المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
بعد مرور ثماني سنوات على الأحداث التي أجبرت عشرات الآلاف من المسيحيين والإيزيديين والمسلمين على مغادرة مدن وقرى سهل نينوى، في مواجهة هجوم داعش الإرهابي، يعيش المسيحيون اليوم بأمن وأمان، حيث الاوضاع الامنية المستقرة والتعايش السلمي بين جميع مكوناتها.
الراحة والسلام
ويقول أحد رجال الدين المسيحيين في سهل نينوى الخوري قرياقوس لـ( المسرى) إن” الشعب يحتاج إلى الراحة والسلام، تزامناً مع توفير الأمن والأمان من قبل الحكومة والجهات المختصة بهذا الشأن، فلو تحقق هذا،فسيكون بالتأكيد، هو رفعة ا لرأس للبلاد”، مبيناً أن” أبناء منطقة سهل نينوى من المسيحيين والشبك والإيزيديين والتركمان، وكل القاطنين هذه المنطقة، تعرضوا جلهم دون تفريق إلى الكثير من المعاناة والتشريد والنزوح من أماكن سكناهم الاصلية، ومع هذا تم بعونه وسلامة الجيش العراقي والحشد الشعبي وكل القوات الأمنية الأخرى التي حاربت داعش، تحرير هذه المناطق، وتم نشر الأمان والسلام فيها بعد سنوات من المعاناة”.
العزيمة والإصرار
وأوضح قرياقوس أن ” منطقة سهل نينوى تأذت بيوتها ودور عبادتها بالكامل في زمن داعش، كنائسها الثلاثة تعرضت إلى التخريب والهدم، أكثرية بيوت ومنازل المواطنين تعرضت إلى التهديم والزوال واستوت مع الأرض، ولكن بعزيمة وإصرار مواطنيها بالعودة إلى قراهم ومواطن سكناهم، عادوا مرة اخرى،وقاموا بإعادة بنائها، وأعادوا الحياة إلى المنطقة من جديد”.
استتباب الأمن
وفيما يتعلق بالوضع الامني والخدمي في منطقة سهل نينوى، قال مدير ناحية برطلة علي محمد فتحي لـ( المسرى) إن ” الوضع الامني في الناحية بشكل عام مستقر، والخدمات فيها متوفرة وتمضي على قدم وساق، والاجواء مهيأة لعودة النازحين”، آملاً بعودة قريبة لجميع النازحين إلى مناطق سكناهم الأصلية الني نزحوا عنها بسبب الاضطرابات الامنية وداعش”.
عودة النازحين
وعن عودة النازحين إلى الناحية بشكل عام، أكد فتحي أن ” 99% من النازحين المسلمين عادوا إلى قراهم ومنازلهم، و55% من المسيحيين عادوا كذلك، ولكن الذين مرتبطين بعمل أو وظيفة، من المسيحيين لم يعودوا لحد الآن، وهم متوزعين على المحافظات الجنوبية والوسطى ومدن اقليم كوردستان، على أمل عودتم قريباً إلى القضاء”.
التعايش السلمي
وفي السياق ذاته، تحدث دحام إسماعيل مديرعمليات اللواء 30 في الحشد الشعبي لـ( المسرى) قائلاً إن ” الوضع الامني في سهل نينوى مستتب ومستقر بشكل عام، والأمور تسير بأعلى مستوياتها، والفضل يعود في ذلك إلى ترابط وتلاحم أبناء المنطقة من المسيحيين والإيزيديين والشبك والتركمان وغيرهم فيما بينهم، وتعاونهم معاً لحماية منطقتهم من أي سوء”، مؤكداً أن ” هذا التلاحم بين أبناء المنطقة أعطى انسيابية لقوات الحشد الشعبي المتمثلة باللواء 30 التحرك بأريحية ويسر لملاحقة أي عمل إرهابي، ممكن أن يحدث في سهل نينوى، بمعنى أن المواطنين في المنطقة بغض النظر عن دياناتهم وقومياتهم، متعاونين بأعلى الدرجات مع القوات الأمنية لمنع حدوث أي عمل تخريبي في منطقة سهل نينوى”.
عودة النازحين
وتابع أبو حيدر أن ” عودة النازحين إلى مناطق سهل نينوى مستمرة، حيث أن اكثر من 80% من المسيحيين عادوا إلى قراهم وبيوتهم”.
ارتفاع الأعداد
وبحسب احصائيات دائرة الهجرة والمهجرين العراقية فإن أكثر من 55 % من العوائل النازحة عادت إلى مناطق سكناها الاصلية في سهل نينوى،ومن المتوقع ارتفاع اعداد العائدين من خارج العراق او المحافظات الاخرى بعد تحسن الاوضاع الخدمية فيها وتدشين مرحلة الإعمار والبناء من جديد.