المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
يشهد العراق حالة من الغليان السياسي والشعبي، على خلفية القصف التركي الذي استهدف منتجعاً سياحياً في محافظة دهوك، ولم يكتف العراق هذه المرة بالإدانات والاستنكارات، إذ وجهت رئاسة البرلمان، بتشكيل لجنة مشتركة للتنسيق مع الحكومة للتحقيق بشأن الاعتداءات التركية، وتقديم العراق شكوى في مجلس الأمن بناءً على طلب من وزارة الخارجية العراقية.
إجراءات قانونية
ويقول عضو مجلس النواب مهدي تقي آمرلي لـ( المسرى) إنه ” يجب إخراج القوات التركية بشكل كامل من الأراضي العراقية، وحالياً يقوم وزير الخارجية العراقية بالإجراءات القانونية اللازمة بهذا الشأن”، مبيناً أنه ” يجب على الحكومة التركية أن تقوم بتعويض الشهداء والجرحى، نتيجة الاعتداءات التي قامت بها، وبالتالي إذا استمرت أنقرة بتجاوزاتها مستقبلاً، فبالتأكيد العراق سيكون له رد فعل آخر”.
لجنة تقصي حقائق
وأضاف آمرلي أن ” النواب طالبوا بتشكيل لجنة تقصي حقائق، وإخراج القوات التركية بشكل كامل من الأراضي العراقية، وتسجيل شكوى دولية ضد تركيا حول موضوع الاعتداءات والقصف المتواصل للأراضي العراقية”.
خرق السيادة
أما النائب في البرلمان العراقي كريم شكور محمد لـ( المسرى) إن” ما تقوم به تركيا في الأراضي العراقية ليس تهديداً فقط، إنما هو خرق للسيادة العراقية والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على حسن الجوار واحترام السيادة الاقليمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”، موضحاً أنهم “كنواب في البرلمان العراقي ( الاتحاد الوطني الكوردستاني) مع باقي الكتل الأخرى ، موقفهم ثابت ضد الاعتداءات التركية، ويرون أن ما قامت به تركيا وتقوم به، هو انتهاك صارخ للسيادة العراقية “.
اتفاقات ملزمة
ومن جهته تقول النائب في مجلس النواب إبتسام الغراوي لـ( المسرى) إنه ” إذا لم يصل الجانب العراقي إلى اتفاقات ملزمة مع الجانب التركي، ستتجه بغداد إلى الجامعة العربية والجهات الدولية، بغية الوصول إلى نتيجة تكون مفادها الاتفاق على هذا الموضوع، وهو وقف الخروقات التركية وإخراج القوات التركية من كامل الأراضي العراقية”.
دم الشهداء
ومن جهة أخرى، تحدث والد شهيد عريس بغداد حسين العوادي لـ( المسرى) قائلاً إن ” ما حدث لإبنه في أحد المناطق السياحية في محافظة دهوك، هو مصيبة بحد ذاتها، وأطالب بدمه أولا من الحكومة العراقية ، وعلى أي أساس، أولادنا يقتلون وهم داخل أحد المصايف داخل البلاد، بالأمس خرج من البيت ، واليوم يقتل”، متسائلاً إلى أين أن ذهب أبني وعائلته ؟ إلى الجبهة ليقتل هناك؟، مؤكداً أنه ” يجب على الحكومة العراقية أن تقاطع تركيا في كل شيء”.
هطول الصواريخ
وفي السياق ذاته تقول والدة شهيدتان جراء القصف التركي على مصيف برخ بمحافظة دهوك لـ( المسرى) إننا” كنا جالسون في المصيف، وعلى غفلة، جاءت الصواريخ على رؤوسنا، وفي لحظة تحول المكان إلى ساحة دم، هناك من مات وذبح، وهناك من جرح”، مؤكدة أن” أثنتين من بناتها قد أستشهدتا جراء القصف التركي، إضافة إلى إصابة زوجة إبنها بجراح”.
وبينت والدة الشهيدتان أن ” ثلاثة صواريخ وقعت بالقرب منهم ، وأن إبنتيها قد أستشهدتا من قوع وانفجار الصاروخ الأول الذي كان قريباً جداً من المكان الذي كانوا يجلسون فيه في المصيف”.
استمرار الخروقات
وبحسب البيانات الرسمية العراقية أنه منذ العام 2018 تم تسجيل أكثر منن 22 الف و700 انتهاك تركي ضد سيادة العراق ووزارة الخارجية من جهتها قدمت 296 مذكرة احتجاج على التدخلات التركية وتم ادراجها مؤخرا مع الشكوى المقدمة الى مجلس الامن الدولي، ويعزو الكثير من السياسيين إلى أن سبب هذه الخروقات التركية المستمرة على الأراضي العراقية يعود إلى مشاكل في مسك الحدود العراقية المحاذية لتركيا بسبب غياب التنسيق بين وزارة الدفاع والقوات الأمنية في إقليم كوردستان.