المسرى :
تقرير : وفاء غانم
طفت على السطح في الاونة الاخيرة ظاهرة غريبة نوعا ما في المجتمع العراقي , وهي ظاهرة تحجيب الطالبات قسريا , الامر الذي رأه البعض يتنافى مع التنوع بالأفكار والاتجاهات التي تميز بها العراقيون , وإن فرض الحجاب مشروع كبير يهدف إلى تحويل المجتمع العراقي إلى مجتمع متدين.
وكشفت مصادر تربوية، في وقت سابق، ان هناك كوادر في وزارة التربية والتعليم، خصوصاً التدريسيين، يجبرون الفتيات على التحجب في أغلب المدارس بالعاصمة العراقية بغداد وحتى باقي المحافظات وبضمنهن طالبات من الديانات الأخرى ,ويرى مراقبون ان الحريات في العراق شهدت تحولا بعد 2003 من الناحية الدينية والثقافية، في حين يتخوف الآخرون من أن هذا التطور ينتهج نهجا آخر.
في مطلع شباط/ فبراير الجاري مثلا، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام، بخبر وفاة طالبة في إحدى مدارس الموصل والسبب عدم تحجبها ، توفيت الطالبة أثناء تأدية امتحانات نصف السنة، نتيجة تعرضها لنزيف إثر طردها من المدرسة لعدم ارتدائها الحجاب من قبل إحدى المعلمات، وفقا لوسائل إعلام محلية
وفي حادثة مشابهة
تعرضت الطفلة (آية أحمد) الى محاولة إجبار على لبس الحجاب في إحدى مدارس محافظة ديالى، حيث قالت والدة الطفلة ف وتابعتها وسائل اعلامية ” إن ابنتي في الصف الثالث ابتدائي، تقوم معلمة مادة اللغة العربية يومياً بإعطاء الطالبات غير المحجبات نصائح حول ضرورة ارتدائهن الحجاب على الرأس وأن الله سوف يقوم بحرق شعرهن في الآخرة إذا لم يقمن بتغطية رأسه.”وتضيف والدة آيه، ان هذا الامر شكل لدى ابنتها ردة فعل سلبيية تمصل بالخوف والبكاء.”
وفي السياق ، تقول الخبيرة في مجال التربوي مها عدنان ، إن “هناك تدريسيين لديهم اتجاهات حزبية دينية ومتطرفة، وكذلك بعض إدارات المدارس، لذلك دوما يدعون الفتيات إلى الالتزام بالحجاب عبر ترهيبهن وتخويفهن.”
اعتداء على الحريات الشخصية
الخبيرة قالت ” على وزارة التربية اتخاذ الإجراءات بحق هكذا نماذج لأنها تعد اعتداءً على الحريات الشخصية، وذلك باعتقادي مخالف للدستور العراقي.”
وسما الموصلية كانت طالبة وتبلغ من العمر 12 عاما، في الصف السادس الابتدائي، وتدرس في مدرسة أغادير في الموصل، وبحسب إفادات من ولي أمرها فقد تعرضت الطفلة سما للتعنيف والطرد من قبل مديرة مدرستها الابتدائية لعدم ارتدائها الحجاب، وبعدها أعلن وفاة الطفلة. الى ذلك نشر فريق البصرة النسوي في ‹فيس بوك› وسماً بعنوان حجابي فريضة أنا الصحيحة وغيري المريضة، وأضاف الفريق في منشوره بهذا النهج المتطرف قُتلت الطفلة سما.
استفحال الظاهرة
رئيسة منظمة آيسن لحقوق الإنسان والتنمية المستدامة أنسام سلمان تقول ، إن ارتداء الحجاب من عدمه هو حرية شخصية، ولا يحق لأي أحد فرضه على أي إنسانة. فيما أكدت سلمان في تصريح صحفي استفحال ظاهرة تحجيب الطالبات قسريا في العديد من المدارس العراقية، لكن التحجيب القسري يتعارض مع الحقوق والحريات المطلقة التي مفلها الدستور العراقي، بحسبها
وزارة التربية تقر بوجود التحجيب القسري
من جهتها حذرت وزارة التربية بعض إدارات المدارس التي تحاول فرض ارتداء الحجاب على الطالبات، مؤكدة ان ارتداء الحجاب من عدمه مسألة شخصية وتتعلق بالحريات التي كفلها القانون.
وقال وكيل وزير التربية عدنان النجار في تصريح صحفي إن ” وزارة التربية لم تقم بتعميم كتب رسمية لفرض الحجاب على المدارس. مضيفة أن فرض الحجاب مجرد اجتهادات شخصية من بعض إدارات المدارس, موضحا أن لجانا ستشكل لتبحث هذه القضية مع إدارات المدارس وستحيل المخالفين الى الجهات القانونية.” لكن الوزارة لم تستبعد أن تفرض بعض المدارس الحجاب على الطالبات بـ توجيه داخلي واعترفت بوجود التحجيب القسري، وفق تصريح للمتحدّت باسمها حيدر فاروق للصحيفة الرسمية.