الكاتب .. أثير ناظم الجاسور
لطالما تحدثنا في العراق ودول عربية وشرق أوسطية وآمنا بفكرة أن الحاشية هي سبب طغيان المسؤول الذي لا يستطيع سماع شعبه بسبب حاشية مستفيدة من السلطة التي يتمتعون بها بسبب قربهم من المسؤول.
ولهذه الفكرة وجهان الأول نعم حاشية المسؤول مستفيدة لا بل اكثر طغيان منه متنفذين حد الثمالة، لا بل يزداد المسؤول أو الحاكم في طغيانه لأنه محاط بثلة من المنتفعين الشرهين للسلطة وقوتها ومالها، والوجه الأخر نستطيع أن نقول لو كان الحاكم يمتلك من الحكمة والعدالة لما أحاطته هذه النفوس من المستشارين والشخصيات، وقد نكون أكثر عقلانية إذا قلنا لو أننا لا نزال نعيش في عصر الرسائل الورقية والمعلومة التي كانت يعتمد اغلب صناع القرار عليها التي تكتب أو تنقل من قبل ثقاتهم من الأشخاص، لكن مع التطور الكبير في تكنلوجيا المعلومات والهواتف النقالة والبرامج (التواصل الاجتماعي) باتت المعلومة وما ورائها وما أمامها وناقلها ومبلورها في متناول اليد إذا لم نقل أنها ملقاة على قارعة الطريق إذا ما أراد المسؤول أن يصل لها، بالإضافة إلى أن صانع القرار يستطيع قياس درجات الرضا من عدمه من خلال مخرجات سياساته تجاه بلده.
السؤال المحير هنا إذا كان المسؤول أو صانع القرار جيد لماذا يحيط نفسه بهذا الكم من الانتهازيين والمنتفعين؟، لماذا لا يعمل بشكل مباشر من خلال الاتصال بالجماهير حتى وأن كان من خلال أشخاص أصحاب ثقة؟، هذا يدل على أن البيئة التي يخلقها المسؤول وحاشيته لا تخرج من دائرة السلطة والمال والقوة التي ترتبط بهما، والأكثر من ذلك أن المسؤول له القدرة على معرفة ما يدور في بلده بعيدا عن دائرة مستشاريه الذين لا يقدمون سوى ما يساهم في تعزيز نفوذهم وقوتهم في البلاد، بالتالي فإن أي مسؤول في العالم لا يحتكم إلى حاشيته بقدر ما يعدهم مساندين وشركاء له في حكمه وبسط نفوذه، أما الدولة ومواطنو الدولة فهم الجانب الثانوي الغير منظور أو الذين يعدون الجسر لعبور هذه الثلة مع مسؤولهم المتحكم بمصائر الناس، بالنتيجة مهما كانت الحاشية فاسدة وظالمة فهم بالتأكيد كانوا من اختيار السيد المسؤول عن كل ما يدور في بلاده، ومهما كانت الحاشية تنقل من المعلومات ما تظلل عمل الحاكم لكن هذا لا يمنع من انه يعلم بفسادهم والفساد الحاصل في الدولة، وهو يعلم بالخلل الحاصل بسبب سياساته التي ما انزل الله بها من سلطان، ويعلم بمقدار اكبر من حاشيته هو سبب كل الانكسارات والخسائر، بالتالي فإن السيد المسؤول سواء كان محاط بحاشية فاسدة أو خيرة فهو يعلم ما يحدث وله القدرة على مشاهدة الأحداث والوقائع وحجم ما تخلفه سياسته من تداعيات على بلاده.