المسرى :
تقرير : وفاء غانم
بهدف الحصول على بيئة صحية في المدن العراقية خاصة تلك التي تقع على مشارف الصحراء والتي غالبا ماتتعرض الى عواصف رملية وترابية والتي تؤثر سلبا على صحة الانسان وبيئته , اقترح بعض المختصين على السلطات العراقية اللجوء الى فكرة مشروع “الحزام الاخضر” لأيقاف الزحف الصحراوي الذي تتعرض له المحافظات جراء التغييرات المناخية التي كثيرا ماتحذر منها تقارير ومراكز دولية مختصة في الشأن البيئي . وفي المقابل تمت الموافقة على هذه الفكرة لكن ورغم مرور اكثر من 9 سنوات الا انها مازالت مجرد فكرة تدور في بال المعنيين دون انجاز اي خطوات تذكر .بحسب المراقبين
ماذا يعني الحزام الاخظر ؟
يعد الحزام الاخظر من اهم الاساليب العلمية التي يتبعها اغلب الدول للتقليل من خطر التغييرات المناخية حيث تزرع هذه الاحزمة الخضراء بأشجارونباتات دائمة الخضرة على شكل اشرطة تمتد على الحدود الصحراوية للمدن لتشكل مصدات للرياح القوية المحملة بالاتربة , فضلا عن التقليل من ارتفاع درجات الحرارة .
البدايات
بداية إنشاء الحزام الأخضر كانت في سبعينيات القرن الماضي، كجزء من حملة قامت بها الدول العربية وبمساعدة منظمة الأغذية والزراعة (فاو) في مرحلتها الأولى، يعمل كمصد للرمال الصحراوية التي تجتاح المدن والأراضي الزراعية، فضلاً عن عمله للحد من الرياح الصحراوية نحو المدن، بيد أن الحرب العراقية الإيرانية (1980- 1988) أوقفت المشروع الذي كان في بداياته.
رغم مرور سنوات ..لايزال قيد الدراسة
وفي السياق أوضحت وزارة الزراعة، أسباب تأخر إنجاز مشروع الحزام الأخضر، فيما أكدت شروعها بالخطوات الأولى لتفعيل مشروع ملوحة نهر الفرات
وكيل وزارة الزراعة، ميثاق عبد الحسين،قال في تصريح صحفي إن مشروع الحزام الأخضر لا يزال قيد الدراسة لأن هناك جدلية بين الماء والزراعة في الوقت الحاضر، مشدداً على ضرورة توفير المياه وعدم استخدام زراعات غير منضبطة لأنها ستسبب هدراً في المياه.
مشيرا في الوقت نفسه إلى أن “المبادرة السعودية لزرع مليار شجرة في العراق قيد الدراسة حالياً لتفعيلها على الأرض.
ويرى مختصون وخبراء في هذا الشأن أنه في حال تم تطبيق المشروع في العراق بشكل فعلي فأنه سيسهم في الزحف الصحراوي ومنع وصوله الى عمق المحافظات , والانتاج الزراعي وايقاف التدهور البيئي وحماية التنوع البيئي المهدد بلتغيرات المناخية وارتفاع درجات الحراة فضلا عن انه سيهم في حل جزء من مشكلة البطالة التي تعاني منها البلاد وذلك بخلق فرص عمل لالاف الموطنين ومن مختلف المحافظات وتحريك الاقتصاد العراقي لكن لم يتم اتخاذ اي اجراءات جدية حول هذ المشروع حتى الان . من جانبها أكدت وزارة الزراعة في وقت سابق حاجة البلاد الى 14 مليار شجرة لإحياء المناطق التي تعاني من التصحر.
استثمار الاراضي تدمير للاراضي الزراعية
وكانت هيئة الاستثمار الوطنية قد اعلنت عن انشاء مدن وتجمعات سكنية وخدمية وطبية على مساحات كبيرة من الاراضي. وفي السياق يقول باحثون في الشأن البيئي، إن “استمرار الدولة بإنشاء المدن والمجمعات السكنية على نطاق واسع، وتدمير الأراضي الزراعية دون تعويض البساتين والاراضي الخضراء، يضع العراق أمام مرحلة صعبة بيئياً، وستؤثر ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير على حياة المواطنين وصحتهم بشكل مباشر
العراق من بين اكثر الدول عرضة للكوارث الطبيعية
واشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للطاقة والبيئة والتغير المناخي أن العراق يواجه تحديات عديدة يفرضها التغير المناخي، كارتفاع درجة الحرارة وقلة الأمطار وشح المياه وملوحة الاراضي وزيادة نسبة العواصف الرملية والترابية والكوارث الناجمة عنها، هذا, فيما أكد البرنامج ان العراق أصبح البلد المعرّض للكوارث الطبيعية، أكثر عرضة للمخاطر نتيجة التدهور البيئي الحاد وإهمال الحفاظ على البيئة، وضعف الأطر القانونية والتنظيمية للإدارة البيئية، وضعف الترتيبات والقدرات المؤسسية.
ونشرت محطة دولية متخصصة بالأنواء الجوية (محطة بلاسيرفيلي في كاليفورنيا الأمريكية) قائمة تضم أعلى 15 درجة سجلها العالم بداية شهر تموز العام 2021، كانت ثلاث مدن عراقية، وهي العمارة والبصرة والفاو من بين المدن الاكثر حرا في العالم, وأخيرا سجلت المحطة الامريكية 12 منطقة عراقية، في 25/8/2021، أعلى معدل في درجات الحرارة في العالم. ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن العراق هو خامس الدول هشاشةً من حيث التكيف مع تغيرات المناخ.
الى ذلك اكد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير التخطيط خالد البتال، في المؤتمر الدولي الثاني للمياه ,اليوم السبت، أن الأمن المائي وتغيرات المناخ يجب أن يوضعا ضمن استراتيجيات الدول، مشيراً الى ان العراق اكثر الدول تعرضاً لتأثير التغير المناخي.
عشرات الحالات من الاختناق جراء العواصف الرملية
وتتعرض معظم المحافظات الى عواصف رمليةوترابية تخلف عشرات الحالات من الاختناق وقد يصلالامراحيانا الى سقوط وفيات كما حصل قبل يومين حيث سجّلت عدة مدن، غربي ووسط وجنوبي العراق، العشرات من حالات الاختناق التي استدعت استنفار مستشفيات ومراكز صحية، جرّاء عاصفة رملية تسببت بانخفاض معدلات الرؤية، وإغلاق عدد من الأسواق والمراكز التجارية والأنشطة.
ووفقاً لمصادر طبية عراقية متطابقة في وزارة الصحة ببغداد، فإنّ مستشفيات محافظات الأنبار وبغداد والنجف وصلاح الدين وكربلاء والبصرة استقبلت العشرات من المصابين بحالات اختناق شديدة جراء العاصفة الرملية التي ضربت تلك المناطق.