المسرى :
تقرير : وفاء غانم
اظهرت العديد من التقاريرالمحلية والدولية الحالة السوداوية المتعلقة بتنامي الأمراض السرطانية التي يمر بها العراق, حيث شهدت أخيرا معظم المحافظات العراقية تزايدا في معدلات الاصابة بالسرطان , لاسباب تتعلق بالحروب التي مر بها العراق والتلوث في ظل غياب الإجراءات التي تحد من حدوث المرض اوالوفيات الناجمة عنه.
ويعد عدم توفر المستلزمات الضرورية للكشف المبكر عن مرض السرطان اولغرض العلاج , من اهم التحديات التي تواجه وزارة الصحة والبيئة للحد من اتساع رقعة الاصابة بلمرض .فيما تعاني معظم المحافظات العراقية من عدم امتلاكها المستلزمات اللازمة لمعالجة مرضى السرطان , الامر الذي لزم المرضى الى اللجوء الى المستشفيات دول ومحافظات اخرى لغرض تلقي العلاج .
يقول اطباء مختصون إن “هذا الموضوع طويل وليس جديداً، فأدوية معالجة الأمراض السرطانية تجهز حصراً من وزارة الصحة العراقية، وهي بالأصل تجهز نسب قليلة من هذه الأدوية، وهذه مشكلة تعاني منها جميع المراكز المختصة بلأورام في العراق”، مبيناً أن “الأدوية السرطانية باهضة الثمن، والميزانية المخصصة لهذه الأدوية محدودة، ونظراً لأنه في السنتين الأخيرتين تم تخصيص معظم الميزانية لمكافحة جائحة كورونا، حصل نقص بتجهيز الأدوية السرطانية, وان بعض هذه الأدوية يتم شرائها من قبل المريض عند الحاجة.
الاطباء اشاروا ان غالبية ضحايا مرض السرطان يفقدون حياتهم، جراء التشخيص المتأخر وشراسة الإصابة، وأكثر تلك الاصابات التي تحدث هي سرطان الثدي والقولون والرحم والدم، وفقاً لمصادر طبية .
هيروشيما اخرى
وكان عضو الجمعية الملكيّة البريطانيّة للأطبّاء في إنكلترا وعالم الأورام جواد العلي محافظة البصرة قد وصف في وقت سابق البصرة بأنها “هيروشيما أخرى”، مشيراً إلى أن أكثر من 40 في المائة من سكان محافظة البصرة سيصابون بالسرطان.
ومعدّل الإصابة بالسرطان في محافظة البصرة كان بين عامي 2015 و2017 يتراوح بين 400 و500 إصابة شهرياً، لكنه ارتفع بنسبة تصل إلى 200 في المائة تقريباً خلال عام 2018.
الى جانب ذلك تعاني ناحية القيارة هي الاخرى والقرى التابعة لها، ضمن محافظة نينوى، من تلوث كبير في هوائها نتيجة استمرار إحراق الغاز المصاحب ضمن مصفى القيارة، الذي يضخ ملوثات الهواء كغازات: الميثان، وأوكسيد النيتروجين الثنائي، وثاني أوكسيد الكبريت والسخام، التي تسببت جميعها بارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان على مدى العقد الماضي.
وبحسب خبراء، فإن أكبر زيادة بعدد منشآت حرق الغاز الجديدة تقع شمال البلاد، إذ تضم ستة مواقع في الأقل بجميع أنحاء حقل النفط قرب القيارة الواقعة على الضفة الغربية لنهر دجلة.
ويقول الدكتور محمد السبعاوي العامل بمستشفى القيارة العام في تصريح صحفي: إن “ردهات الطوارئ تسجل يوميا عددا كبيرا من إصابات الأطفال والمسنين بحالات الاختناق بسبب انبعاث الغازات السامة التي تسبب هذه الحالات الخطيرة من الاختناق، لا سيما لسكان ناحية القيارة والقرى القريبة من الناحية الواقعة جنوب مدينةالموصل”.
ويقول اهالي المنطقة في حديثهم لوسائل اعلام محلية إن” الغازات السامة المنبعثة في الجو، لا توجد سيطرة عليها ولا حل في الأفق المنظور لها حتى الآن”، مؤكدين أن “حرق الغاز المصاحب، يشكل خطرا داهما على صحة من يعيشون بالجوار، ويسبب لهم إصابات بأمراض الربو وسرطان الرئة والجلد.
ارقام صادمة في محافظة السليمانية
الى ذلك لفتت إدارة مستشفى هيوا للأمراض السرطانية في السليمانية النظر إلى أن عدد الإصابات بلغ يوميا 10 حالات جديدة في مختلف أنحاء المحافظة بداية العام الحالي.
وقالت هيوا ” هذا يعني أن السليمانية تسجل سنويا ما يصل إلى 3600 حالة جديدة، فيما يتوقع الأطباء ارتفاع العدد إلى 20 ألف إصابة في غضون السنوات الأربع المقبلة.
وبين الدكتور ياد النقشبندي مدير مستشفى هيوا للأمراض السرطانية في (تصريح صحفي )،” أنه ومنذ بداية العام الحالي تم تسجيل العشرات من حالات الإصابة بالسرطان، بمعدل يومي لا يقل عن تسجيل 10 حالات.
ولفت الى أن نسبة 70% من الإصابات هي من محافظة السليمانية والمناطق التابعة لها.فيما أرجع الدكتور خالد احمد هذا الارتفاع إلى عوامل عدة، ترتبط أساسا بتطور عدد السكان الذي سيفضي ضرورة إلى ارتفاع معدل الإصابة بالسرطان، فضلا عن تغير تركيبة العمران البشري، مع تزايد معدل الأعمار فوق الستين سنة مقابل تراجع فئة الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة.