المسرى :
تقرير : وفاء غانم
تنوعت الاسباب والداء واحد, مثل ينطبق على ازدياد الحرائق في البلاد حيث سجل أكثر من 31.5 ألف حريق خلال 2021, لاسباب توزعت بين التماس الكهربائي، والإهمال، وكذلك الحوادث المتعمدة ، بالإضافة إلى النزاعات العشائرية فضلا عن البنة التحتية المتهالكة والتي تعود لعقود دون ان تشهد سوى الحدّ الأدنى من التحديث أو الإصلاح,والتي غالبا ماتخلف خسائر بشرية ومادية كبيرة ,دون حلول جدية من قبل المعنيين للحد من هذه الظاهرة او حتى تقليلها .
اخرها انهيار مجمع طبي بميسان مخالفا للضوابط وفق ما صرحت به مديرية الدفاع المدني , والتي قالت في بيان لها ان فرقها احكمت السيطرة التامة على حادث حريق ضخم اندلع فجر اليوم الخميس، داخل مجمع طبي ومركز تجميل في منطقة عواشة مركز محافظة ميسان جنوب العراق.
وذكر البيان أن حريقا اندلع في مجمع طبي مخالف لتعليمات السلامة الصادرة من مديرية الدفاع المدني مشيد من ألواح (السندويج بنل) فيما نوه البيان الى أن الدفاع المدني استدعى خبير الادلة الجنائية وفتح تحقيق لتحديد أسباب اندلاع الحريق بادئ الأمر.
احصائيات مفزعة
واصدرت مديرية الدفاع المدني، في وقت سابق احصائيات حوادث الحريق التي تم اخمادها في عموم المحافظات العراقية عدا إقليم كوردستان خلال 2021.
وذكرت المديرية في بيان تلقى المسرى نسخة منه,أن مجموع الحرائق بلغ 31533 واحد و ثلاثون ألفاً وخمسمائة وثلاثة وثلاثون حادث حريق خلال عام 2021 تصدرت بغداد بقية المحافظات بعدد حوادث الحريق المسجلة.
البيان اشار ، احصت مديرية الدفاع المدني عدد حوادث الحريق في القطاع الحكومي بـ 6189 ستة آلاف ومائة وتسعة وثمانون حادث حريق, فيما بلغت عدد حوادث الحريق في القطاع المختلط ( 293) مئتان و ثلاثة و تسعون حادث حريق، اما حرائق القطاع الخاص فقد بلغت (25051) خمسة و عشرون ألفاً و واحد و خمسون حادث حريق.
وبشان أسباب حوادث الحريق كشف بيان المديرية انها توزعت بين التماس الكهربائي، وعبث الأطفال، والإهمال، وأعقاب السجائر، وكذلك الحوادث المتعمدة وتسرب الوقود والغاز، بالإضافة إلى النزاعات العشائرية وأخرى.
مشهد الحرائق المتكرر في العراق , وأبرزها فاجعتا احتراق مستشفى ابن الخطيب بالعاصمة بغداد ومستشفى كورونا بالناصرية, تحصد بلا رحمة أرواح المئات و آلاف الجرحى والمصابين والمشوهين في العراق، مسجلا أرقاما قياسية مفزعة خلال 2021.
اخفاء ادلة .. ايصال رسائل سياسية
وفضلا عن الاسباب التي ذكرت انفا من قبل مديرية الدفاع المدني لحدوث الحرائق, يتجه مراقبون وخبراء في الشأن العراقي في الرأي الى أن مشهد الحرائق في العراق، جزء متمم وأساسي لمشهد الفساد المستشري في البلاد، وباتت الحرائق واحدة من أدوات الصراع والتنافس أو إخفاء الأدلة أو إيصال رسائل سياسية، لذا تتزايد نسب الحرائق من سنة لأخرى، لتسجل في العام المنصرم رقما غير مسبوق، وهو مؤشر مقلق على تهاوي البنية التحتية لأدوات السلامة ومكافحة الحرائق، لجهة غياب الإجراءات الحكومية الصارمة، والتهاون في مسائل السلامة والأمن على نحو واسع.
ضعف الوعي المجتمعي
وكثيرا ماتثير الإحصائيات الصادمة لعدد الحرائق في البلاد ردود افعال مختلفة على منصات وشبكات التواصل الاجتماعي ، والتي يعتبر الكثيرون من روادها أن المسؤولية لا يقع عاتقها على الجهات الحكومية والسياسية المتنفذة واهتراء البنى التحتية فقط، بل أن ضعف الوعي المجتمعي والاستهتار بالسلامة العامة، أيضا يلعبان دورا كبيرا في تحول البلاد إلى ساحة حرائق متنقلة، ضاربين أبسط مثال على ذلك برمي أعقاب السجائر المشتعلة من قبل مدخنين عراقيين في الأماكن العامة مثلا، حيث تسببت هذه الممارسة المشينة والخطرة، في إحداث قرابة ألفي حريق في البلاد حسب إحصائية مديرية الدفاع المدني .