أكد الباحث في الشأن السياسي ديار عقراوي ضرورة توحد الكورد في ظل الأزمة السياسية الراهنة التي يشهدها العراق، مشددا على أن تعديل الدستور يجب ألا يكون على حساب الكورد.
وقال عقراوي خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يبث عبر شاشة قناة المسرى، انه بعد إعلان نتائج الانتخابات المبكرة برز مشروعان لإدارة الدولة العراقية احدهما مشروع حكومة أغلبية ومشروع حكومة توافقية، موضحا ان تشكيل الحكومة عادة ما يتأخر في العراق بعد الانتخابات لكن هذه المرة تأخرت لأكثر من 10 أشهر لإبراز مشروع حكومة الأغلبية والذي تسبب بالانسداد السياسي، لافتا الى انه بالعودة إلى عام 2003 وتأسيس النظام الاتحادي فإن العراق مبني على التوافق.
عقراوي: الكورد لهم دور بارز في حل الأزمات بالعراق
وعن دور الكورد في حل الازمات في العراق سابقا واليوم، قال عقراوي ان القوى والاحزاب الكوردستانية كان لها دور فاعل في حل الازمات، مشيرا إلى أن الرئيس مام جلال كان إحدى الشخصيات التي تملك كاريزما خاصة وكانت داخل المشهد السياسي ويجمع الفرقاء السياسيين وكان له دور إيجابي، فهو كان دائما يريد ان يكون اقليم كوردستان جزءا من الحل لا المشكلة.
وأضاف الكورد اليوم مع حل الخلافات السياسية وحالة الانسداد السياسي الراهنة عبر الاطر الدستورية والقانونية، موضحا ان المبادرات الأخيرة للرئيس بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، ومن قبل الحزب الديمقراطي ورئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني مؤشر خير وعلى ان الكورد بدأوا ترتيب صفوفهم والعودة مرة أخرى إلى أن يكونوا جزءا من الحل لا المشكلة.
عقراوي: مام جلال كان يجمع الفرقاء السياسيين ويحل الأزمات
وعن ما يمثله المطالبة بتعديل الدستور العراقي من مخاوف على مكتسبات شعب كوردستان قال عقراوي إن الكورد ومن عقود ضحوا بالآلاف وشرف الآلاف منهم للتوصل الى كتابة دستور يضمن حقوقهم، مشددا على أن تعديل الدستور من قبل جهة واحدة يعيدنا إلى المربع الأول، لافتا الى انه تعديل الدستور ليس بإشكال كبير لكن على أن يكون وفق الاطر الدستورية ولا أن يكون لحساب طرف على حساب طرف آخر.
وعن المطالبة بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة مرة أخرى، قال عقراوي ان الاجتماع الذي عقد في القصر الحكومي وحضره القادة السياسيون وبما فيهم الكورد أوضح أن الجميع متفقون على حل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة، مشيرا إلى أن حل مجلس النواب ليس بمشكلة كبيرة ولا بأس من إعادة الانتخابات لكن ان يكون في إطار الدستور، وأن يبدأ مجلس النواب عقد جلساته وتشكيل حكومة جديدة وتقوم هذه الحكومة بطلب حل المجلس واجراء انتخابات جديدة، مشددا على ان حل المجلس واجراء انتخابات مبكرة لا يعتبر إشكالا بالنسبة للكورد إن كان ضمن الأطر الدستورية.
عقراوي: تعديل الدستور يجب ألا يكون على حساب الكورد
وتابع عقراوي بأنه يرى أن من الأفضل على الأحزاب الكوردستانية وخاصة الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي إطلاق مبادرة وحل الخلافات بينهما وطرح ورقة موحدة لتكون عاملا للضغط على القوى الأخرى وخاصة الشيعية لحل الخلافات بينها، مبينا أن تحريك الشارع نتائجه مأساوية مثلما حصل في عدد من الدول العربية التي شهدت ما يسمى ثورات الربيع العربي، مشددا على ان العراق دولة لديها دستور والحل الأنسب لحل الأزمة السياسية هو الحوار.
وعن ما يفترض أن يقوم به الكورد لحل الأزمة السياسية، قال عقراوي أن بإمكان الكورد العمل على تشجيع القوى الأخرى على حل المشكلات، مشددا على ضرورة توجه الكورد الى بغداد بورقة واحدة وصوت موحد ليتمكنوا من الحفاظ على مكتسباتهم ويكون ذلك تشجيعا للقوى الشيعية أيضا على توحيد صفوفهم والإنخراط في الحوار الوطني.