المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
يستمر الرهان على التقارب بين التيار الصدري والاطار التنسيقي للوصول إلى حل أو ربما تفاهم، ولكن إن توحد الطرفان واتفقا على تشكيل الحكومة خدمة للمكون ومنعاً لتشظي البيت الشيعي، فبالتأكيد ستكون ضربة للذين عملوا على خلق هذا الانقسام، وبخلافه إن استمر الوضع على ما هو عليه من انسداد، ما البدائل التي سيقدمها التحالف الثلاثي لانهاء هذا الوضع؟ وماذا ستكون خطواته القادمة لتغليب فكرة الأغلبية؟
لا تقارب
رئيس مركزالتفكير السياسي في العراق الدكتور إحسان الشمري يرى أن ” كل المؤشرات تدلل على أنه لا تقارب ما بين الكتلة الصدرية من جهة والاطار التنسيقي من جهة أخرى، وبالتالي فإن استمرار حالة الانغلاق السياسي، قد يكون الثابت لحد هذه اللحظة، رغم أن الصدر منح الاطار مهلة 40 يوماً لغرض تشكيل الحكومة لإجراء الحوارات مع جميع الاطراف السياسية ومنع فقط الكتلة الصدرية من التحاور”، مبيناً أن ” الاطار التنسيقي فشل ما بعد هذه المدة، وإلى الآن لم يستطع أن يحقق نصاب الثلثين أو حتى يصل إلى النصف زائد واحد الذي يمكن أن يؤهله لتشكيل الحكومة الجديدة”.
إحراج واختبار
وأشار الشمري لـ( المسرى) إلى أن “مهلة الـ40 يوماً التي منحها الصدر في ظاهرها وهدفها، هي إحراج للاطار التنسيقي، ولكن في نفس الوقت اختبار لتحالف السيادة من جهة وأيضاً الديمقراطي الكوردستاني من جهة أخرى إذا ما استمروا في جبهة انقاذ الوطن، وفيما يبدو أيضاً أن تكون هذه القوى مترددة من أن تمضي بعملية استعداء مع الفصائل المسلحة”، منوهاً إلى أن ” تلك الفصائل المسلحة لوحت بشكل كبيرجداً بعملية استخدام الجغرافية السنية لغرض استهدافها، لذلك نستطيع القول أن المهلة هي بالفعل لكشف النوايا ومقدار ثبات الاطراف المنضوية في التحالف الثلاثي على مواقفها”.
فرصة للحوار
أما عضو تحالف النصر الدكتور عقيل الرديني فتحدث لـ(المسرى) في هذا السياق قائلاً إن ” مهلة الـ40 يوماً التي منحا مقتدى الصدر للاطار التنسيقي للحوار كانت فرصة لتبادل وجهات النظر سواء داخل الاطار التنسيقي فيما بينهم أو داخل أطراف التحالف الثلاثي فيما بينهم”، مشيراً إلى أنه ” في الايام القليلة القادمة ستكون هناك لقاءات بين الاطراف السياسية وربما تكون هناك انفراجة سياسية تؤدي إلى تشكيل الحكومة”.
تواصل الاطراف
وأكد الرديني أن ” هناك تواصلاً بين الاطراف السياسية ومبادرات للحل من أجل الخروج من هذا المشهد المتأزم والصعب”، لافتاً إلى أن” الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد حالياً رغم أنها أزمة شائكة ومعقدة وعبرت الحدود والمدد الدستورية ولكن رغم ذلك فإن الأمور لم تصل إلى طريق مسدود نهائي لحد اللحظة” مبدياً تفاؤله بوجود فرصة قريبة جداً لتشكيل الحكومة خلال الايام القليلة القادمة.
كشف النوايا
ويعتقد الكثير من المتابعين للشأن السياسي العراقي أن المهلة التي اعطاها مقتدى الصدر للقوى السياسية وتحديداً للاطار التنسيقي لتشكيل الحكومة، هي ليست خاصة بالاطار ظاهراً، وإنما في باطنها هي خاصة بالتحالف الثلاثي، لمحاولة كشف النوايا ومقدار ثبات أطراف التحالف الثلاثي على مستوى الثقة التي تشكل عليها التحالف في بدايات التشكيل.