تقرير : محمد البغدادي
منظمتان أمميتان طالبتا بضرورة عراق خالٍ من المواد المتفجرة، فيما بينتا أن 519 طفلاً قتلوا أو تعرضوا للإعاقة والتشويه على مدى السنوات الخمس الماضية في العراق من جراء المواد المتفجرة.
المنظمتان ( اليونيسف ودائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام ) ، رحبتا بالجهود الدولية لتقديم إعلان سياسي لضمان حماية المدنيين من خطر استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان.
المخلفات الحربية تتسبب في الوفيات والإصابات في جميع أنحاء البلاد
وقالت اليونيسف ودائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام (UNMAS) في بيان طالعه المسرى إن “بغض النظر عن مكان استخدام المواد المتفجرة، فإنها تعرض حقوق الطفل الأساسية للخطر”.
وأضافت المنظمتان أن “في اليوم العالمي للتوعية بالألغام والدعم في الإجراءات المتعلقة بإزالة الألغام، تدعو اليونيسف ودائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام الحكومات إلى تجنب استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان (EWIPA)، ورفع الأصوات لحماية الأطفال والمدنيين من خطر المواد المتفجرة”.
آثار الأسلحة المتفجرة ستتردد صداها لسنوات قادمة
وذكرت المنظمتان الامميتان أن “الجهود الرامية لخلق بيئة مستقرة وآمنة للأطفال في العراق ما تزال تتعرض للتقويض نتيجة لوجود المواد الحربية المتفجرة، ولا سيما في المناطق السكنية وفي المجتمعات الريفية، على الرغم من أن العراق لم يشهد صراعات مفتوحة في السنوات الأخيرة الماضية، إلا أن آثار الأسلحة المتفجرة ستتردد صداها لسنوات قادمة، ولا تزال الألغام الأرضية والذخائر غير المنفلقة أو المتروكة (وما يسمى بـ “المخلفات الحربية”) تتسبب في الوفيات والإصابات في جميع أنحاء البلاد”.
دعم حق الأطفال في بيئة آمنة وسليمة توفر لهم الحماية
واوضحت المنظمتان، أن “على مدى السنوات الخمس الماضية، تعرّض 519 طفلاً في العراق للقتل أو الإعاقة، وأكثر من 80% من الأطفال المصابين هم من الذكور، إذ يتأثر الأولاد بشكل ملحوظ بسبب حوادث عمالة الأطفال، مثل رعي الحيوانات أو جمع الحديد الخردة لبيعه، كما أن الأطفال بشكل خاص أكثر ضعفا وهشاشة، فهم ينجذبون إلى المخلفات بسبب مظهرها الملون دون إدراك منهم لمدى خطورتها. كما أن بعض هذه الأسلحة هي عبارة عن أدوات منزلية مألوفة تم تحويلها إلى متفجرات”.
ضرورة تلقي الأطفال وأفراد المجتمع رسائل تنقذ الحياة في المدارس والمجتمعات المحلية
وحضت اليونيسف ودائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام جميع الأطراف على “تسريع كل الجهود لإزالة الألغام الحالية، والذخائر غير المنفلقة وتعزيز مساعدة الضحايا، ودعم حق الأطفال في بيئة آمنة وسليمة توفر لهم الحماية”. كما حثت اليونيسف ودائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في البيان حكومة العراق ومجتمع المانحين على “دعم عملية توسيع نطاق أنشطة التوعية بشأن مخاطر الذخائر المتفجرة، وتوفيرها بحيث يتلقى الأطفال وأفراد المجتمع الآخرون رسائل تنقذ الحياة في المدارس والمجتمعات المحلية في جميع المناطق المتأثرة سابقًا بالنزاع في العراق”.
عدم القدرة حتى الآن على إزالة كل هذه الألغام من جميع مناطق العراق نهائياً
يشار الى أن مناطق العراق وخصوصا الحدودية منها تعاني من انتشار الألغام التي تعود الى أيام الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988 وكذلك من مخلفات تنظيم (داعش) بعد سيطرته على عدد من المحافظات، ما يتسبب بحوادث إصابة وقتل للمواطنين، مع عدم القدرة حتى الآن على إزالة كل هذه الألغام من جميع مناطق العراق نهائياً.