملايين الدولارات ..