المسرى :
اعداد : محمد البغدادي
في كل عام وفي مثل هذا اليوم 2/22/2022 نستعيد ذكرى واحدة من أكبر جرائم العصر والتي راح ضحيتها (182000) من أبناء شعب كوردستان، ضحايا النزعة الدكتاتورية الشوفينية البائدة، في جريمة الأنفال التي تعبر عن أبشع أساليب الكره للإنسانية والحقد على كرامة الحياة، لقد سمح الصمت الكبير للمجتمع الدولي بمرور الجرائم وتكرارها وجعل الثمن الذي دفعه شعب كردستان باهظا في جميع النواحي الانسانية والحرية والحقوق الشخصية والقومية.
ومثال محاكمة رأس النظام السابق صدام حسين و(6)من أعوانه من قبل المحكمة الجنائية العراقية العليا في قضية جريمة (الانفال) وقرار مجلس الرئاسة العراقية رقم ( 26 ) لسنة 2008 الا دليل على اعتبار ما تعرض له الشعب الكردي في كوردستان العراق من مذابح وقتل جماعي هو إبادة جماعية بكل المقاييس”
في ذكرى هذه الجريمة و في كل عام هناك حقيقة راسخة تقضي بوجوب تحمل الدولة العراقية الاتحادية تعويض الضحايا والمتضررين من هذه الجريمة بصورة منصفة تؤكد على التغيير الحقيقي للحكم في العراق الجديد، فمن البديهي أن تتحمل الدولة العراقية الآثار المترتبة عن الجريمة شأنها شأن الديون التي كانت بذمة دولة العراق في عهد نظام صدام والتعويضات التي لاتزال تدفع لدولة الكويت بسبب غزوها.
ورغم أن قرار رئاسة مجلس النواب كان مقتضبا جدا ولم يشر فيه إلى من يتحمل المسؤولية وماذا يترتب عليه ولم يتطرق إلى التعويضات.. لكن قرار المحكمة الجنائية بهذا الخصوص واضح وجلي يقضي بتحمل الحكومة الاتحادية هذه المسؤولية.
هذا الموضوع أمر ينبغي البت فيه من قبل الحكومة الاتحادية التي كان حريا بها أن تبادر قبل أن تُطالب، لذلك على قيادة اقليم كردستان والنواب الكرد في مجلس النواب واصدقاء الكرد من العرب، زيادة ضغوطهم كي تتحقق هذه العدالة ولتتحول مسؤولية اقليم كردستان من صرف تعويضات الى المزيد من العناية والاهتمام بهم.
يطلق اسم الإبادة على سياسة القتل الجماعي المنظمة ضد مختلف الجماعات
الفضاعات التي إرتكبت أثناء محاولات الابادة لطوائف و شعوب على أساس قومي او عرقي او ديني او سياسي، صنفت كـجريمة دولية في اتفاقية وافقت الأمم المتحدة عليها بالاجماع سنة 1948 ووضعت موضع التنفيذ 1951 بعد ان صدقت عليها عشرون دولة. حتى الآن صدقت 133 دولة على الاتفاقية بينها الاتحاد السوفييتي (1954) والولايات المتحدة (1988). من الدول العربية صدقت مصر والعراق والأردن والكويت وليبيا والمغرب والمملكة السعودية وسوريا وتونس. ولم تصدق 50 دولة بينها قطر والامارات المتحدة وعمان وموريتانيا وتشاد.
في هذه الاتفاقية، بِمُوجِب المادة الثانية، تعني الإبادة الجماعية أيا من الأفعال الآتية، المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو اثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه:
قتل أعضاء من الجماعة، إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة، إخضاع الجماعة، عمدا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا، فرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة، نقل أطفال من الجماعة، عنوة، إلى جماعة أخرى.
كانت المحكمتان الدوليتان بسبب عمليات الإبادة في رواندا والبوسنة أول التطبيق للاتفاقية عمليا. وفي 1998 حكم مرتكبا الإبادة الجماعية في رواندا بالسجن مدى الحياة وبينهما جان كمباندا الذي كان رئيس الوزراء في بداية عملية الإبادة والذي اعترف بمسؤولته عن إبادة المدنيين التوتسيين.
عمليات الإبادة:
أشهر عمليات الإبادة هي ما قام به النازيون، أثناء الحرب العالمية الثانية، من قتل لحوالي 11 مليون مدني، من بينهم يهود وسلافيون وشيوعيون ومثليون ومعاقون ومعارضون سياسيون وغجر والعديد من الشعوب غير الألمانية.
حالات جريمة الابادة وحالات أفعال مشتبه بها في القرن العشرين هي:
إبادة أرمنية ، إبادة أوكرانية ، هولوكوست أو المحرقة اليهودية، إبادة كمبودية ، إبادة رواندا ، إبادة البوسنة ، وخصص مجلس النواب العراقي جزءا من جلستها المنعقدة يوم الاثنين لاحياء جريمة “الانفال” التي قام بتنفيذها النظام الصدامي البائد ضد الكرد ، واستضاف المجلس وزير ة شؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة اقليم كردستان جنار سعيد التي القت كلمة، قالت في بدايتها :”تعد حكومة البعث في العراق واحدة من اشد الحكومات الدكتاتورية في منطقة الشرق الاوسط من حيث استخدامه لأبشع انواع الظلم والاضطهاد ضد شعبها، حيث ان هذه الجرائم لم يوجد لها مثيل في القرنين العشرين والواحد والعشرين”.
واضافت جنار سعد :”ان نظام البعث خلال فترة حكمه حاول بكل الطرق وبمراحل عديدة ومختلفة محو الهوية القومية الكردية واعتبارهم دوما مواطنين من الدرجة الثانية ومن ابشع انواع جرائم النظام البائد يمكننا ان نتحدث عنها حسب تسلسلها التاريخي ونبدأ بالترحيل والابادة الجماعية للكرد الفيليين في فترة السبعينيات وحتى الثمانينيات من القرن الماضي، والابادة الجماعية للبارزانيين في سنة 1983 واستخدام الاسلحة الكيمياوية في حلبجة في سنة 1988 وجرائم الانفال في نفس السنة والتي تمت بثماني مراحل من مناطق طرميان الى بهدينان.
ونتيجة تلك الجرائم، فقد اكثر من (200) الف مواطن مدني حياتهم ودمر ونهب اكثر من (4000) قرية وقصبة اضافة الى تدمير البنية الاقتصادية والظروف الحياتية لعوائل الضحايا والبنية العائلية وتدني مستوى التعليم وظهور المشاكل الاجتماعية والصحية، اي البدنية والنفسية في تلك المناطق، والتي يعاني منها ذوو الضحايا حتى الآن”.
ولتوضيح مدى بشاعة هذه الجرائم وتبعاتها على الظروف الحياتية لعوائل الضحايا، عرضت وزيرة شؤون الشهداء والمؤنفلين جانبا من المعلومات الاحصائية للمسح الاولي الذي قامت به وزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة اقليم كردستان العراق سنة 2007 وذلك لغرض اعطاء مجلس النواب العراقي المعلومات المتوفرة لدى الوزارة حول هذه القضية، واشارت الى ان التقرير يتكون من ثلاثة محاور :
المحور الاول : معلومات حول ضحايا الابادة الجماعية من خلال المسح الميداني حيث ان اغلبية ضحايا هذه الجرائم في كردستان هم من الكرد ويمثلون (99%) واغلبهم من المسلمين ونسبتهم (98.49%) وان (67.01%) كانوا من الذكور بين الضحايا و(33%) من الاناث، ومن ناحية التسلسل العمري فان اغلبيتهم تحت عمر (19) سنة”.
وقالت وزيرة شؤون الشهداء والمؤنفلين في كلمتها :”ان هناك سؤالا مطروحا لذوي الضحايا يتعلق باعتقادهم عن مدى تكرار جريمة الابادة الجماعية في كردستان في المستقبل، وجدنا ان (67.32%) لا يعتقدون بتكرار تلك الجرائم ونسبة (7.52%) يعتقدون انها سوف تتكرر ونسبة (24.25%) لحد الآن مترددون من الاجابة بمعنى انهم لحد الآن غير واثقين وهذه تعتبر نسبة كبيرة بالنسبة لهذه القضية”.
قرار مجلس النواب حول تعريف عمليات الانفال كجريمة ابادة بشرية (جينوسايد)
في ضوء ما اشار اليه الدستور العراقي في مقدمته، من ان هذا الدستور استنطاق وصدى لعذابات الشعب العراقي ومنها عذابات القمع القومي في مجازر حلبجة وبارزان والانفال والكرد الفيليين، وتأكيدا لقرار المحكمة الجنائية العراقية الخاصة حول تكييف الوقائع التي رافقت عمليات الانفال السيئة الصيت بانها ابادة جماعية.
يقرر مجلس النواب العراقي ان ما تعرض له الشعب الكردي في كردستان العراق من مذابح وقتل جماعي كان ابادة جماعية بكل المقاييس.
كما استمع اعضاء البرلمان خلال الجلسة الى تقرير قدمه نائب من الكرد الفيلية حول الجرائم التي اقترفها النظام الدكتاتوري البائد ضد الفيليين، وعرض فيه عدة مطالب على الحكومة العراقية لانصاف الكرد الفيلية واحقاق حقوقهم في ظل العراق الجديد.
أصدر مجلس الرئاسة، بتاريخ 10/9/2008، القرار الرقم 26 لسنة 2008، نظراً لمضي المدة القانونية المنصوص عليها في المادة ( 138/خامسا/أ) من الدستور.
وفيما يأتي نص القرار:
باسم الشعب
مجلس الرئاسة
بناءً على ما اقره مجلس النواب طبقاً لأحكام المادة (61/أولاً) من الدستـور ولمضـي المـدة القانـونية المنصـوص عليها في المادة (138/خامساً / أ) من الدستور.
صدر القرار الآتي بتاريخ 10/ 9 /2008.
رقم ( 26 ) لسنة 2008
اعتبار ما تعرض له الشعب الكردي في كردستان العراق من مذابح وقتل جماعي هو إبادة جماعية بكل المقاييس.
وكان مجلس النواب صادق في 14 نيسان ابريل الماضي، الذي صادف الذكرى العشرين لعمليات الانفال، على مشروع القرار حول اعتبار جرائم الانفال ابادة جماعية.
حيث ضيف المجلس خلال تلك الجلسة وزيرة شؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة اقليم كردستان جنار سعد الله التي القت كلمة اشارت فيها الى ان النظام السابق استخدم “ابشع انواع الظلم ضد الشعب الكردي وهي القمع والاعتقال والترحيل والابادة الجماعية بأستخدام الاسلحة الكيمياوية” وطالبت سعد الله حينها، باعتبار جريمة الانفال ابادة جماعية وتعريفها دولياً والتعاون بين الحكومتين المركزية والاقليم لتعويض الاضرار المادية لذوي الضحايا في فترة زمنية محددة.
وكانت المحكمة الجنائية العليا الخاصة بجرائم الانفال قد أصدرت في 24 حزيران مايو من السنة الماضية، حكم الإعدام على كل من علي حسن المجيد وسلطان هاشم وحسين رشيدالتكريتي لادانتهم بالمشاركة في العمليات العسكرية ضد الآلاف من المواطنين الكرد في عمليات الأنفال التي تمت في العام 1988 من القرن الماضي لكن الاحكام لم تنفذ بعد لعدم مصادقة مجلس الرئاسة عليها حتى الان.
معنى الانفال
الانفال هي السورة الثامنة من سور القرآن الكريم وقد وردت احكام الانفال في الآية الاولى من السورة المذكورة (بسم الله الرحمن الرحيم : يسألونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم واطيعوا الله ورسوله ان كنتم مؤمنين.صدق الله العظيم)، لما اختلف المسلمون في غنائم بدر فقال الشباب هي لنا لاننا باشرنا القتال وقال الشيوخ كنا ردءاً لكم ولو انكشفتم لفئتم الينا فلا تستأثروا بها فنزل قوله تعالى (يسألونك يامحمد(ص)عن الانفال اي الغنائم لمن هي قل لهم : الانفال لله، يجعلها حيث شاء الرسول يقسمها بأمر الله، رواه الحاكم في المستدرك [ فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم ]، اي حقيقة ما بينكم بالمودة وترك النزاع واطيعوا الله والرسول ان كنتم مؤمنين، الصفحة 234 من تفسير الجلالين/ طبعة عالم الكتب – بيروت)، ولو تساءلنا عن نوع العلاقة التي تربط الانفال بهذه العمليات المسلحة المغرقة بالوحشية لن نتوصل الى تفسير مقنع فالغرض الاول من الفتوحات كانت لنشر الديانة الاسلامية لغير المسلمين في الجزيرة العربية اولاً وبعد ذلك بين الشعوب المجاورة لها وان الانفال اي الغنائم جاءت بصورة عرضية تطلبتها ادامة الفتوحات، اما الحملات التي سميت بالانفال فلم تكن لتلك الغاية حيث ان الذين استهدفتهم تلك الحملات كانوا من المتمسكين باحكام دينهم الاسلامي الحنيف ولم تكن تلك الحملات بدافع الكسب او الغنيمة حيث ان القادة والمسؤولين عن ذلك الهجوم لم يكونوا بحاجة الى ممتلكات هؤلاء القرويين المساكين الشحيحة، صحيح ان قادة هذه الحملات قد اطلقت يد القوات المهاجمة لنهب ممتلكات الفلاحين التي يستولون عليها ولكن بالتأكيد لم يكن هذا هو الهدف من الهجوم اذن لاي غرض شنت تلك الحملات ؟ الجواب بكلمة واحدة، شنت ضد الانسان وحتى في هذا اختلفت هذه الانفال عن انفال المسلمين الاوائل، فبينما كان المسلمون الاوائل ينتفعون من جهاد هؤلاء لمصلحة الفاتحين او لمصلحة بيت المال او لتعليمهم مبادئ الدين الاسلامي الحنيف بينما تم ارسال المحتجزين من قبل الحملات التي تسمى بالانفال الى الموت من دون تمييز.
حملة الانفال الاولى :
بدأت يوم 22/2/1988 بشن مجموعة من الهجمات بالاسلحة الكيمياوية والتقليدية بواسطة السلاح الجوي والبري معاً في وادي (جافايةتي) في محافظة السليمانية وشنت هذه الهجمات بوجه خاص على قرى ( سرطلو) (برطلو) و(ياخسمر) وان القوات المهاجمة احتجزت عدداً قليلاً من المدنيين خلال هذه الحملة حيث ان اعداداً اخرى قد هربوا فراراً الى الدول المجاورة اضافة الى الاعداد التي قد ماتت نتيجة للعمليات العسكرية ومنها القصف الكيمياوي وعليه يتبين بان هدف حملة الانفال الاولى الرئيسي هو القضا على معاقل قوات المقاومة الكردية وتدمير المستوطنات المدنية في وادي (جافايةتي) وقد تم تحقيق هذا الهدف يوم 19/3/1988.
حملة الانفال الثانية:
بدأت يوم 22/3/1988 عندما شنت القوات العسكرية هجمات بالاسلحة الكيمياوية على قرية سيوسينان في منطقة قرداغ بمحافظة السليمانية وقدر عدد المدنيين القتلى في هذا الهجوم بين (70-90) قتيلاً وقد شمل القصف الكيمياوي قرى (دوكان) و(بلكجار) و(مرسوبي)(جافةران).و وفقاً لنمط الذي تميزت به عملية الانفال اختفى عددة مئات من الشباب المدنيين بعد القبض عليهم واعتقالهم في قاعدة قوات الطوارئ بالسليمانية كما ان هذه القوات قد احتجزت كثيراً من العوائل وتم نقلهم الى معتقل (دبس) و (نقرة السلمان) كما اختفى عدد من العوائل بعد اعتقالهم وان عملية الانفال الثانية انتهت في حدود 1/4/1988، وردت كلمة (نقرة السلمان) وهو معتقل في صحراء السماوة قرب الحدود السعودية.
حملة الانفال الثالثة:
بدأت في سهل (طرميان) في 7/4/1988 حيث شنت القوات العسكرية المهاجمة هجوماً كبيراً بالمشاة والمدفعية والمدرعات وسلاح الجو على السهل المذكور وطوقته على شكل كماشة وعلى الرغم من عدم وجود قوات مقاومة كردية كبيرة بل كانت هناك وحدات قليلة وان القوات المهاجمة اعلنت انها لم تواجه اية مقاومة تقريباً ومع ذلك فان الهجوم كان كبيراً لا يتناسب مع عدد المقاومين، كما ان القوات العسكرية المهاجمة استخدمت السلاح الكمياوي في قرية (تازة شار) الصغيرة ونتيجة ذلك فقد تم اعتقال الكثير من السكان المدنيين و نقلوا الى معتقلات (دبس) و (طوبزاوا) و(نقرة السلمان)، كما تبين مجهولية مصير عدد كبير من الرجال بعد القبض عليهم واعتقالهم،كما تم نقل عدد كبير من المعتقلين من الرجال والنساء والاطفال والمسنين الى مواقع اعدام في مناطق الرمادي والسماوة وانتهت عملية الانفال الثالثة بحدود 20/4/1988.
حملة الانفال الرابعة :
بدأت يوم 3/5/1988 بشن هجوم عنيف قبل القوات العسكرية المهاجمة بالاسلحة الكمياوية وبسلاح الجو على قريتي (عسكر) و(طوثتةثة) في وادي الزاب الصغير ونتيجة هذا الهجوم قتل المئات من المدنيين بينما اعتقلت القوات المهاجمة عدداً من الذين كانوا على قيد الحياة، كما تم حجز كثير من العوائل في قرية (عسكر) حيث نقلوا الى مجمع (سوسيَ) ونتيجة هجوم القوات الزاحفة على القرى العديدة في المنطقة فان هذه القوات قامت بتدمير مباني القرى بالهدم والحرق كما تم حجز كثير من العوائل ونقلوا الى معتقلات (دبس) و (طوبزاوا) و(ونقرة السلمان).وكغيرها من الانفال تبينت مجهولية عدد كبير من الرجال والنساء والاطفال من قرى (دوغوت) و(كايتبي)و(قايا) و(قزلر)… الخ وبحلول 8/5/1988 انتهت هذه المرحلة من الانفال، بعد ان دمرت تماما جميع القرى الواقعة في المنطقة.
حملة الانفال الخامسة والسادسة والسابعة :
بدأت من 15/5/1988 الى 28/8/1988، في هذه المرحلة شنت القوات العسكرية المهاجمة هجوماً بالاسلحة الكيمياوية وبواسطة سلاح الجو على قرية (دارا) وعلى قرية (وادي شقلاوة) و (رواندوز) حيث اسفر هذا الهجوم عن مقتل العديد من المدنيين وقد شنت العديد من الهجمات الكيمياوية يوم 23/5/1988 على قرى (باليسان – سيران – جيران – وسماقولي) وكالعادة فقد تم القبض على الرجال ونقلهم الى المصير المجهول كما تم نقل النساء والاطفال بالشاحنات الى العديد من المعتقلات.
حملة الانفال الثامنة:
نفذت بين 25/8/1988 الى 6/9/1988 في بادينان بمحافظة دهوك والتي استمرت بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية ففي 25/8/1988 شنت القوات العسكرية المهاجمة وبالاسلحة الكيمياوية هجوماً على قرية (بلجيني) و(تيكا) وقد فر العديد من القرويين المدنيين نتيجة هذا القصف متوجهين الى الحدود التركية كما فروا الى اعالي الجبال والوديان المحيطة بقراهم مما ادى الى وفاة العديد من الاهالي نتيجة الجوع و المرض والاصابة بالسلاح الكيمياوي كما تم القبض على العديد من الاهالي المدنيين وتم نقلهم الى مراكز الاعتقال ولم يعرف مصير عدد كبير من المدنيين بعد ذلك.
تاريخ التشريع 02/06/2008 ..
سريان التشريع ساري
عنوان التشريع قرار رقم (2) لسنة 2008 قرار اعلان الجرائم المرتكبة بحق الشعب الكوردي في العراق جرائم ابادة جماعية (جينوسايد) وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب
المصدر وقائع كردستان | رقم العدد:87 | تاريخ:17/06/2008 | عدد الصفحات: 6 | رقم الصفحة:27
جهود مستمرة
عقد اتحاد كتاب الابادة الجماعية في كوردستان يوم الخميس 18نوفمبر 2021 مؤتمره التأسيسي الأول بحضور نخبة من الكتاب والباحثين في مجال الإبادة الجماعية وجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب. وفي اليوم نفسه أكملت المؤتمر أعماله بنجاح.
نرى من الضروري أن نوضح لكم أن فكرة هذا المشروع الوطني يعود إلى سنين من قبل، لكن اجتماعه الأول تم فعليّاً في 13حزيران 2021 بكركوك، بعد ذلك انعقد المجتمعون اجتماعين متتاليين في السنة نفسها في مونومينت جمجمال ومونموينت محافظة حلبجة، وهيأ ذلك الأرضية المناسبة للمؤتمر التأسيسي الأول في كركوك.
المؤتمر التأسيسي تم بمشاركة وحضور 63 عضوا، وتم تغيير الاسم من(اتحاد كتاب الابادة الجماعية والأنفال) إلى (اتحادُ كتابِ الابادةِ الجماعيةِ في كوردستان) مع انتخاب الهيئة العليا وتحويل مشروع النظام واللائحة وبرامج العمل إلى لجنة من الخبراء والمختصين للمراجعة وذلك بإقرار أغلبية أعضاء المؤتمر واقراره بعد ذلك من الهيئة العليا مع لجنة المراجعة والتعديل. وتم انهاء المؤتمر بنجاح.
والهدف من انعقاد المؤتمر في محافظة كركوك سببه الاهتمام بهذه المدينة التي تعرضت مرارًا لحملات الابادة الجماعية والتدمير وجرائم ضد الانسانية المخيفة… وتتعرض الآن وبخاصة في هذه السنين الأربع الأخيرة لسياسة جديدة من التعريب وتهجير بعض القرى الكوردية، وإلا فإن عموم كوردستان وملف الابادة الجماعية محل اهتمام الاتحاد.