المسرى… تقرير: فؤاد عبد الله
وضع غامض يواجه العملية السياسية فيما كثرت المبادرات للخروج من الانسداد السياسي والتقارب والحوار لتشكيل الحكومة القادمة، وقد تبين أن التشدد في المواقف وتعطيل الطرف الآخر لا يخدم الحل، فيما يتوقع أن تشهد الأيام القادمة لقاءات وحوارات مكثفة بين الأطراف لا سيما بين الإطار والتيار.
وضع غامض
وفي هذا السياق يقول النائب في مجلس النواب محمد حسن الشمري لـ( المسرى) إن” الوضع السياسي في العراق لحد اللحظة غامض، خاصة في معطيات الاطار التنسيقي ومبادراته ومعطيات التيار الصدري وتغريدات مقتدى الصدر، في وقت انتهت المهلة أوالفترة التي أعطيت للاطراف السياسية بقصد التقارب والحوار لتشكيل الحكومة، ولكن دون جدوى”، مبيناً أن ” الشارع العراقي كان يأمل بعد هذه الفترة الطويلة من الانقطاع والإصرار على المواقف أن تكون تصريحات جانبي النزاع متقابلة تعبر عن حسن النوايا والمضي نحو الانفراج”.
التشدد
وأشار الشمري إلى أنه ” بعد كل هذه الأشهر من تأخر العملية السياسية متمثلة بتشكيل الحكومة، لا تزال بعض الأطراف باقية على تشددها السابق فيما يخص انهاء هذا الوضع المتأزم، لا بل وتراوح كل الأحزاب في أماكنها دون اي جديد يذكر في المشهد السياسي”، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه ” لا بد للأحزاب والكتل السياسية أن تصل بالنهاية إلى نتيجة حتمية لا يختلف عليها إثنان ألا وهي الانفراج في المشهد السياسي العراقي، لأن طرفي الصراع حالياً كلاهما معطلان، هذا الطرف يعطل الآخر والعكس صحيح أيضاً، لذلك الوصول إلى الحل والانفراج والتفاهم هو السبيل الوحيد لطوي صفحة الانسداد السياسي التي طال أمدها كثيراً”.
الكتلة الأكبر
أما السياسي المستقل سعد المطلبي فأشار لـ( المسرى) إلى أن ” قيادة التحالف الثلاثي وتحديداً التيار الصدري، لديه الحق بتشكيل الحكومة، لأنه صاحب الكتلة الأكبر وعلى اعتبار أنه ممثل للمكون الاجتماعي الأكبر، وأيضاً له الحق باتخاذ بعض القرارات، ولكنها في الوقت ذاته تعتبر قرارات فردية بالنسبة للكتل السياسية الأخرى المتحالفة معه ضمن التحالف الثلاثي ( الديمقراطي والسيادة)”، موضحاً أن ” الاطار التنسيقي في المقابل يعتمد على رؤية ليست لكسب أجزاء من التحالف الثلاثي، وإنما رؤية الدخول في مفاوضات مفتوحة مع جميع الكتل السياسية الموجودة في الساحة بقصد تشكيل الحكومة الجديدة، حكومة تكون ممثلة لجميع مكونات الشعب العراقي”.
برنامج سياسي
وبين المطلبي أن” الاطار التنسيقي يرى أيضاً أنه يجب أن تكون الأطراف السياسية متفقة فيما بينها على برنامج سياسي واضح وخادم لجميع مكونات الشعب العراقي دون اختلاف أو تهميش وليس العكس، لذلك يعتقد الكثيرون أن الايام القادمة ستكون حبلى باللقاءات والحوارات بين الكتل السياسية وتحديداً بين قيادتي التيار الصدري والاطار التنسيقي”، مؤكداً أن ” تلك اللقاءات ستكون على أعلى المستويات بين قيادتي الطرفين وسوف تكون بادرة للتوجه نحو تشكيل حكومة أغلبية توافقية يشارك فيها التيار الصدري وبقية الكتل السياسية التي لديها ممثلين في مجلس النواب”.
التشبث بالمواقف
ويعتقد الكثير من المتابعين للشأن الداخلي العراقي أن ما تمر به البلاد من فوضى وتشظي سياسي وصل حد الانسداد سببه التحالف الثلاثي الذي فشل عدة مرات بتشكيل الحكومة، ورفضه الجلوس والحوار والتفاهم مع الكتل الأخرى لتجاوز هذه المرحلة، ليأتي اليوم ويرمي الكرة في ملعب المستقلين ولكن دون جدوى.
لقد تأخر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة كثيرا وانعكس ذلك سلبا على الخدمات والمشاريع والقرارات التي تهم المواطنين، وبات لزاما على الأطراف التوصل إلى حل ينهي هذا الوضع غير المرغوب فيه لا من قبل الشعب ولا من قبل القوى السياسية نفسها، وفي سبيل ذلك لابد للجميع أن يتنازل عن بعض مطالبه للمصلحة العليا للبلد.