المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
لا تزال تداعيات قصف مدينة أربيل بالصواريخ من قبل الجارة إيران مستمرة، وهناك من يؤيدها بحجة وجود مقرات للموساد الإسرائيلي في تلك المنطقة والتي تشكل تهديداً للجارة الشرقية للعراق، وأخرى تستنكرها وتشجبها وتعتبرهاً انتهاكاً للسيادة والأمن القومي العراقي.
الرد على الاعتداءات
وفي هذا السياق يقول المحلل السياسي من بيروت ياسر الحريري لـ ( المسرى) إن ” الاستهداف الذي أعلن عنه الحرس الثوري الإيراني لمدينة اربيل وتحديداً قصفه لمركز الموساد الإسرائيلي فيه، يأتي في سياق الرد على الاعتداءات الإسرائيلية المباشرة ضد مواقع الحرس الثوري في أكثر من نقطة،في سوريا أو غيرها ، وطهران أعلنت سابقاً أنها سترد بشكل مباشر في الزمان والمكان المناسبين، وقصف أربيل جاء تنفيذاً لكلامها “، مبيناً أن ” أن استهداف القوات الإيرانية جاء خارج الأراضي الإيرانية،إذا من حق طهران أن تستهدف الإسرائيليين خارج أراضي إسرائيل، وبالتالي الآن قواعد الاشتباك واضحة، المعادلة هي ، مادام إسرائيل تضرب مواقع ومقرات لعناصر الحرس الثوري الإيراني خارج طهران ، سترد عليها إيران بنفس المستوى خارج الأراضي المحتلة”.
اعلان صريح
وأكد الحريري أنها ” المرة الأولى التي تعلن فيها دولة إقليمية بشكل واضح وصريح استهداف مقر للمخابرات الإسرائيلية في أربيل عاصمة إقليم كوردستان العراق، ومن جانبه قدم السفير الإيراني في بغداد ( ايرج مسجدي) وثائق وأدلة للخارجية العراقية بخصوص تلك المقرات التابعة للمخابرات الإسرائيلية متسائلا، ماذا تفعل المقرات الإسرائيلية في أربيل؟ والكل يعلم أن العراق وشعبه مع القضية الفلسطينية وضد التطبيع مع أسرائيل؟ أليست أربيل جزءا من العراق؟ حسب تعبيره، منوهاً إلى أن ” الحرس الثوري الإيراني رده كان صريحاً ومباشراً، ولم يخفي إستهدافه لتلك المقرات التي هي تابعة للموساد الإسرائيلي كما يقول، والمكان المستهدف ، هي نقطة عسكرية وليست مقراً مدنياً أو سكنياً كما يروج له من قبل الإعلام المحلي العراقي، وإن لم يتم حل هذا المسألة فأن إقليم كوردستان سيتحمل تبعات ما سيحدث مستقبلاً، لذا على سلطات الإقليم أن تقوم بإخراج تلك المقرات من أراضيها”.
انتهاك للسيادة
ومن جهته يقول المحلل السياسي الأردني الدكتور منذر حورات لـ( المسرى) إن ” ما قامت به طهران، هو انتهاك للسيادة العراقية وتجاوزاً على أسس وحدود القانون الدولي الذي ألزم الدول باحترام سيادة الدول الأخرى، وبالتالي ما أقدمت عليه طهران من قصف أربيل بالصواريخ الباليستية، ما هو ألا دليل على أن طهران ترى العراق دولة ناقصة السيادة ولا تحترم حدودها كدولة جارة، بل تراها ساحة تفعل فيها ما تشاء، وهو بكب تأكيد منافي للقوانين الدولية”، مشيراً إلى ” ضرورة العمل على عدم تكرار مثل هكذا أفعال، وإذا ارادت طهران من فعلتها هذه ان ترسل رسائل إلى أطراف دولية ومن ضمنها واشنطن وتل ابيب،فعليها أن تعي أن تلك الدول رؤياها ومصالحها واضحة ، وان تكون رسائلها خارج المجال السيادي العراقي وليس داخله،”.
مصلحة العراق
وبين حورات أن ” تلك الأفعال لن تخدم مصلحة العراق ولن تؤدي إلى إستقراره واستتباب الأمن فيه، وفي ذات الوقت تقلل من مستوى الثقة الدولية من ناحية الأمن والأمان في الداخل العراقي، لذلك على سلطات بغداد أن تكون حازمة وحاسمة في توجيه الرفض لها”، منوهاً إلى أنه ” على النخب السياسية في العراق أن تعرف جيداً أن قصف مدينة اربيل من قبل إيران ، هو تجاوز على كل المواطنين في البلاد، سواء أكانوا في إقليم كوردستان أو بغداد أو في البصرة “.
12 صاروخ
وتعرضت أربيل ليلة السبت على الأحد الماضيين لهجوم بـ 12 صاروخاً باليستياً قادماً من خارج الحدود العراقية، وسقطت في محيط القنصلية الأمريكية ومحطة كوردستان 24 بمصيف صلاح الدين، ما أسفر عن أضرار مادية في المباني والمنازل دون وقوع خسائر في الأرواح