المسرى :
تقرير : هناء رياض
الثامن من اذار .. يومٌ خصص للاحتفال والاحتفاء بالمرأة في كل بقاع العالم , وللتذكير بأنها شريكة للرجل في هذه الحياة, وللتأكيد على انها قادرة ومتمكنة وشجاعة وواثقة وبأنها تستطيع ان تقول انا على طريقتها لا كما يقولها الرجال ..
الثامن من اذار للتذكير بأهمية المرأة في المجتمعات وقدرتها على التغيير
ولأن الثامن من اذار فرصة للتذكير بقضايا المرأة , فما هي أهم قضايا المرأة في العراق ؟
بداية وفي الدستور العراقي فأن مسألة المساواة بين الرجل والمرأة حاضرة وبقوة ضمن فقراته وبنوده فقد نصت المادة الرابعة عشرة على ان العراقيين متساوين أمام القانون دون تميز بسبب الجنس أو العرق أو القومية …
الدستور العراقي ساوى بين الجنسين في نصوصه وبنوده كافة
كما ساوى الدستور العراقي بين الجنسين في تكافؤ الفرص الذي اقرته المادة السادسة عشرة حيث جاء فيها : تكافؤ الفرص حق مكفول لجميع العراقيين، وتكفل الدولة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك ” .
فيما لم يغفل عن الحق السياسي للمرأة الذي اوضحته المادة عشرين والذي نصه : للمواطنين (رجالاً ونساءً) حق المشاركة في الشؤون العامة، والتمتع بالحقوق السياسية بما فيها حق التصويت والانتخاب والترشيح “.
ولكن .. هل يتطابق الواقع مع كل تلك النقاط سابقة الذكر ؟
وهنا مربط الفرس وكبوته … فالنصوص شيء والتطبيق شيء آخر تماماً
الارقام الواقعية تتعارض من بنود الدستور العراقي
فوفق لغة الارقام التي لاتكذب فأن العراق وفي عام 2019 جاء في المرتبة الخامسة كأسوأ دول العالم بتطبيق حقوق المرأة متقدما على جنوب السودان في دراسة للأمم المتحدة
فيما كشفت وزارة الداخلية العراقية على ان نسب الانتحار في العراق بأزيداد ملحوظ فقد تم تسجيل 772 حالة انتحار خلال عام 2021 80% منها لنساء , وجاءت تصريحات المسؤولين بأن اسباب الانتحار اختلفت الا ان اهمها التعنيف الاسري الذي جاوز ال 15 الف حالة خلال النصف الثاني من ذات العام والذي غالباً ماتكون المرأة ضحيته كونها الاضعف وفق اعتبارات اجتماعية ..
المرأة العراقية تعاني من النظرة المجتمعية التي تسلبها الكثير من حقوقها
وفي حقائق صادمة اخرى فأن المرأة في العراق تدفع حياتها ثمن النظرة العشائرية التي يقف القانون عاجزاً عن ملاحقتها والدين يغض النظر عنها , فعلى سبيل المثال هناك مقبرة في اقليم كردستان العراق خصصت بأكملها لنساء مجهولات فيما اطلق عليها مقبرة المنبوذات والتي تضم مايقارب الف قبر لنساء بعضهن توفين بظروف غامضة او تم تسجيلها على انها حالة انتحار او مجهولات الهوية ..
جرائم الشرف وزواج القاصرات والتعنيف الأسري على رأس الانتهاكات
اما عن زواج القاصرات فلا توجد احصائية رسمية يمكنها ان ترصد الاعداد الحقيقية لتلك الظاهرة المستفحلة , نظراً للزواج خارج المحاكم العراقية , الا ان ذوي الشأن يؤكدون ان زيادة معدل حالات الطلاق التي تقدر بعشر حالات كل ساعة سببها الاول هو زواج القصر , ولك ان تتخيل مقدار النسبة التي تشكلها تلك الحالة من عدد الزيجات العامة ..
ناهيك عن ان النظرة المجتمعية المتخلفة التي تعتبر المرأة كائن يأتي بالمرتبة الثانية بعد الرجل , فوفق القانون العراقي فأن للرجل احكام مخففة اذا ما اقدم على قتل الزوجة الخائنة لاتتجاوز الحبس لثلاث سنوات , بينما قد تصل عقوبة المرأة التي تقتل زوجها وهو متلبس بوضع الخيانة حد الاعدام .. ويحق للرجل تأديب زوجته بالضرب بينما يحضر عليها المطالبة بالخلع الا لأسباب يرتضيها القاضي ووفق محظر طبي يؤكد تعرضها لكسر او اصابة مستديمة نتيجة للتعنيف ..
المرأة في العراق بحاجة لأنصافها وفقاً للمواد الدستورية المقرة
والسؤال هنا . هل المرأة اليوم بحاجة للأحتفال بيومها ام لمساندة حقيقية لأنصافها في بلد الدستور فيه يقر الحقوق والمجتمع يتجاهل ويستبد.