المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
تنطوي التغطية الإعلامية للكثير من الأحداث والنشاطات والفعاليات السياسية والأمنية في العراق بشكل عام وإقليم كوردستان على وجه الخصوص على تحديات كثيرة، أبرزها التفريق بين القنوات الإعلامية لنقل الخبر والصورة، وإيصالها للمشاهد والمتلقي بشكل مختلف، والتركيز على الجوانب التي يحتاج إليها المتابع وتهم حياته وتلفت نظره وليس فقط المشهد العام كما يريده المنظمون.
هامش من الحرية
وفي هذا السياق يقول صاحب امتياز مؤسسة ستاندارد للأبحاث مسعود عبد الخالق لـ( المسرى) “رغم وجود هامش من حرية الصحافة في إقليم كوردستان، ولكن في المقابل هناك حكام كما حكام العالم العربي لا يؤمنون بالديمقراطية وحرية الصحافة والشفافية، وأحياناً أخرى لا يؤمنون حتى بالقانون والدستور، وبالتالي رجال السلطة والحكومة في كوردستان ليسوا بتلك الدرجة من الانفتاح ليؤمنوا الحرية للعمل الصحفي والصحفيين”، مشيراً إلى أن “كل حزب في إقليم كوردستان ينتمي إلى مدرسة أوعائلة معينة، تلك العائلة هي التي تحكم على الحزب والسلطة معاً، لذلك العمل الصحفي يجب أن يكون متوافقاً مع مصلحة تلك العائلة”.
إعلام غير منضبط
ويرى عبد الخالق أن “هناك تبايناً واضحاً في العمل الصحفي والتغطية الإخبارية للقنوات التلفزيونية في إقليم كوردستان، وتنتمي كل واحدة منها لحزب أو شخص أو عائلة معينة، حيث كان من المفروض أن تكون تلك الوسائل الإعلامية أداة لخدمة الإعلام الهادف وبناء الشخصية الكوردية في الإقليم، لا إعلاماً ليبرالياً وإعلاماً غير منضبط “، موضحاً أنه “لا توجد حرية، والحريات الصحفية في الإقليم تختلف من مدينة إلى مدينة أخرى، وحملة الإعتقالات الكبيرة التي نفذتها السلطات في صفوف الإعلاميين في كوردستان خير دليل على ما نقول، في حين كان من المفروض والواجب أن يعتقل الفاسدون والخائنون ويوضعون في السجون، بدلاً من اعتقال الصحفيين والمثقفين ورجال الدين”.
إعلام مغاير
ومن جهته يقول عضو نقابة الصحفيين العراقيين الدكتور ناظم الربيعي لـ( المسرى) إن “العمل الصحفي في العراق بعد 2003 أخذ منحى جديداً ومغايراً للواقع السابق الذي كان يعيشه في زمن النظام السابق، وبالتالي أن العمل الصحفي من شمال البلاد إلى جنوبه فيه تفاوت كبير، و أيضا تفاوت بين المحافظات والمدن العراقية، وهناك العمل الصحفي المؤدلج، بمعنى قنوات إعلامية مختلفة تابعة لأحزاب سياسية، تنتهج الخط السياسي التابع لها”، مؤكداً “وجود مسألة مهمة أخرى ألا وهي أن العمل الصحفي في العراق شهد ضغطاً كبيراً من قبل الأحزاب السياسية للتأثيرعليه، والدليل تعرض بعض الصحفيين إلى ضغوطات سياسية كبيرة نتيجة آرائهم ، في محاولة منهم لتغيير معتقداتهم وأفكارهم، وهو امر مرفوض قانونياً ومهنياً”.
مخاطر كثيرة
وأكد الربيعي أن ” العمل الصحفي العراق فيه الكثير من المخاطر، بدليل استشهاد العديد من الصحفيين أثناء أداء واجبهم المهني سواء في محاربة داعش أو في نقل الحقيقة كما هي، لأن الكثير من الفاسدين لا يروق لهم وجود عمل صحفي حر يكشف فسادهم للمجتمع، لذلك يقومون بمحاربتهم، لذلك يعتبر الصحفي المرآة العاكسة بين المواطن والمسؤول ولبيان تطلعات وهموم الشعب “، لافتاً إلى “وجود عقبات مصطنعة كثيرة أمام العمل الصحفي من قبل الأحزاب السياسية والأشخاص، والكثير من الصحف و القنوات التلفزيونية ظهرت وأختفت فجاة، بسبب انتهاء التمويل من قبل الأحزاب ومن كان يدعمها، لذلك العمل الصحفي الحر والمستقل وغير الموالي لا يفهمه السياسيون”.
اعتقال الصحفيين
واشارت منظمة العفو الدولية في تقرير لها الى أن اعتقال الصحفيين والنشطاء المدنيين في إقليم كوردستان بسبب مشاركتهم في التظاهرات ومحاكمتهم بحجة حماية الأمن الوطني في الإقليم كان عملاً غير عادل، في وقت عمت تظاهرات واسعة إقليم كوردستان للمطالبة بالقضاء على الفساد وتقديم الخدمات.