الكاتب .. أثير ناظم الجاسور
كان ولا زال العراقيون يتحدثون عن أجيال سابقة ولاحقة وكل جيل له من المميزات والسلبيات التي بالضرورة لعبت دور في بلورة حاضر ومستقبل العراق، فهناك الأجيال التي طحنتها عجلات الحروب القومية أو حروب القائد الضرورة الذي حاول جاهداً أن يكون الرب الأعلى بجانب الألقاب والصفات التي كان ينعت بها طيلة مرحلة حكمه للعراق، وأجيال سبقت جيل القائد مهدت بطريقة أو أخرى لترسيخ التغيير السلبي والتي كانت نتائجه ما حل على العراق من انقلابات وثورات ومراحل تغيير أفرزت حقبة من اعنف الحق التي كان يعتقد الجميع لا نظير لها، ومهدت بأن يتسلط على العراق من لا يستحق فداروا مع عجلة التغيير الغير عقلاني إلى وصلوا بناء وبأنفسهم إلى ما نحن عليه اليوم.
مرحلة ما بعد العام 2003 ولغاية اللحظة ساهمت في بلورة جملة من الأفكار التي بُذرت في بعض العقليات العراقية، وأعطت إشارات ضرورة التعاطي مع هذه الأفكار من خلال طرح مفهوم الهويات الضيقة (الطائفية – الدينية – القومية- الخ….)، على اعتبارها خندق لمعتنقيها تساعدهم أو بالأحرى تحميهم من مخاطر ومخططات الهويات الأخرى المتربصة له ولمشروعه، وهذا ما عزز الفكرة في أن يكون داخل المجتمع الواحد (العراقي) مجتمعات متعددة عجلت في عملية خلق الثغرات وبناء الحواجز بين مجموعة وأخرى سمحت أن يكون العراق جامع للهويا المتحكمة في مصيره ومصير تقدمه وازدهاره مهما أخالفت المراحل وعملية تطورها.
هنا نقف عند فكرة خلق الأجيال لما بعد هذه المرحلة الصعبة من تاريخ العراق السياسي والاجتماعي تحدياً فالصغار الذين لم يدركوا حدث الاحتلال عام 2003 اصبحوا اليوم عماد الدولة وشبابها وراح بحكم الهويات الفرعية والخطابات التي ما أنزل الله بها من سلطان ومن مختلف الاتجاهات إسلاميا كان أم ليبرالي، اليوم هم إذا لم يكونوا قد تسنموا أماكن في مراكز القوة التحتية للدولة والدولة العميقة فهم من الناقمين، بالتالي مرحلة ما بعد الاحتلال أنتجت مجموعة مختلفة من جيلها أو ما أفرزته من مخرجات أنتجت جيلاً مقسماً منهار إلى جانب شعوره بالانكسار، فحتى يشعر بهويته الدينية التي تجعل منه تابعاً يخلص لكل حرف يخرج من القمة كنا أمام جيل طاعة لا يستطيع أن يخرج من عباءة رجل الدين والداعية، وحتى نثبت فرضية إخلاص الأخر ومدى حبه لوطنه كان لابد عليه أن يقدم له مختلف التبريرات والإشارات التي تؤكد صحة ما يؤمن به وتناسبه مع توجهاته فكنا أمام جيل القناعة، وبما إن المرحلة التي يعيشها العراق تحتاج إلى تدعيم الأواصر بمختلف مسمياتها وتحتاج لعمل مشترك وتعاون منقطع النظير لازلنا نخشى جيل لا يعرف سوى أن يكون في زاوية القائدة التي تدر عليه من كل خطوة يخطوها فأننا هنا أمام جيل الفائدة، هذه الأجيال الثلاث أو هذه الأفكار هي بالحقيقة تتحطم أمام فكرة المصلحة الذاتية أو الشخصية أي فكرة الهويات الفرعية والهوية الجامعة القناعة المترتبة على مدرسة أو أيديولوجيا كلها أفكار قد تنها بأسرع مما نتوقع في تفكير هذه الأجيال الثلاث إذا ما تمت إعادة صياغة فكرة الوطن وما قد ممكن أن تدر هذه الفكرة من فائدة عليهم، بالتالي فنحن أمام مرحلة خطيرة لابد من خلال ما يحدث أن نعيد قراءة الواقع بشكل جدي ونعمل على مسالة فهم ما يريده الجيل الجديد كي لا نكون أمام هيجان لا تحسب عواقبه.