المسرى .. تقرير: فؤاد عبد الله
يلعب الإعلام دوراً هاماً فى تغذية المجتمع بالمعلومات والحقائق وعن كل ما يحدث فيه، وعليه يقف المواطن على كل الحقائق والمستجدات ،ليقوم لاحقاً باتخاذ القرارات الهامة والمصيرية، كما انه لا إعلام حقيقي دون الحرية التي يعمل من خلالها أهل الإعلام لأداء رسالتهم دون توريطهم في معارك نفوذ الأفراد والمجموعات والدول فيفقد الإعلام مهنيته ومصداقيته وموضوعيته، ويبعده كليا عن رسالته وبالتالي يكون إعلاما مسيسا بلا معنى ولا هدف.
دور إيجابي
ويقول السياسي المستقل نسيم عبد الله لـ( المسرى) ” لا يلعب الإعلام في الوقت الحالي دوراً إيجابياً في المشهد، وإنما بصورة عامة يبحث عن الإثارة، وبالتالي أصبح الإعلام اليوم غير مقترن بالإعلام المرئي فقط ،لا بل أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي سيدة الموقف، لذلك في ظل وجود هذه الفوضى الإعلامية، من غير الممكن للدولة أن تكون لها القدرة الكافية للسيطرة على هذا الكم الهائل من وسائل الإعلام”، مبيناً أن ” الواقع الحقيقي اليوم يقول لنا أن هناك صورة مشوهة للإعلام، وسط غياب الضوابط والسيطرة عليها، لذلك ما نشهده يدخل في خانة الفوضى الإعلامية”.
أخبار كاذبة
وفيما يتعلق بكيفية محاربة الأخبار المزيفة في وسائل الاخبار المختلفة، أوضح عبدالله أن” المتابع لوسائل التواصل الاجتماعي، يرى الكثير من الأخبار غير الصحيحة، وبالاخص الاخبار المرعبة، ولكن المواطن اصبح على دراية ووعي، ويستطيع ان يميز الكاذب منها من الصحيح، علماً أن الأخبار المزيفة تترك في نفس المتابع دون شك وقعاً وتأثيراً، وتحديداً عند الأشخاص ذوي الثقافات المحدودة”، مشيراً إلى أن ” وعي وإدراك الفرد هو السبيل الوحيد لتصديق أو تفنيد ما ينشر من تلك الاخبار في وسائل التواصل الاجتماعي”.
ظروف استثنائية
ومن جهتها قالت رئيسة منتدى الإعلاميات العراقيات الدكتورة نبراس المعموري لـ( المسرى) إن ” الظروف التي يمر بها العراق تعتبر ظروفاً استثنائية، الخلافات السياسية ألقت بظلالها بشكل كبير على واقع الإعلام ومدياته في البلاد، ومع الأسف منذ العام 2003 والعراق أمام إعلام ممنهج كمي وليس نوعي، وبالتالي نرى تلك الوسائل الإعلامية تبث خطابات ورسائل تعكس آراء وتوجهات تلك الجهات التي تمولها وترعاها، وبخلافه لا نشهد في البلاد إعلاماً مستقلاً، حتى وإن وجد، فهو قليل جداً وتكون صاحبة أدوات بسيطة أيضاً أمام تلك الترسانة الإعلامية المؤدجلة “، موضحة أن” الإعلام الرقمي، هو صاحب مجال ارحب واوسع للعمل الصحفي، وبالتالي كلما استثمرنا ذلك المجال الرقمي بأدواته وتقنياته الحديثة، مع الإلمام بمديات صنع الرأي العام عن طريق الخطاب الإعلامي والنفس الوطني، والغير مؤدلج لتبعات وأجندات سياسية، نستطيع القول إننا نملك إعلاماً يعبر عن رأي الشارع ، ويكون في نفس الوقت أداتاً للتغييرالإيجابي وليس السلبي”.
صحافة المواطن
وتابعت المعموري أننا ” اليوم أمام صحافة المواطن، بمعنى أن نشر الخبر اليوم لا يقتصر فقط على الإعلامي أو الإعلامية، المواطن أيضاً يستطيع أن يكون صانعاً للخبر عن طريق بث حادث معين، وبالتالي قد يكون خبره صحيحاً أو غير صحيح، لذلك من واجب المعنيين والمختصين ان يقوموا بتوعية المواطنين، بأن الخبر يحتاج إلى المعلومة ومصدر للمعلومة، شخص يتحدث عن أصل الخبر ويعطيه المصداقية وليس خبراً بدون مصدر”، لافتة إلى أن ” التيقن من صحة الأخبار من عدمها، يحتاج إلى شوط من الوعي المجتمعي والجماهيري الكبير، في وقت والبلاد تعاني من أزمة جهل وأمية كبيرة”.
الإعلام سلطة
أما الأستاذ في جامعة بغداد الدكتورعلي عبد الامير فيرى ان ” الإعلام بحد ذاته هو سلطة، ويجب ألا يكون طرفاً طرف ضد طرف آخر، وبالتالي عليه ألا يمارس بث خطابات الكراهية والعنف والتأجيج في المجتمع، على العكس، في يومنا هذا نرى الإعلام له دور كبير في خلق الصراعات المجتمعية وخلق الفجوات بين أبناء الوطن الواحد”، موضحاً أن ” الخطاب الإعلامي يجب ان يكون على الحياد، ويعمل على نشر بذور التعايش والتسامح، وفي نفس الوقت يجب عليه أن يوجه رسائل للسياسيين كوسائل ضغط عليهم، من اجل التهدئة وجلوسهم على طاولة حوار في سبيل معالجة الازمات التي تمر بها البلاد”.
التمييز بين الأخبار
وبخصوص بث الأخبار غير الصحيحة والتمييز بينها وبين الصحيح منها، يقول عبد الأمير لـ( المسرى) إن ” يجب علينا اولاً أن نميز بين الوسائل الإعلامية الصادقة وصاحبة المصداقية من الوسائل التي بخلافها، لأن تلك الصادقة منها بالنتيجة سوف تطغى على وسائل الإعلام الاخرى التي تمارس التزييف، وأيضاً على الجهات الرقابية أن تقوم بدورها في فضح ومحاسبة وسائل الإعلام الكاذبة التي تنشر الفوضى والرعب والشائعات في قلوب أبناء المجتمع”.
ميزان القوى
وكما يقال الإعلام يشكل الضلع الثالث في ميزان القوى التي تحكم المجتمعات بعد السياسة والاقتصاد، وهو سلاح ذو حدين لتأثيره الكبير على المجتمع ودوره الفعال في خلق الرأي العام والسلطة التي تفوق السلطات الحكومية لذلك أصبحت محط أطماع اصحاب المال السياسي والنفوذ وهذا ما حصل في بعض الدول، ومنها العراق .