المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
يستبعد السياسيون والمتابعون للمشهد العراقي أن تعقد الجلسة الخاصة باختيار رئيس الجمهورية وتسمية رئيس الوزراء القادم، دون تفاهمات وموافقات مسبقة بين الكتل السياسية، وخصوصاً بين التيار الصدري والإطار التنسيقي، لأن فرحة البعض بوجود تحالف ثلاثي صاحب اغلبية نيابية لا قيمة لها، إذا لم يتوافق فرقاء البيت الشيعي فيما بينهم ،لأن القرار النهائي بيدهم وليس باقي الأطراف.
إخفاقات وتلكؤ
الكاتب والمحلل السياسي قاسم الغراوي يقول في هذا السياق لـ( المسرى) إن ” العملية السياسية تمر بإخفاقات وتلكؤ واضح، والدليل مضي أكثر من خمسة أشهر على إجراء الانتخابات، والبلاد لم تلحظ أي توجه جدي من قبل الكتل السياسية المختلفة، على اختيار رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، أضف إلى ذلك كثرة التحديات الداخلية والخارجية الموجودة”، مضيفاً أن ” العقدة الكبيرة بين الكتل السياسية الكوردية (الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني) حول مرشح رئاسة الجمهورية لا تزال قائمة، ونقطة الالتقاء بينهما غير واضحة لحد اللحظة، والذي يجب ان يتوافقا حول شخصية لمنصب رئيس الجمهورية، وفي ذات الوقت تكون مرضية لجميع الاطراف، بدلاً من ان يكون موضع جدل عقيم ومضاد”.
سباق التنافس
وبين الغراوي أنه ” في حالة عدم الاتفاق على شخصية مرحب بها من قبل الطرفين سيدخل المرشحان إلى سباق التنافس على التصويت داخل قبة البرلمان، وإذا لم يتحقق النصاب بأغلبية الثلثين كما جاء في أمر المحكمة الاتحادية سيكون هناك تأجيل للجلسة، وبالتالي سيؤثر على العملية السياسية”، لافتاً إلى أن “عقدة الحزبين الكورديين شبيه بعقدة التيار الصدري والإطار التنسيقي، حيث انهما لم يحسما لحد الآن مسألة رئيس الوزراء القادم، وهو إخفاق آخر للعملية السياسية “.
العملية السياسية
ومن جهته يقول الباحث والخبير في الشأن السياسي الدكتور قحطان الخفاجي لـ( المسرى) إن ” أي اتفاق بين الكتل السياسية داخل البرلمان أو خارجه، لا نتابعه خلال تصريحات البرلمانيين، بقدر ما نتابعه من خلال المتغيرات الأساسية التي تؤثر على العملية السياسية وتحديداً من خلال طهران وواشنطن”، مؤكداً أن ” الحوارات والمناوشات الكلامية والمواقف المختلفة في هذا الموضوع هي التي ستلقي بظلالها عن إمكانية الوصول إلى إتفاق من عدمه”.
معضلة رئيس الجمهورية
ويرى الخفاجي أن ” مسألة اختيار رئيس الجمهورية لا تزال تشكل معضلة كبيرة لحد اللحظة، وإذا استمر الوضع كما هو عليه الآن، فأن التصويت لن يتم ولن يمرر اي مرشح، وبخلافه إذا اتفقت الأطراف المعنية على شيء معين وقبلت طهران به بصيغة معينة ترضيها، فبالتاكيد أن الموضوع سيمرر، وإلا فإن اختيار رئيس الجمهورية في الجلسة القادمة لن يمرر”.
موعد الجلسة
وجاء في بيان لمكتب رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي أنه تقررتحديد يوم السبت 26 آذارالقادم موعداً لجلسة مجلس النواب الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية، في وقت أعلن المجلس أسماء 40 مرشحاً يتنافسون فيه للظفر بالمنصب.