أكد الباحث في الشأن الإقتصادي أحمد فهمي أن أزمة الكهرباء في العراق نابعة من سوء الإدارة، مشدداً على ضرورة خصخصة قطاع الكهرباء للتحرر من البيروقراطية الموجودة في الإداء الحكومي.
أحمد فهمي: مشكلة الكهرباء في العراق ليست مستعصية وقابلة للحل
وقال أحمد فهمي خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يبث عبر شاشة قناة المسرى، إن المشكلات في العراق غالبا مشكلات إدارية وجوهر مشكلة الكهرباء في الأصل إدارية نابعة من سوء التنظيم وسوء إدارة الموارد، مشيراً إلى أن هناك 3 أبعاد لمشكلة الكهرباء أولها الجانب التنموي، حيث إن هناك زيادة في عدد السكان والمشاريع ولا يوازي ذلك زيادة في المنظومات الكهربائية، أما البعد الثاني وهو يتعلق بالمواطن، حيث إساءة استخدام الكهرباء وقرصنة خطوط الطاقة، أما البعد الثالث فهو ما يتعلق بالدولة ووزاراتها وأدائها، مشدداً على أن مشكلة الكهرباء ليست مستعصية وقابلة للحل.
أحمد فهمي: هناك حاجة لـ 32 ألف ميغاواط والعراق ينتج 16 ألف فقط
وعن حاجة العراق الفعلية من الطاقة الكهربائية أوضح فهمي أن العراق بحاجة إلى 32 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية كحد أدنى، لافتاً إلى أن الطاقة الانتاجية حاليا هي فقط 16 الف ميغاواط، مبيناً أن حاجة العراق الفعلية هي 40 الف ميغاواط لتلبية حاجة المواطن وتشغيل المصانع أيضاً.
وعن وسائل توليد الطاقة الكهربائية في العراق قال فهمي إن العراق يعتمد على جانبين في توفير الطاقة، أولها محطات التوليد العراقية وهناك الطاقة المستوردة التي تأتي من إيران وهناك خط للاستيراد من دول الخليج، موضحاً أنه يوجد في العراق 7 محطات طاقة حرارية، و25 محطة غاز طبيعية، وهناك 8 محطات للطاقة المتجددة من السدود، وهي لا تكفي لحاجة المواطن العراقي، لافتا إلى أن حجم الطاقة المنتجة من هذه المحطات يفترض أن تكون ما يعادل 40 ألف ميغاواط وهي الحاجة الحقيقية للعراق.
أحمد فهمي: صرف 81 مليار دولار على قطاع الكهرباء ولم يتم حل المشكلة
وأشار فهمي إلى أن هناك تقصير من قبل الدولة في معالجة أزمة الطاقة من ناحية تطوير المحطات والمحافظة عليها، فضلا عن ملفات الفساد المالي والإداري، حيث تم صرف 81 مليار دولار على قطاع الكهرباء ولم يتم حل المشكلة، مشددا على أن الفساد يعصف بالمشاريع الخاصة بالطاقة الكهربائية.
أحمد فهمي: شراء الطاقة من إيران أو السعودية حل ترقيعي
وشدد أحمد فهمي على أن مشكلة الكهرباء بحاجة إلى إرادة لحلها لكن هذه الإرادة غائبة الآن، مبينا أن الحل المؤقت الآن لحل إزمة الكهرباء هو إما الاستمرار في شراء الطاقة من إيران وشراء الطاقة من السعودية، مشيراً إلى أن هذا الحل أيضا يعتبر ترقيعيا ضمن سلسلة إجراءات الدولة لحل الأزمة.
أحمد فهمي: ملف الكهرباء يستخدم كأداة في الصراع السياسي
وأشار أحمد فهمي إلى أن ملف الكهرباء خاضع للصراعات السياسية التي تنعكس على واقع أزمة الكهرباء، لافتا إلى أن ملف الكهرباء يستخدم كأداة في الصراع السياسي، مشيراً إلى أن استهداف أبراج الطاقة قد يكون جزءاً من ذلك، مبينا أن هناك بيروقراطية حكومية ثقيلة في عملية تأمين أبراج الطاقة، مشددا على أن تسليم مشاريع الطاقة الكهربائية للشركات الخاصة أفضل من أن تديرها الحكومة.
خبير إقتصادي: الخصخصة هي الحل الأمثل لأزمة الكهرباء
وأوضح أحمد فهمي أننا بحاجة إلى خصخصة قطاع الكهرباء كما الحال في بقية دول العالم، مشدداً على أن الدولة في العراق لا تزال تعمل من منظور الدولة الأبوية ولا تفسح المجال للقطاع الخاص، مؤكداً أن الخصخصة هي الحل لأزمة الكهرباء في ظل غياب حل لدى القطاع الحكومي الذي تحكمه البيروقراطية بعكس القطاع الخاص الذي ينفذ بشكل أسرع ويبحث عن تحقيق الربح وذلك بعكس الحكومة.
أحمد فهمي: استيراد الطاقة من إيران أقل كلفة لقربها من العراق
وعن أيهما أفضل للعراق، استيراد الطاقة الكهربائية من إيران أو السعودية قال أحمد فهمي أن تحديد أيهما الأفضل يحتاج إلى وجود خبراء محاسبة التكاليف بحيث يدرسون الأمر وتكلفة الطاقة الكهربائية المستوردة من إيران والسعودية وحساب أيهما الأقل تكلفة على الدولة العراقية واتخاذ القرار بشأن ذلك بعد إعداد بيانات واضحة بتكلفة النقل، معرباً عن اعتقاده بأن التكلفة بين الاستيراد من الدوليتين متقاربة لكن قد تكون من إيران أقل لانه ليس هناك وسيط نقل.