المسرى .. تقرير: فؤاد عبد الله
انتفاضة آذار أو ما يطلق عليها بالانتفاضة الشعبانية عام 1991، هي الانتفاضة التي قام بها الشعب العراقي ضد نظام صدام حسين البائد بعد إجباره من قبل قوات التحالف الانسحاب من دولة الكويت وخسارته حرب عاصفة الصحراء، وانطلقت شرارة الانتفاضة الشعبانية من مدينة البصرة جنوب العراق لتنتشرلهيبها خلال فترة قياسية في 14 محافظة عراقية ، لتحتفل تلك المحافظات بتحرير مدنها من براثن البعث الصدامي المجرم.
نهضة جماعية
ولاستذكار مآثر تلك الايام الباسلة، تحدث النائب السابق في مجلس النواب عن محافظة البصرة الدكتور وائل عبد اللطيف لـ( المسرى) قائلاً إن ” بالتأكيد الانتفاضة الشعبانية التي اندلعت في الاول من آذار 1991، كانت نهضة جماعية واسعة، لتقضي على عروش الطغاة والظالمين في البلاد آنذاك، وتهز أركانهم، ليقوم الشعب بتحرير مدنهم و والاستيلاء على كافة دوائر ومؤسسات الدولة ، وفي نفس الوقت هروب جميع عناصر البعث والقوات الأمنية والمخابراتية العفنة لنظام صدام التي كانت تدير دفة الحكم من تلك المدن المحررة”، معرباً عن أسفه فيما يخص المؤامرات العربية لاجهاض الثورة، ودور تلك الدول بتحريك الادارة الأميركية وقواتها العسكرية لايقاف الثورة، بحجة الخشية على وضع العراق، ما حدا بالنتيجة بتعزيزنظام صدام وتشجيعها على ضرب الانتفاضة الشعبانية”.
حروب عبثية
وأكد القاضي عبد اللطيف أن ” الانتفاضة كانت انتفاضة دم وشعب ثائر على كل الحروب العبثية التي خاضها صدام حسين، وتدميره للبلاد، ابتداء من حرب ايران 1980 – 1988، ومن ثم غزوه لدولة الكويت من ثم الحصار الاقتصادي على العراق، وصولاً إلى ما تعانيه البلاد اليوم، كلها بسبب تلك السياسيات الخاطئة والعبثية للنظام المقبور”، منوهاً إلى انه ” يكفينا فخراً أن الانتفاضة وفي فترة قياسية قصية جداً، أسقطت عروش الظلم وهزت الكيانات كافة ، كيانات كانت قد بنيت على اسس الكونكريت المسلح، بأيادي وسواعد عراقية اصيلة صميمية جنوبية”، مستطرداً بالقول إن ” أميركا دافعت عن انتفاضة كوردستان في تلك الفترة، ولكنها تخلت عن انتفاضة الوسط والجنوب، ليلاقوا مصير القمع والموت والاعدام الجديد على يد صدام وجلاوزته”.
هول المعاناة
أما النائب السابق في مجلس النواب العراقي صادق اللبان عن محافظة النجف الأشرف فتحدث لـ(المسرى) قائلاً إن ” الانتفاضة الشعبانية كشفت عن حجم وهول المعاناة التي مرَ بها الشعب العراقي من قهر وظلم وتقتيل دون وجه حق من قبل نظام البعث البائد” لافتاً إلى أن” الشعب نهض وأنتفض وقدم الشهداء في ساحة المعركة، والمقابر الجماعية شاهدة على ذلك، وكذلك الانتفاضة الشعبانية كشفت عن الوجه الحقيقي للنظام الصدامي في دفن الأحياء وضرب الآمنين بالاسلحة الكيمياوية في ربوع كوردستان، لذلك التحمت الجماهير في كل محافظات العراق، لتترجم مشاعرها بهدم صروح الطغاة”.
صفحة لن تتكرر
وتمنى اللبان أن ” تكون تلك المآسي والآلام التي لاقاها الشعب العراقي والدماء التي سالت في سبيل تحريره ،صفحة لن تراها البلاد مرة أخرى، وبالتالي بناء حقيقياً لاستثمار تلك الدماء من أجل بناء العراق وبناء جيل قادر على الوقوف أمام الطغاة”.
الثورة والحرية
وفي الذكرى الحادية والثلاثين للانتفاضة الشعبانية، يرى الكثيرون أنها كانت جسراً بين الثورة والحرية
وبين الجرأة في تأكيد الحقوق والشجاعة بفرض ما يريده الشعب في زمن الخوف والظلم.