أكد المحلل السياسي علي البيدر ان غالبية الاحزاب العراقية لا تمتلك النضج السياسي، مشددا على ان العراق ماض الى المزيد من الازمات.
وقال البيدر خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يبث على شاشة المسرى، إن “الأزمة السياسية الراهنة بدأت بعد إعلان نتائج الإنتخابات وتم التشكيك بتلك النتائج من أكثر من طرف وتلك الاطراف عملت على خلق حالة من الاستقطابات المضادة لتوجه الاغلبية والجميع يحاول ضرب خصومة بأي وسيلة من الوسائل”، مضيفا “نحن ماضون الى المزيد من الازمات حتى بعد انفراج الأزمة الراهنة وتشكيل الحكومة”.
علي البيدر: العراق ماض الى المزيد من الأزمات
وتوقع البيدر ان لا تكمل الحكومة الجديدة عمرها المفترض، حيث قال ” الحكومة ربما تولد مريضة وعليلة بالكثير من الاسقام ولا يمكن لها ان تستمر وفق ما هو مخطط لها لمدة 4 سنوات”.
وحذر البيدر من خلق اصطفافات طائفية بجمع استقطابات جديدة، مشيرا الى انه “في جميع الديمقراطيات فإن الفائز الاول والكتلة القادرة على تشكيل الحكومة تمضي في تشكيل الحكومة وتحاول جمع بعض الاستقطابات لكن البدعة التي استحدثت مؤخرا هي ان يتم انتخاب نوعيات معينة من اطراف معينة كأن نختار من الكورد بعض العناوين السياسية وكذلك من السنة والشيعة ونمضي وفي هذه الحالة نحن امام خلق اصطفافات جديدة ذات أبعاد طائفية داخل الطائفة الواحدة وهذا ما يحدث شرخا حتى على المستوى الاجتماعي”.
وتابع البيدر انه “يفترض ان تقدم الكتلة الفائزة الاكبر وهي التيار الصدري شروطا معينة وتعلنها للجميع بأن من اراد تطبيق هذه الشروط فليلتحق بنا دون النظر الى العنوان الشخصي والحزبي وبذلك يمكن للكتلة الاكبر الحصول على تأييد الاغلبية البرلمانية فيما يتعلق بمسيرة اختيار الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة لكن للأسف لم يحصل ذلك لافتقار المنظومة السياسية الى الثقة حت اصبحت القضية تدار بطريقة غير انسانية واصبح التشكيك هو عنوان المرحلة وهذا يعني اننا مقبلون على المزيد من الازمات وكلما عالجنا ازمة سنذهب الى أزمة أخرى وهذا ينعكس بالسلب على سمعة البلاد والواقع الامني والخدمي فيها”.
علي البيدر: الحكومة المقبلة لن تكمل عمرها
واكد البيدر ان غالبية الاحزاب السياسية لا تمتلك النضج السياسي، حيث قال “عندما نتتبع المشهد السياسي نجد ان غالبية الاحزاب والكتل السياسية لا تمتلك النضج السياسي وهناك 4 او 5 احزاب منها الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب الدعوة والحزب الاسلامي وعدد قليل من الاحزاب الاخرى اما بالنسبة للبقية فإن فكرة تأسيس الأحزاب انبثقت من مديات ضيقة وعندما تجلس مع الكثير من الشخصيات السياسية في البلاد والتي تبهرك بالبدء تجدها شخصيات سطحية وهزلية ولا يمكن لها ان تساهم في ادارة البلاد او قيادة المرحلة وصناعة القرار السياسي في العراق، والمنظومة السياسية بالاساس نتاج شعب يفتقر الى الكثير من الوعي فالمواطن ينظر الى الهوية الوطنية الجامعة آخر نظرة وقبلها ينظر الى هويته القومية والمذهبية في حين انه يفترض ان يكون العراقي عراقيا قبل ان يكون كورديا وسنيا وشيعيا لنستطيع صنع هوية جامعة تحتوي الجميع والا سنبقى في اطار صراع ازلي لا يمكن الخروج منه”.
علي البيدر: إجراء إنتخابات مبكرة جديدة ليس حلا
وحمل البيدر المواطن العراقي جزءا من المسؤولية في استمرار الازمات، مؤكدا ان “الشارع العراقي اليوم لا يفرق بين الكثير من المفاهيم ودرجة وعيه لم تصل الى مرحلة قادرة على تفسير الكثير من الاشياء، واليوم اي فكرة اصلاحية سيرفضها الشارع العراقي لأنه فاقد للمواطنة كونها تتعارض مع توجهاته واليوم المواطن العراقي يتحمل جزءا من الازمة”، لافتا الى ان ” السلطة جزءا كبيرا من ذلك بحيث انها لم تقدم برامج سياسية للمواطن تجعله ينسلخ من عباءة الطائفة، ولا يمكن ان نقارن انفسنا بدول الخليج فهي تمتلك رجالات دولة وهم بناة لها اما نحن نمتلك عناوين طائفية غير قادرة على تجاوز حدود المسميات الفئوية فلا يوجد عراقي يتحدث بهوية عراقية بالمطلق داخل المشهد السياسي”.
وشدد البيدر على ان الثقة مفقودة بين المنظومتين السياسية والاجتماعية وهذا مؤشر خطر وعلى احزاب السلطة المسؤولية الكاملة في اعادة هذه الثقة وترميمها بما ينسجم مع تشكيل مرحلة اصلاحية عنوانها العراق لا الطوائف والمكونات.
واشار البيدر الى ان ما يحصل داخل المشهد السياسي اليوم هو صراع على المغانم والمناصب والشارع العراقي يعيش حياة سيئة والعراق يمر بأسوأ مرحلة منذ تشكيل الدولة العراقية واليوم المواطن العراقي أينما يحل فهو مرفوض وذلك بسبب المنظومة السياسية في البلاد.
علي البيدر: نحتاج لتعديل الدستور فهو جزء من الأزمة
البيدر اكد ان اجراء انتخابات مبكرة جديدة ليس حلا، مشددا على انه في هذه المرحلة والمناخ السياسي الراهن إن أجرينا 50 انتخابات مبكرة فستكون النتيجة نفسها والاداء السياسي الذي يعبر عن الواقع سيكون مشابها فالبيئة السياسية تصنعها المنظومة السياسية لا الشعب العراقي وهذا يعني ان الوضع سيبقى يدور في حلقة مفرغة، ونحن بحاجة الى تغيير الكثير من المفاهيم وفي مقدمتها الدستور الذي كان جزءا من الازمة لا الحلول والعمل على برامج اكثر وطنية يمكن من خلالها تجاوز الكثير من الأزمات.