المسرى.. تقرير فؤاد عبد الله
يرى الكثير من السياسيين والمراقبين للشأن العراقي أن تغريدة الصدر ومقاطعة كتلته للجلسة القادمة للبرلمان والمخصصة لاختيار رئيس الجمهورية، وتجميد كامل مفاوضاته مع الكتل السياسية لتشكيل الحكومة القادمة، بالخطوة غير المتوقعة،إضافة إلى تعقيد المشهد السياسي أكثر، في حين يراها البعض أنها تأتي لفتح باب الحوارات والتقريب بين الفرقاء السياسيين لتهدئة المواقف وانفراج الإنغلاق السياسي الحاصل بعد الانتخابات الأخيرة.
الجلسة الثانية
وفي هذا السياق تقول القيادية في ائتلاف النصر راقية الخزعلي لـ( المسرى) إن ” مقاطعة التيار الصدري للجلسة القادمة للبرلمان، لن تؤثر على انعقادها، الجلسة ستعقد سواء حضروا أم لم يحضروا، ولكن إذا قرر أغلبية المتحالفين معه على مقاطعة الجلسة ،في هذه الحالة يجب إصدار قرار بعدم انعقادها”، مبينة انه في حالة عدم انعقادها يجب مفاتحة المحكمة الاتحادية للبت في الأمر، لعدم ذكر هذه المسألة في الدستور والتي تنص على أن تعقد الجلسة الثانية المخصصة لاختيار رئيس الجمهورية خلال 30 يوماً بعد الجلسة الاولى”.
مواقف متغيرة
واضافت الخزعلي أن ” التيار الصدري معروف بمواقفه التي يعلنها ومن ثم يتراجع عنها لاحقاً، وفي الوقت الحالي التيار أعطى فرصة للآخرين ولنفسه لكي يراجع حساباته بشأن الكثير من الأمور سياسية كانت والمتعلقة بالمتحالفين معه لتشكيل الحكومة القادمة أم مذهبية متعلقة بالمكون نفسه،إضافة إلى قرار المحكمة الاتحادية القاضي بحضور ثلثي أعضاء البرلمان في جلسة اختيار رئيس الجمهورية”.
محطة مهمة
أما استاذ العلوم السياسية في جامعة المستنصرية الدكتور عزيز جبر شيال فيقول ( المسرى) إن ” الجلسة الثانية للبرلمان والمخصصة لاختيار رئيس الجمهورية إذا عقدت في موعدها ستكون محطة مهمة، لا سيما بعد تفسير المحكمة الاتحادية باشتراط حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب لتلك الجلسة، واليوم البلاد يشهد تعقيداً في عدم القدرة للوصول إلى عتبة 220 نائباً لحضور وتكملة النصاب”، لافتاً أن ” منصب رئيس الجمهورية هو من حصة المكون الكوردي، لذلك بالنتيجة هو موضوع كوردي للتوافق فيما بينهم، واختيار مرشح للمنصب يأتي وفق اعتبارات كوردية وليست اعتبارات وطنية”.
إرادة كوردية
وأوضح شيال أن “حزبي كلي المرشحين لديهما تحالفات وتفاهمات مع أحزاب وكتل أخرى لا يستهان بقوتها،ولكن بالمحصلة الأمر كله مرهون بالإرادة الكوردية، وبالأخص التوافق بين الحزبين الكورديين الإتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني”.
الجلوس على طاولة حوار
ويشيرالسياسيون والمراقبون للمشهد السياسي العراقي أن الوجب يحتم علي السياسيين بمختلف ألوانهم وانتماآتهم الابتعاد عن المواقف المتشنجة والتصريحات التي تربك الوضع الوضع السياسي وتزيده تعقيداً، إلى جانب الجلوس مع بعض على طاولة حوار للخروج بحلول وتفاهمات تخرج من البلاد من النفق المظلم الذي يعيشه منذ امد ليس بالقصير.