تقرير المسرى..
مع اقتراب موعد عقد ما بات يعرف بجلسة السبت في اشارة الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية كلما زادت الضغوطات ولربما التهديدات على النواب المستقلين لحضور الجلسة، إلا أن معظم النواب المستقلين الذين تحولوا الى بيضة القبان وصار بامكانهم رجحان كفة المعارضين لعقد الجلسة او الوقوف في صف المتحمسين لعقدها، يرفضون الرضوخ لمثل تلك الضغوط والتهديدات.
“انقاذ وطن” يضغط و”الاطار” يعطل
ابرز الضاغطين على المستقلين بحسب المراقبين هو تحالف “إنقاذ وطن”، الذي يضم “التيار الصدري” و”الحزب الديمقراطي الكردستاني” و”تحالف السيادة” من جهة، يقابله محاولات “الإطار التنسيقي” تعطيل الجلسة ومنع تمرير مشروع تحالف “إنقاذ وطن”، والذي يريد تشكيل حكومة أغلبية وطنية، بحسب ادعائه.
الصدر يتقرب من المستقلين بمدحهم
وكان الصدر وجه تغريدات خاصة لامتداح المستقلين في أكثر من مرة، وقال “إنني إذ أوجه إليهم الشكر إذ قدّموا مصلحة الوطن على المصالح الخاصة ومتمنيا أن يتم هذا الإحساس القلبي على أتم وجه حبا في العراق، فإنني سأكون ملزما برد الجميل لهم في أقرب فرصة”.
ويحتاج انعقاد الجلسة إلى حضور ثلثي عدد النواب البالغ 325 نائبا لتحقيق النصاب القانوني، وهو ما لا يتوفر عليه التحالف الثلاثي حاليا إذا لم يحصل على دعم المستقلين وكتل صغيرة أخرى.
الصدر لايمدح لو توفر النصاب
وتقول مصادر إن الصدر لم يكن ليوجه رسالة علنية إلى المستقلين ويمتدح دورهم الوطني لو لم يكن على علم بصعوبة توفير النصاب القانوني لجلسة السبت، معتبرة أن الحديث عن أن أمر النصاب محسوم كلام غير واقعي، وإلا ما كان الصدر بحث عن التحالف مع الإطار التنسيقي.
موقف صريح من إشراقة كانون
وفي موقف صريح وواضح من النواب المستقلين أعلنت كتلة إشراقة كانون في بيان بهذا الخصوص أن موقفها عدم الحضور في الجلسة القادمة إلا في حال قبول الكتل النيابية المتصدية لتشكيل الحكومة بمبادرتها ألا وهي (الأغلبية لا تشارك في الرقابة عل نفسها والمعارضة لا تشارك في الحكم الذي تراقبه) والتصويت للجان البرلمانية ورئاساتها على وفق هذه الأسس.
هذا في وقت قال النائب المستقل عدنان الجابري في تصريحات تابعها المسرى: إن خيار مقاطعة جلسة انتخاب رئيس الجمهورية هو الموقف الأقرب منا.
كما أكد النائب المستقل صلاح زيني في تصريحات صحفية تابعها المسرى أن التحالف الثلاثي لا يمكنه إكما نصاب جلسة السبت بعد قرار أغلب المستقلين القاضي بعدم حضورها.
وأعلن النائب المستقل امير المعموري، عن مقاطعة جلسة مجلس النواب المقرر انعقادها غدا السبت.
وقال المعموري في تصريح تابعه المسرى، “اننا مجموعة من النواب المستقلين نعلن مقاطعتنا جلسة البرلمان السبت المقبل في حال استمر ترشيح الكرد لشخصيات عليها الكثير من الشوائب بالتالي فاننا لن نشارك بتدمير العراق من خلال شخصيات لا تخدم العراق”.
واضاف المعموري “اننا عدد من النواب المستقلين نعلن مقاطعتنا جلسة مجلس النواب المقرر انعقادها يوم السبت على اعتبار اننا لا يهمنا الصراعات السياسية بين جميع الاطراف بقدر اهتمامنا بما وعدنا شعبنا وجمهورنا بأن نعمل بكل ما بوسعنا للحفاظ على مصالحهم العامة واختيار من يمثل العراق للاربع سنوات المقبلة”.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي احمد عبدالسادة ان كرامة النواب المستقلين على المحك لانهم باتوا بين خيارين اما ان يخضعوا لسلطة الكصكوصة ويضحوا بكرامتهم او ان يحتفظوا بكرامتهم ويقرروا عدم حضور جلسة البرلمان المقبلة التي اتضحت خيوط مؤامرتها.
واضاف ان النواب المستقلين الذين سيحضرون الجلسة لن تتم رحمتهم اعلاميا.
معظم المستقلين مع عدم الإلتئام
في الاثناء، بدأ موقف المستقلين في البرلمان يتضح شيئا فشيئا فيما يخص حضور الجلسة، وسط الضغوط التي يواجهونها للحضور، وفي حين رفض معظمهم الكشف عن الاتجاه الذي يسيرون فيه خلال الجلسة، لم يدل اكثرهم بتصريحات واضحة.
سعر المستقل وصل ٥ مليون دولار
ويقول القيادي في تحالف قوى الدولة “حسن فدعم” ان سعر النائب المستقل عبر “5 مليون دولار ” لمن يدعم جلسة السبت وينتخب رئيسا الجمهورية والوزراء، في اشارة الى محاولات تحالف “انقاذ وطن” لشراء الذمم.
واعتبر فدعم انه من الخطأ الاستراتيجي إعطاء رئاسة الجمهورية “للحزب الديمقراطي الكردستاني”.
الاستنجاد بالاعداء قبل الاصدقاء
ويبدو ان طرف تحالف “انقاذ وطن” الديمقراطي الكوردستاني قد استنجد بالاعداء قبل الاصدقاء لاقناعهم بالتصويت لمرشحه ريبر لرئاسة الجمهورية، حيث انتشر خبر زيارة المرشح للنائب عن جماعة العدل الكوردستانية سوران عمر في وسائل التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، اذ سبق لريبر احمد ان اصدر قرارا في عام ٢٠٢٠ باعتقال النائب السابق للجماعة في برلمان كوردستان سوران عمر، عندما كان على رأس وزارة داخلية الاقليم. الامر الذي دفع بعمر في نهاية المطاف الى الاستقال من عضوية البرلمان.
الصدر لن يضحي بقريبه لنجل بارزاني
وبحسب النائب السابق هوشيار عبدالله فان رئيس وفد الديمقراطي الكوردستاني فاضل ميراني قد طمأن رئيسه في اشارة الى مسعود بارزاني بانه سيجعل من ريبر احمد رئيسا في يوم السبت، مشيرا الى ان المعلومات تفيد بان الديمقراطي مصر على عقد الجلسة باي سبل كانت بالاموال ام بالتهديد والوعيد او حتى بعتمة قاعة التصويت.
واضاف عبدالله “نحن بانتظار معرفة اي المصيرين افضل، مصير محاولات ميراني ام زيباري”، مشددا على ان الصدر في حال وصوله الى السلطة فلن يبالي ببارزاني ولن يهتم به كما الان.
واضاف انني على علم بالكم الهائل من الوعود المقطوعة للبارزاني ولاسيما مايخص قرار الاتحادية عن النفط، مستدركا ان الصدر لن يضحي بابن عمه من اجل نجل بارزاني عندما يحين موعد تشريع قانون الموازنة.
سيناريو الفشل اقرب من الظفر
اما مايخص سيناريوهات جلسة يوم غد السبت فيلخصها الكاتب والمثقف الليبرالي علي مارد الاسدي كالاتي:-
١. فشل التحالف الثلاثي من جمع ٢٢٠ نائبًا ، لإكمال نسبة ثلثي عدد أعضاء مجلس النواب بحسب الضوابط الدستورية اللازمة لإنتخاب رئيس الجمهورية.
وهذا السيناريو هو الأرجح بنسبة كبيرة.
٢. تمكن التحالف الثلاثي من جمع ٢٢٠ نائبًا، وإنتخاب ريبر البارزاني مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني رئيسًا لجمهورية العراق في جلسة التصويت الثانية.
هذا السيناريو هو الأضعف نتيجة الاصطفافات الحالية.
٣. تراجع التحالف الثلاثي عن عقد الجلسة وتأجيلها في الساعات أو الدقائق الاخيرة التي تسبق إنعقادها حفاظًا على ماء الوجه فيما لو فشلت الجلسة بسبب عدم إكتمال النصاب. وهذا سيناريو غير مستبعد
ومنذ 2006 وحتى اليوم، فإن رئاسة الجمهورية اسندت الى الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي أسسه الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، فيما يطمع “الديمقراطي” لتغيير القاعدة هذه المرة، من خلال الخروج عن الاجماع الكوردي والانضمام الى التيار الصدري الطامح هو الاخر برئاسة الوزراء وعبر اصوات نواب مستقلين في البرلمان تارة بالترهيب واخرى بالترغيب.