المسرى :
تقرير : وفاء غانم
اعاد النازحون الذين يقطنون تحت الخيام ظاهرة تزويج القاصرات الى الواجهة من جديد, رغم الحملات التوعوية التي تقوم بها الجهات المعنية للنساء النازحات حول مخاطر زواج القاصرات.
فنظرا للظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها النازحون الذين يقارعون مصاعب الحياة واعينهم على من يأتي وينتشلهم من الذي هم فيه , لجأ النازحون وبشكل مكثف اخيرا الى طريقة صنفها المختصون بالتهديد الكبير على المجتمع وربما الكارثي وهو تزويجهم لبناتهم الصغيرات في السن لاسباب مادية ومعنوية.
ويرى مراقبون” ان ظاهرة تزويج العائلات النازحة لبناتها من ابرز المشاكل التي عرفها المجتمع العراقي في السنوات الأخيرة، لاسباب يعاني منها النازحون داخل تلك المخيمات خاصة هؤلاء الاهالي لعل ابرزها صعوبة العيش واملا في تخليص الاسرة من الواقع السئ الذي تعيشه ,فيما تحارب جهات رسمية ومدنية هذه الظاهرة التي ترى أنها مصدر تهديد كبير للمجتمع.
ظاهرة قديمة
زواج القاصرات ظاهرة قديمة في المجتمع العراقي , إذ كانت تنتشر في القرى ذات الثقافة المتدنية والمجتمعات القبلية خصوصاً، لتعود الى الواجهة و بكثرة قبل سبع سنوات في المخيمات تعود لعائلات هربت من مناطق احتلها سابقا تنظيم داعش عام 2014.
حلا لانهاء الفقر والعوز
وتتباين تبريرات العوائل النازحة لتزويج بناتهم وهن في سن صغير حيث ان معظمهم يرون بان زواج القاصرات قد يكون حلاً مؤقتاً للفقر الذي يعانيه أهالي الفتيات في مخيمات النازحين.
ويرى اخرون “انه لا مفر من تزويج البنات في عمر صغيرة، إذ يصعب أن تتحمل الأسر في المخيمات التكاليف التي تقع على عاتقها”. مشيرين الى ان “كبر أطفالهم في المخيمات معناه تعرضهم للظلم الكبير بينما يسكن أقرانهم في مدن وبيوت آمنة دافئة شتاءً ومبرّدة صيفاً ,فضلا عن الأمراض التي تفتك بهم من جهة اخرى , مبينين ان زواج البنت يخفف من عبء نفقات الأسرة، ويسمح أيضاً بالإفادة من مهرها، فالجميع يحتاجون إلى مال, وفق ما تحدث به بعض ارباب تلك الاسر لوسائل اعلام محلية”.
وكانت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية قد نظمت في وقت سابق حملة توعوية للنساء النازحات حول مخاطر زواج القاصرات، تحت عنوان “انتِ سر النجاح” وذلك بمناسبة حملة 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة و في عدة مخيمات منها في مخيم “آشتي” للنازحين بمحافظة السليمانية.
المتحدث الرسمي باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فراس الخطيب قال في تصريح صحفي في وقت سابق ” إن “هدف هذه النشاطات هو لنشر التوعية والتثقيف في المجتمع لإنهاء العنف ضد النساء”، مردفا بالقول إن “الحملة تمثل تجربة اجتماعية يمكن خلالها التواصل مع الجمهور للتثقيف والتوعية بضرورة مناهضة العنف”.
واكد الخطيب على “ضرورة احترام مكانة المرأة وصون حقوقها داخل المجتمع”، مشيرا إلى “ارتفاع حالات العنف والشكاوى خاصة في ظل جائحة كورونا وما رافقها من تبعات اقتصادية سلبية”.
اثر رهيب على المجتمع
واشار الخطيب الى أنه ” في حال بقيت ظاهرة زواج القاصرات بدون مراقبة، سيكون لها أثر رهيب على المجتمع وستتسبب باندلاع أزمات صحية واقتصادية وأمنية خلال السنوات القادمة.”
وبشكل متواصل ومستمر تقوم المنظمات والجمعيات الإنسانية بلتعاون مع جهات حكومية متخصصة، مثل وزارة الهجرة والمهجرين، من أجل الوقوف على الظاهرة ومحاولة تحجيمها قدر الإمكان.
ويحدد القانون العراقي السن القانونية للزواج بـ18 عاماً، لكن المادة الثامنة تسمح بزواج من أكمل سن الـ15 شرط نيل موافقة المحكمة وولي الأمر، فيما تقول سلمى إن تزويج فتيات أعمارهن أقل من 15 عاماً يحصل في مكاتب خاصة عبر وثائق غير رسمية، لكنها قانونية بحسب الشريعة الإسلامية. وفق تعبيرها