أكد الكاتب والمحلل السياسي قاسم الغراوي ضرورة جلوس الفرقاء السياسيين على طاولة الحوار لحل الازمة السياسية الراهنة، مستبعدا ذهاب الكتل السياسية الى خيار حل مجلس النواب.
وقال الغراوي خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يبث على شاشة المسرى، ان الانتخابات المبكرة التي جرت في تشرين العام الماضي أفرزت “انشطارا طوليا للكتل السياسية بمختلف مكوناتها فالكتل الشيعية انشطرت والكوردستانية انشطرت والسنية ايضا مما ازم الوضع في التفاهم والوصول الى نهايات مفتوحة والتفاهم لايجاد صيغة في ادارة الدولة”، مشيرا الى ان الاستياء الشعبي بدوره لازال موجودا وهو يفترض ان يكون عاملا ضاغطا لكن الكتل السياسية لم تصل الى نتيجة حاسم بشأن انتخاب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء.
قاسم الغراوي: الكتل السياسية لن تذهب الى خيار حل البرلمان
ووصف الغراوي الوضع الراهن بالتشابك السياسي وليس الانسداد السياسي، موضحا انه لابد ان تكون له مخرجات والمفاوضات هي المخرج الوحيد للوصول الى نتائج مرضية للجميع، معربا عن الاعتقاد بأن ما أفرزته الانتخابات من طرح صيغة الاغلبية الوطنية على لسان السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري أربك وضع التفاهمات بين الكتل السياسية.
وشدد الغراوي على وجوب تحلي قادة الكتل السياسية بالشجاعة والصبر والروح الوطنية من أجل الشعب العراقي ليصلوا الى بر الأمان والذهاب لعقد جلسات مجلس النواب لاختيار رئيسي الجمهورية والوزراء بالتوافق.
واضاف الغراوي ان المشكلة في العملية السياسية ان بعض الكتل السياسية مصرة على مواقفها دون النظر الى ما يحتاجه الشعب العراقي وفك هذا الاختناق والتنازل خدمة للشعب العراقي، مشيرا الى ان الاطار التنسيقي يؤكد وجوب انضمام التيار الصدري للحكومة وانه لا يمكن تشكيلها دون التيار الصدري، مشددا على ان غالبية القوى مع الاطار تؤمن بالتوافق وهذا ما جرى عليه العرف السياسي في ادارة الدولة.
وأشار الغراوي الى ضرورة إعادة النظر في طرح الاغلبية الوطنية، متسائلا كيف ستعمل المعارضة ان كان تحالف إنقاذ وطني يريد الرئاسات الثلاث وغالبية اللجان النيابية؟، لافتا الى انه على أقل تقدير يجب ان تكون اللجان النيابية من حصة المعارصة لرصد الاداء الحكومي، مشددا على ان الحل الوحيد والحاسم هو جلوس الفرقاء السياسيين على طاولة مستديرة لإذابة الخلافات والتوصل الى مشتركات لحسم انتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والانتقال الى مرحلة تشكيل الحكومة وبالتالي تنعكس ايجابا على الشعب العراقي.
قاسم الغراوي: على التيار الصدري والحزب الديمقراطي التنازل للوصول الى تفاهم
ولفت الغراوي الى ان الظروف الحالية صعبة وهناك تحديات كثيرة اقليمية ودولية وهناك تدخل في الشأن العراقي ومن المفترض ان يجتمع شمل القادة السياسية للجلوس على طاولة مستديرة والنظر برؤية وطنية وحرص على وحدة العراق ومصالح شعبه والتنازل عن بعض الامور التي تعقد مسرى المفاوضات، ولابد ان يقدم التيار الصدري والحزب الديمقراطي التنازلات للوصول الى نقاط مشتركة والذهاب الى نهايات مفتوحة وانتخاب رئيسي الجمهورية والوزراء.
قاسم الغراوي: السيد الصدر أربك التفاهمات بطرحه للأغلبية الوطنية
وفيما يتعلق بطرح خيار حل مجلس النواب قال الغراوي بأنه لا يعتقد ان تذهب الكتل السياسية الى حل البرلمان واجراء انتخابات جديدة لأكثر من سبب واول الاسباب ان الفائزين لن يفرطوا بالمقاعد التي حصلوا عليها، وثانيا لا اعتقد ان تحصل الكتل السياسية على عدد المقاعد نفسه نتيجة هذا التشدد والوضع الراهن، لافتا الى انه غالبا ما تواجه عملية تشكيل الحكومة في العراق صعوبات وتأخذ فترات طويلة من الوقت.