المسرى: تقرير: فؤاد عبد الله
بعد عدة مبادرات للخروج من الأزمة السياسية في البلاد عادت أجواء القلق من جديد على تحركات الأطراف، دون تحقيق أي تقدم ملموس، سوى بعض التصريحات المتفائلة بقرب انتهاء الأزمة، وإعطاء أمل بأن الانفراج السياسي وارد جدًّا لا محالة مهما طال الزمن، ولا يمكن أن يبقى هذا الانسداد مسيطرًا على العملية السياسية، ويبقى الشعب العراقي دون حكومة ورئيس جمهورية منتخب ومتفق عليه.
غير مهتم بالحكومة
المستشار في المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية الناصر دريد يقول لـ( المسرى) إن” الاطار التنسيقي أوضح منذ إعلان مهلة مقتدى الصدر أنه غير مهتم بتشكيل الحكومة لوحده دون وجود التيار الصدري فيها، بمعنى أنه رافض لحد الآن مبدأ فكرة تشكيل حكومة أغلبية سواء أكانت من قبل التيار الصدري أو من قبل الاطار التنسيقي”، مبيناً أن ” الاطار مصر على فكرة حكومة التوافق ( المحاصصة)بمشاركة الجميع، لذلك لم يسعوا خلال هذه المدة الطويلة من كسب حلفاء التيار الصدري، ولكن حصلت ضعوطات كثيرة من أطراف الاطار على حلفاء التيارالصدري”.
كسر الأطر
واشار دريد إلى أن ” آخر تلك الضغوطات التي مورست على حلفاء الصدر، هي قضية التهديد باخراج حاتم سليمان وتلميعه وإعادته للمشهد السياسي، في محاولة لاستقطاب المكون السني بعيدا عن محمد الحلبوسي وخميس الخنجر، وبالتالي هناك مساع مستمرة لمحاولة كسر أطر التحالف الثلاثي هذا من جهة، ومن جهة أخرى لمعرفة مدى متانة وقوة التحالف الثلاثي”، لافتاً إلى أن ” زيارة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي إلى طهران ستكشف نتائجها الكثير من تلك المواضيع، وبالتأكيد لدى طهران طلبات وعلى الحلبوسي الاستماع لها بشكل مباشر أو غير مباشر وفك عرى ذلك التحالف، وربما إقناعه بفكرة حكومة التوافق”.
مهل ومبادرات
أما مدير مركز الرفد للإعلام والدراسات الاستراتيجية الدكتور عباس الجبوري فيقول لـ(المسرى) إن ” إعطاء مهل للحوار والخروج من هذا الانغلاق، كلها محاولات وطرق غير دستورية، لأن الاطراف السياسية تجاوزت المدد الدستورية بشكل صريح بعد إجراء الانتخابات، لكن طالما هناك خلافات وتجاذبات وانغلاق سياسي، لماذا لا يعطي مهلة للاطار ليشكل الحكومة إن استطاع ؟ “، مشيراً إلى أن ” مهلة الصدر كانت لعبة سياسية، أراد منها أن يضرب عصفورين بحجر واحد، الأول هل يستطيع الاطار التنسيقي من تشكيل الحكومة بدون التيار الصدري، وبالتأكيد لعدم تمكنه من تحقيق أغلبية الثلثين”.
اختبار الشركاء
أما الثاني كما أوضحه الجبوري أن ” التحالف الثلاثي أيضاً لا يستطيع لوحده تشكيل الحكومة لنفس السبب عدم تأمين أغلبية الثلثين في البرلمان، لذلك أراد الصدر أن يختبر شركاؤه ، من قدرتهم على التماسك خلال تلك الفترة، وسط ذلك الكم الهائل من الضغوطات، ومن جهة أخرى أعطى مجالاً للبيت الكوردي للاتفاق على شخصية غير جدلية يتفق عليه الجميع لمنصب رئيس الجمهورية”، مؤكداً أن ” اليوم عندما يتم الحديث عن الثقة بين الكتل السياسية، للأسف الشديد هناك غياب للثقة بين تلك الكتل، والاختلاف ليس على المناصب بالدرجة الاساس، ولكن الاختلاف يكمن في كيفية إدارة الدولة و كيف سيتم اتخاذ القرارات مستقبلاً في مجلس النواب والتصويت عليها”.
الكتلة الأكبر
وبين الجبوري أنه ” دون كل الخلافات الموجودة بين الكتل السياسية، هناك مشكلة أخرى هي تحديد الكتلة الأكبرالتي وضعها الدستور وقال إن الكتلة الأكبر تتكون من المكون الأكبرولم يذكر التحالف، وكل المؤشرات تدل أنه بعد عطلة العيد ستنفرج الأمور،على ضوء اللقاءات والحوارات والتفاهمات التي أجرتها وتجريها اللجنة الخماسية المشكلة من الاطار التنسيقي مع أطراف العملية السياسية برمتها لوضع آليات تشكيل حكومة لا أغلبية ولا توافقية، وإنما حكومة اتفاق “.
حراك سياسي
ورغم الصمت الاعلامي خلال شهر رمضان إلا أن هذه المدة شهدت حراكاً سياسياً غير معلن ما بين النواب والكتل والاحزاب السياسية المختلفة، على أمل أن تأتي بنتائج ايجابية تخرج البلاد والعباد من هذا الانغلاق السياسي الخانق المتأتي من الإصرار على تشكيل حكومة الأغلبية دون الانفتاح القوى الأخرى.