المسرى ..
في السليمانية والتي يطلق عليها مدينة التعايش والتآخي بين القوميات والمكونات، تحتضن المدينة الطلبة الذين يدرسون باللغة العربية، وتنقسم الدراسة هنا إلى قسمين، الأولى هي المدارس العربية التابعة لحكومة إقليم كوردستان، والثانية، هي المدارس التابعة للحكومة الاتحادية، وتوجد لها ممثليات في محافظات الإقليم.
وأجبرت ظروف النزوح وسيطرة تنظيم داعش الإرهابي على محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين صيف عام 2014، الآلاف من العوائل لترك مناطقهم والنزوح باتجاه مناطق إقليم كوردستان ومنها السليمانية.
السليمانية فتحت أبوابها للعوائل النازحة
وسرعان مافتحت السليمانية أبوابها للطلبة النازحين ولم تتخل عنهم، بالرغم من الأزمة المالية التي كان يعيشها إقليم كردستان آنذاك.
ويؤكد المدير العام لتربية السليمانية عمر محمد أمين أنه، الدراسة العربية في إقليم كوردستان مستقلة تماماً من الناحية الإدارية والمالية .
عدد المدارس العربية التابعة للإقليم
مبيناً في حديثه لـ (المسرى) أن “توجد 10 مدارس عربية في حدود محافظة السليمانية والمدارس تابعة لحكومة الإقليم، وتعتمد على تعليمات وزارة التربية في حكومة كردستان”.
عدد المدارس التابعة للحكومة الاتحادية
وأضاف أنه “تم افتتاح مدارس ايضاً بعد هجمات داعش على المحافظات الغربية، ويصل عددها إلى 85 مدرسة في عموم الإقليم مرتبطة إدارياً بوزارة التربية في الحكومة الاتحادية”.
وأوضح أن “حكومة الإقليم ومديرية تربية السليمانية قدمت جميع وسائل المساعدة لتلك المدارس، من ناحية توفير المباني والتعاون الدائم”.
دعم من تربية كوردستان
ومن بين أهم المدارس العربية في السليمانية هي مدرسة فريشته للبنات، والتي تخرج منها الآلاف من الطالبات منذ سنوات طويلة.
مدرس التربية الرياضية في إعدادية فريشته للبنات ايناس سعد تشير إلى أن، المدرسة تحظى بدعم تربية إقليم كوردستان، كما أنها تلتزم بكافة التعليمات الصادرة عنها، مبينة ان المدرسة تضم نحو 420 طالبة.
مستوى علمي عالي
وبخصوص المستوى التعليمي تؤكد في حديثها لـ (المسرى) أن “المدرسة تحظى بمركز عالٍ في جدول ترتيب المدارس في المحافظة، حيث تُخرِج المدرسة كل عام أكثر من عشر طالبات بمعدلات عالية تؤهلهن لدخول المجموعة الطبية”.
اما مُدرسة الرياضيات كنار صباح، فبينت أن “إعدادية فيرشته تلتزم بالمنهج المقرر من تربية إقليم كوردستان، والذي يختلف عن المنهج الدراسي في مدارس الحكومة الاتحادية”.
وأضافت أن “الدراسة تجري بشكل سلس وبصورة طبيعية داخل الإعدادية، وأن المدرسة تلجئ في بعض الاحيان إلى استخدام اسلوب الدراسة عن بعد وإعداد الملازم المختصرة، لإكمال تدريس المناهج على افضل وجه”.
تعاون كبير لإنجاح العملية التربوية
طالبات المدرسة اشدن بالتعاون الكبير لإدارة المدرسة والكادر التدريسي، الذين يقومون بواجبهم باكمل وجه لإنجاح العملية التربوية والدراسية، فيما أكدوا تطور المناهج الدراسية الخاصة بمدارس الاقليم.
أما مدرسة الجواهري التي تعد من اقدم المدارس العربية في إقليم كوردستان، حيث تم تأسيسها في عام 2001 بأمر من رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني، تضم المدرسة كوادر تدريسية قادمة من بغداد، بالإضافة إلى طلبة من جميع المحافظات، يدرسون المنهج الخاص باللغة العربية، بحسب ما أشارت إليه مديرة المدرسة ميسون شكر.
تعايش سلمي بين القوميات
تقول معلمة اللغة العربية، بشرى داود سلمان بإن “مدرسة الجوهري تضم مجموعة متنوعة من التلاميذ من مختلف الديانات والقوميات، يحظون بمستوٍ دراسي جيد”.
كما لفتت إلى أن “المدرسة تضم مجموعة من خيرة الأساتذة والتدريسيين، تقوم بتعليم التلاميذ منذ المراحل الأولى على أكمل وجه، في ظل تعاون بين إدارة المدارس وأهالي التلاميذ”.
شورش مثال للتعايش السلمي
تأسست مدرسة شورش عام 1995 وهي من المدارس العريقة في السليمانية والناطقة بالغة العربية، الطلبة هنا من نوعين هناك كورد الأصل ويتكلمون العربية، وهناك من القومية العربية من محافظات عراقية مختلفة.
تقول مدرسة مادة الرياضيات مهاء الدين مصطفى محمد إن “مبدأ المدرسة الذي تنتهجه هو التسامح والتعايش السلمي، ولايوجد فرق بين طالب وآخر، فالمدرسة خرجت الكثير من القادة السياسيين من بينهم رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح وشخصيات أخرى”.
اهتمام كبير بالمدارس العربية
فيما يوضح مدرس اللغة الكوردية في المدرسة أحمد محمد توفيق أن “المدارس العربية نشأت منذ القدم وليس في فترة الصراعات، ولها اهتمام كبير من قبل الإقليم لايختلف عن المدارس الكوردية أبداً، والطلبة الذين يدرسون هنا لايتم التمييز بينهم على أساس القومية أو الدين أو الطائفة”.
في وقت تحدث العديد من الطلبة عن ارتياحهم في الدراسة، مؤكدين أنه، لايوجد تمييز قومي يمارس هنا بين الطلبة إطلاقاً.
احتضان العوائل النازحة
بعد الهجمة الإرهابية لداعش اضطر الآلاف من العراقيين من محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين ومناطق أخرى من مغادرة منازلهم والنزوح إلى إقليم كوردستان، وكان للسليمانية النصيب الأكبر من تلك العوائل، وما كان من المدينة إلا أنهم احتضنتهم وقدمت لهم كل أبواب المساعدة لتجاوز محنتهم.
فتح القلوب والترحيب العالي
مدير ممثلية وزارة التربية الاتحادية في السليمانية رباح حسن علي أكد أن، هناك ترحيباً واسعاً وتعاون من جميع أهالي السليمانية الذين فتحو لنا أحضانهم قبل قلوبهم، فبعد تزايد الأعداد فتحت وزارة التربية العراقية ممثلية للوزارة في الإقليم في عام 2014 وتوجهنا الى تربية السليمانية وبدورها رحبت بنا كثيراً
تعاون عالي وتوفير البنايات
لافتاً في حديثه لـ (المسرى) أن “السليمانية قدمت لنا التعاون الكبير وقالوا لنا أن “طلبتكم هم طلبتنا ولا فرق بيننا” فيما تبرعت تربية السليمانية لنا بـ 21 مدرسة، وهذه المواقف ستبقى محفورة في داخلنا”.
مستكملاً حديثه بالقول إن “هناك تعاون أمني كبير تقدمة مديرية الآسايش في السليمانية لنا حيث توفر المستوى العالي من الأمن للطلبة العرب، وكانت لنا الدرع الحصين، بالرغم من التعامل الأمثل والأخلاقي العالي من قبل أهالي السليمانية”.
خبرة تدريسية عالية
مدرسة الخيام تأسست بداية النزوح وصل عدد الطلبة فيها الى 620 طالبة، هناك تعاون كبير بيمن ممثلية وزارة التربية الاتحادية وتربية الإقليم، فضلاً عن وجود تعاون وتنسيق عالي المستوى بمع المدرسة المستضيفة لنا، بحسب ماتؤكده مديرة ثانوية الخيام هالة عبد الرزاق.
تشير مدرسة اللغة الإنكليزية في ثانوية الخيام رحاب عبد الواحد أن، الثانوية تحتوي على كادر تدريسي يمتلك الخبرة العالية، بالرغم من المناهج تاثرت بسبب ظروف جائحة كورونا”.
من جانب آخر تبين أسماء إبراهيم وهي مدرسة رياضيات أن، هناك تفاهم كبير بين تربية الإقليم والممثلية، حيث وفرت الأخيرة لنا مدارسها بنظام المزدوج وقدمت لنا الكثير من التسهيلات والتعامل الطيب”.
استذكار وتقدير المواقف
ويثمن أهالي المحافظات المحررة من العوائل العائدة مواقف أهالي السليمانية، حيث سميت العديد من المدارس والمطاعم والأماكن العامة باسم السليمانية ومعالمها.