المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
لاقى القصف الذي تعرضت له مدينة أربيل بالصواريخ الباليستية من خارج الحدود،استنكاراً واستهجاناً واسعين من الداخل العراقي أو الخارج إقليمياً ودولياً، وعدوه انتهاكاً للسيادة والأمن القومي العراقي.
وطالبت حكومة الإقليم وبعض القوى السياسية العراقية بتقديم مذكرة احتجاج للأمم المتحدة بفتح تحقيح حول ملابسات الضربة وبيان نتائجها للرأي العام، إلى جانب أخذ ضمانات من فاعليها بعدم تكرار هذه الأفعال الشنيعة.
تطور خطير
وحول الضربة الصاروخية التي تعرضت لها أربيل، يقول الأكاديمي والصحفي عدالت عبدالله إن ” هذا الحدث هو تطور خطير بحاجة لأن تتعامل معها سلطات الإقليم بكل فعالياتها بحكمة، لا سيما وان العالم حالياً وسط حرب وصراع كبير، لذلك ينبغي على كل من ليس لديه مصلحة في احتدامها أن يجنب شعبه وأراضيه من مخاطر هذا الصراع”، موضحاً أنه ” لمعالجة هذا التطور الخطير ينبغي على حكومة إقليم كوردستان أن تبعث بوفد دبلوماسي رفيع إلى طهران للتباحث مع المعنيين هناك، من أجل إيجاد حل لهذا الموضوع عن طريق الحوار والتفاهم وتقديم المعلومات اللازمة بخصوص الموضوع، بغية عدم تكرارها مجدداً”.
مواضيع الخلاف واللبس
واشارعبد الله إلى أنه ” يجب على حكومة الإقليم أن تبين لحكومة طهران المواضيع ذات الخلاف واللبس خاصة فيما يتعلق بوجود مواقع أو مقرات للاستخبارات الإسرائيلة في اربيل، فهو أمر غير مؤكد وغير دقيق، ويحتاج إلى التحقيق والتيقن قبل الإقدام على اي شيء”، مضيفاً أنه” ينبغي ان تكون هناك رؤية واضحة وموقف واضح جداً حول كيفية تبديد مخاوف طهران حول هذه النقطة الحساسة، لذلك إذا لم يتم التحقيق بهذا الأمر بكل جدية ومسؤولية، سيكون لها مستقبلاً تداعيات خطيرة على المنطقة، وفي نفس الوقت تطمئن طهران وتتبدد شكوكها “.
هجوم عدواني
أما عضو برلمان كوردستان ريبوار بابكةيي فيرى أن ” قصف أربيل بالصواريخ الباليستية، يعتبر هجوماًعدوانياً، وعملاً جباناً على عاصمة إقليم كوردستان، عاصمة السلام والمحبة والتعايش والإستقرار السياسي والأمني طيلة الفترات الماضية، والتي فتحت أبوابها دوماً للنازحين واللاجئين من داخل العراق وخارجه”، مبيناً أن ” هذا القصف استهدف أمن الإقليم في محاولة لتقويضه وتحييد إقليم كوردستان عن مساره الوطني وزجه في الصراع الأميركي الإيراني في المنطقة، إلى جانب تخليه عن فكرة تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية”.
علاقات سياسية وتجارية
وأكد بابكةيي لـ( المسرى) أن “إقليم كوردستان لديه علاقات سياسية وتجارية واضحة مع طهران،وبالتالي نأمل ألا تتكررتلك الهجمات الجبانة، لأن حججها بوجود مقرات للموساد في أربيل ما هي إلا شماعة يعلقون عليها مبرراتهم وذرائعهم، ولا أساس لها من الصحة”، داعياً المعنيين في طهران بالتعاون مع الحكومة العراقية” المجيء إلى أربيل والتحقيق في الموضوع لبيان صحة أقاويلهم” وبخلاف ذلك ليس من حق طهرات ضرب إقليم كوردستان بالصواريخ لمجرد دوافع سياسية خاصة بهم وبذريعة وجود مركز للموساد الإسرائيلي على اراضي الإقليم، وفي نفس الوقت إقليم كوردستان لا يجازف بعلاقاته الواسعة مع طهران سياساً وأقتصادياً تحت أي ظرف كان”.
اجتماع مشترك
يشار إلى أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يرافقه وفد أمني وعسكري رفيع قد وصل أربيل لعقد اجتماع مع المسؤولين في حكومة الاقليم، إلى جانب بحث تطورات الوضع بعد قصف المدينة بـ12 صاروخا باليستياً من خارج الحدود .