المسرى
تقرير : هناء رياض
وسط مخاوف من تراجع العراق في انتاج محصول القمح لعام 2022 الى مستويات قياسية نسبة للأعوام الخمسة الماضية , فأن العراق مقبل على حرب الجفاف التي تهدد الامن الغذائي وتجعل الدولة على شفا الانهيار الاقتصادي
ففي إحصائية رسمية لجهاز الإحصاء المركزي أوضح أن مجموع إنتاج القمح في العراق بلغ 4 ملايين و234 طنا خلال الموسم الشتوي لسنة 2021، بينما انخفض هذا الرقم بنسبة 32 بالمائة عن إنتاج سنة 2020 الذي أنتج فيه أكثر من 6 ملايين و238 طنا. وتسبب هذا الانخفاض في تراجع كبير في الخزين الاستراتيجي في البلاد.
الخطة الشتوية وعدم ايفاء مستحقات الفلاحيين اهم الاسباب
وفيما اعلن العراق عن تحقيق الاكتفاء الذاتي خلال العام الماضي 2021 وللعام الثالث على التوالي بأنتاجية وصلت الى اكثر من 4 ملايين طن
حيث قامت بشراء المحصول من الفلاحيين على شكل قمح لتقوم بتوزيعه لاحقاً على المواطنين على شكل طحين، ضمن برنامج البطاقة التموينية المتبع منذ تسعينيات القرن الماضي.
فأن مختصون في القطاع الزراعي يرجعون تراجع المساحة المزروعة في البلاد، تطبيق الخطة الشتوية وتقليص مساحة الزراعة الى النصف تقريباً بسبب شح مواسم الأمطار للعامين الماضيين، وتراجع مستويات نهري دجلة والفرات. وغياب الدعم الحكومي للفلاحين والمنتجين، وقرار وزارة الموارد المائية تقليص مساحة زراعة المحصول من 5 ملايين دونم في العام الماضي إلى 2.5 مليون دونم هذا العام، مما أثر سلباً على إنتاج القمح في عموم العراق.
التجارة تحذر وترفع مشروع استيراد الطحين الابيض
ويعد العراق مستوردا رئيسيا للحبوب في الشرق الأوسط، ويحتاج إلى ما يتراوح بين 4.5 و5 ملايين طن سنويا لإمداد برنامجه الضخم لدعم الغذاء.
وهذا ما دعا وزارة التجارة الى التحذير من ازمة مقبلة في مادة الطحين
مؤكدة انها تعمل باتجاه جملة من الاجراءات لتوفير خزين من هذه المادة يكفي لتجاوز أي أزمة مستقبلية قد تؤثر “سلبا” على استقرار عملية تجهيز مادة الدقيق ضمن مفردات السلة الغذائية .
وذكرت الوزارة، في بيان لها “منذ أزمة ارتفاع أسعار القمح العالمية وتدني مستوى الموسم التسويقي بالعام المقبل بسبب انخفاض منسوب المياه عملت وزارة التجارة بأكثر من اتجاه، الاول كان مخاطبة المجلس الوزاري للاقتصاد لغرض التعاقد لشراء مادة الحنطة الاجنبية وحصلت الموافقة على صرف 100 مليون دولار لشراء 500 الف طن من مادة الحنطة الاجنبية من مناشئ اجنبية” .
وأضافت، انها “رفعت مقترح مشروع الطحين الابيض الذي بموجبه يقوم القطاع الخاص العراقي والمطاحن الاهلية باستيراد القمح الأجنبي بالتنسيق مع الشركة العامة لتجارة الحبوب وحصلت الموافقة على العمل بالمشروع خلال الايام المقبلة”، مؤكدة أن “هذا المشروع سيحقق نسبة كبيرة لسد حاجة البلاد من مادة الدقيق الابيض، ويغلق ملف الاستيراد لهذا النوع من الطحين”.
وأوضح البيان ان “إجراءات الوزارة كانت باتجاه العمل بعدة اتجاهات منها المشروع الوطني لانتاج الطحين الصفر وفتح الاستيرادات للقطاع الخاص العراقي والاتجاه الثاني بالعمل على المخاطبة والتأكيد على وزارة المالية والمجلس الوزاري للاقتصاد لتخصيص مبالغ لغرض توريد كمية 500 الف طن من مادة الحنطة خلال الشهر الأول من العام المقبل”.
السوداني : سنضطر لأستبدال اعلاف الحيوانات بطحين الحصة
فيما اوضح المسؤول الحكومي السابق محمد شياع السوداني ضمن مقال مطول حذر فيه من دخول العراق لحرب الحنطة العالمية بأن الكميات المتوقعة من تسويق محصول الحنطة في الموسم القادم ستكون اقل من مليوني طن، اي أن هناك حاجة اخرى سيتعرض لها البلد لأكثر من 3 ملايين طن يجب استيرادها خلال العام القادم لسد حاجة البلد لنهاية عام 2022 “.
وتابع أن “هناك مؤشرا آخر على ارتفاع اسعار الطحين وهو وجود نقص حاد في الاعلاف للثروة الحيوانية والدواجن، الامر الذي سيدفع منتجي ومربي الثروة الحيوانية الى سحب طحين الحصة التموينية لاستخدامه كعلف لرخص السعر قياسا بأسعار الاعلاف المستوردة، وهذا ما سيؤثر على كمية الطحين المتاح للاستهلاك البشري ، يضاف الى ذلك ان مشروع انتاج الطحين الصفر ما زال يواجه العرقلة والتضييق منذ عام 2016”.