المسرى.. تقرير: فؤاد فؤاد عبد الله
تعرضت اربيل عاصمة إقليم كوردستان العراق ليلة السبت على الأحد لموجة قصف عنيفة بـ12 صاروخاً باليستياً قادما من خارج الحدود، طالت محيط مطار المدينة والقنصلية الأميركية فيها.
وجاء في بيان لقوات مكافحة الإرهاب في إقليم كوردستان أن الصواريخ أطلقت من خارج حدود العراق وإقليم كردستان وتحديداً من جهة الشرق موجهة نحو القنصلية الأمريكية في أربيل، دون وقوع خسائر بالأرواح ما عدا الخسائر مادية.
تصفية الحسابات
وفي هذا السياق يقول يقول المحلل السياسي حازم الباوي لـ( المسرى) إن” العراقيين لا يرغبون أن تكون البلاد ساحة للتوتر أو تصفية الحسابات أو بؤرة للتوتر والحرب والحرب المضادة، ولكن الذي يجري بطبيعة الحال، هو لكل فعل رد فعل”، مبيناً أن “تبني الحرس الثوري الإيراني لعملية قصف القاعدة الأميركية في مطار أربيل، وقوله أن المطار يوجد فيه مقر للموساد الإسرائيلي، يأتي كما ذكر كرد فعل لما قام به الإسرائيليون مؤخراً من قصف لعناصر إيرانية في سوريا”.
ذروة الحرب
وأشار الباوي إلى أن “البلاد تشهد اليوم حرب وحرب مضادة، وحرب بالوكالات ومفتوحة، أضف إلى ذلك أن العالم يعيش اليوم ذروة حرب عالمية ثالثة، والذي قد لا يختلف كثيراً عن الحروب العالمية السابقة، وأنما اختلافها يكمن في لوجستيات المعركة من حرب معلومات ونظام سيبراني وضربات خاطفة وطائرات مسيرة، وكلها يوجز لنا ما يحصل في العراق والمنطقة والعالم”، لافتاً إلى أن ” العراق حريص الا تكون البلاد نقطة توتر، لذلك على الحكومة ان تعمل على حل تلك الإشكالية وتنهي تلك الذرائع بوجود قواعد أميركية في البلاد، لأنها تتسبب في انتهاك للسيادة العراقية، وكذلك انتهكتها سابقاً القوات التركية بدخولها عمق الأراضي العراقية من ناحية محافظة دهوك.
توقيت غريب
أما المستشار في المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية الناصر دريد فيقول لـ( المسرى) إننا ” تفاجئنا بهذا القصف الذي حدث على مطار اربيل ومبنى القنصلية وبيت أحد المسؤولين في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وبالتالي جاء توقيت الضربة في وقت غريب وغير متوقع، خصوصاً الانفراج السياسي الذي حصل مؤخراً بين الأحزاب السياسية ( الإطار التنسيقي والتحالف الثلاثي) بخصوص تشكيل الحكومة”، مضيفاً أنه” كان هناك أيضاً انفراج دولي بالنسبة لملف إيران النووي، حيث كان متوقعاً الإعلان في وقت قريب عن إتفاق نهائي حول مباحثات فينا، لذلك أصبحت كل الأمور متيسرة ولا يحتاج إلى هكذا تصعيد مفاجىء”.
تصعيد غير مبرر
وأكد دريد أنه ” في أي حال من الأحوال أن هذا التصعيد غير مبرر وخصوصاً في هذه المرحلة ،إلا إذا كانت هناك اسرار وخفايا غير معلنة بخصوص هذه الضربة والحرب الإستخبارية القائمة بين إيران من جهة وأميركا وإسرائيل من جهة أخرى، وقادم الأيام سيكون كفيلا بكشف الحقائق وما هو مخفي الآن للمتابعين والمراقبين”.
عمل مروع
ومن جهته يقول الخبير العسكري علاء النشوع لـ( المسرى) إن ” قصف مدينة أربيل بالصواريخ الباليستية من قبل النظام الإيراني، هو بحد ذاته عمل مروع وشنيع، ويقابله استنكار واستهجان من قبل كل العراقيين من زاخو ولحد الفاو،وفي نفس الوقت هو خرق كبير للسيادة العراقية والأمن القومي للبلاد، بإعتبار أن أربيل هي عاصمة إقليم كوردستان، وتمثل حلقة مهمة وكبيرة جداً للسياسة في العراق، وأن القادة الكورد يؤلفون جزء من هذا النسيج السياسي المهم في البلاد”، مشيراً إلى أن الكورد وأربيل من خلالهم يمكن تشكيل الحكومة العراقية التي طال انتظارها كثيراً”.
خرق لحسن الجوار
وبين النشوع أن ” ماقامت به إيران هو خرق لكل القوانين والمواثيق الدولية ولكل قوانين حسن الجوار، إضافة إلى أنه يمثل خطراً كبيراً يتمثل في استخدامه الصواريخ الحرمة دولياً ضد المناطق الآمنة والأهولة بالسكان المدنيين”.
تحقيق بالحادث
يشار إلى حكومة إقليم كوردستان، قد عقدت جلسة طارئة لبحث تداعيات القصف، داعية الأمم المتحدة والولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والحكومة والبرلمان العراقيين والحكومة الإيرانية إلى فتح تحقيق عاجل في هذه الهجمات والاتهامات التي لا أساس لها من الصحة وزيارة المكان المستهدف، والإعلان عن الحقائق أمام الرأي العام العالمي واتخاذ موقف قوي إزاء هذا الهجوم.