المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
يعيش العراق حياة سياسية صعبة جداً وواقعاً مقلقاً، يملؤه الصراعات والتجاذبات بين الأطراف والكتل السياسية، ولا أحد يعلم إلى أين ستصل به هذه الاوضاع المشحونة، وأن البلاد على موعد مع المجهول في ظل هذه الأحداث الجارية على الساحة، لذلك حان الوقت لتدخل عقلاء القوم والعمل بكل طاقتهم على حل الصراع الموجود بين الكتل والأحزاب السياسية على الساحة العراقية من أجل تصفير مشاكلهم خدمة لمصلحة الشعب.
دعم للمبادرات
ومن جهتهم أعلن عدد من النواب المستقلين في مجلس النواب في مؤتمر صحفي دعمهم للمبادرات السياسية المطروحة شريطة أن تكون مختلفة عن السلوكيات والمنهجيات السابقة، حسب تعبيرهم، وبالتالي يبدون قلقهم من تطورات الأوضاع والأزمة الوطنية الحالية، لما لها من تداعيات على السلم الأهلي وجر البلد إلى الفوضى، مؤكدين أن “معالجة الأزمة تتطلب حواراً وطنياً شاملاً تختلف عن الحوارات السابقة تشترك فيه كُل القوى السياسية والمجتمعية دون إستثناء وتهميش من أجل الوصول إلى حل شامل يقدم المصلحة العامة للشعب“.
التطور السياسي
وأشار النواب المستقلون في بيانهم إلى أنهم “يدعمون المبادرات الخاصة بهذا الشأن على أن تتضمن هذه المبادرات اختلافاً واضحاً في السلوكيات والمنهجيات السابقة، وأن تنطلق من المؤسسات الدستورية”، منوهين في الوقت نفسه “على سعيهم لتعديل بعض فقرات الدستور، وخصوصاً التي تشكل عائقاً أمام التطور السياسي“، مبينين أن “التعديل يجب أن يكون ملبياً لمطالب الشعب في رفض المحاصصة ومحاسبة المفسدين”.
قلق من الأوضاع
ومن جانبهم أعرب المواطنون عن قلقهم من هذه الأوضاع المتأزمة التي تمر بها البلاد، ويقول أحد المواطنين من سكنة محافظة بابل زين العابد لـ( المسرى) إن “الوضع في البلاد غامض ومشوش جداً، ولا أحد يستطيع أن يفهم إلى أين ستصل الأمور في المرحلة القادمة”، مبيناً أن “السياسيين بكل أطيافهم وعناوينهم مرفوضون من قبل الشعب، وهم من أوصلوا العراق إلى هذه المرحلة”، متمنياً أن “تتغير الأوضاع في البلاد إلى الأفضل، وبخلافه إذا استمرت هذه الصراعات والتجاذبات السياسية، فبالتأكيد الشعب هو من سيكون الخاسر الأكبر”.
مصالح الأحزاب
وتابع أن “السياسيين والأحزاب لهم مصالحهم ومناصبهم ولا يتأثرون كثيراً بهذا الوضع، بل على العكس، منهم من يحقق مكاسب من هذا الوضع، لذلك الذي يتأذى وتكثر معاناته أكثر من إطالة هذا الوضع هو المواطن”.
أما المواطن محمد قاسم فأشار لـ( المسرى) أنهم “كمواطنين يرون أن جلوس السياسين والفراقاء على طاولة حوار واحدة والأخذ برأي بعضهم والمواطنين، هو أفضل وسيلة للخروج من هذا المأزق السياسي، الذي فيه الشعب العراقي هو الخاسر الأكبر”.
تصعيد مستمر
وتشهد البلاد اضطرابات واحتجاجات واعتصامات غير مألوفة للصراع على السلطة، لذلك التصعيد المستمر مقلق للغاية، وأن أصوات العقل والحكمة ضرورية لمنع المزيد من العنف وتشجيع جميع الجهات الفاعلة على وقف التصعيد لصالح جميع العراقيين.