المسرى .. خاص
طرح أحمد بن محمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام رئيس وفد المجلس الى مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية في مدينة نور سلطان – عاصمة كازخستان خارطة طريق متكاملة لنشر قيم التسامح ومكافحة الارهاب.
واكد الجروان في كلمته خلال المؤتمر الذي عقد تحت عنوان “دور زعماء الأديان العالمية والتقليدية في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية في فترة ما بعد الجائحة”،بحضور الرئيس قاسم جومارت توكايف رئيس جمهورية كازاخستان والبابا فرانسيس بابا الفاتيكان وفضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وعدد كبير جداً من القيادات الدينية حول العالم ، على الدور الهام الذي تقوم به كازخستان في مجال توطيد السلام العالمي والحوار بين الحضارات، واستضافتها لمؤتمر زعماء الأديان الذي يعد أحد أهم اللقاءات الدينية في العالم والذي يؤكد الحرص على استدامه العمل الهادف إلى تعزيز دور رجال الدين في معالجة قضايا مجمعاتنا.
وقال الجروان” إن الدور المناط بزعماء الدين في تنمية مجتمعاتنا له طبيعته وسماته الخاصة التي تجعله الأكثر تأثيراً في سلوكيات البشر.” مضيفا ” فإذا كانت تنمية مجتمعاتنا تتحقق من خلال حداثة وتطور رؤى السياسيين والاقتصاديين وغيرهم من العلماء المتخصصين في مختلف المجالات، والتي تعتبر من الأدوات الهامة للتنمية، فإن حداثة وتطور رؤى رجال الدين وتحليلاتهم لقضايا مجتمعاتنا وسبل التعامل مع المستجدات التي تظهر يومياً في حياتنا هي الأخطر والأهم في بلوغ غايات التنمية.”
واضاف رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام “شهدنا خلال الفترة الأخيرة الكثير من القضايا الثقافية والدينية التي طرحت، وبدأنا دراستها وتحليلها من وجهات نظر دينية في مجتمعاتنا المحلية، وهي أهم القضايا التي اتصور أن موقف زعماء الدين من التعامل معها سيعكس مدى قدرتنا على إدارة حوار الحضارات بالشكل الذي ننشده، فتلك القضايا الخلافية تمثل المأكل والمشرب الذي تتغذى عليه الجماعات المتطرفة في كل الديانات بغية زرع الفتن والفرقة والعنصرية والطائفية.”
ورأى الجروان ان “التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي تواجه مجتمعاتنا أشبه بالأمراض الخبيثة التي تصيب جسم الأنسان فتجعل خلايا الجسم تهاجم الجسم نفسه حتى تقضى علية، وهو ما تفعله تلك التنظيمات الإرهابية عندما تصيب الشباب فتجعلهم يهاجمون مجتمعاتهم، ولو أردت قياس مناعة المجتمعات وقدرتها على مكافحة افة التطرف، عليك بقياس مدى انتشار قيم التسامح بين أبنائها، ولو أردت تعزيز هذه المناعة وتقويتها في أي مجتمع عليك ببذل مزيد من الجهد من أجل نشر قيم التسامح، وخلايا المجتمع الجديدة هم أطفاله وشبابة، فكلما اشربتهم قيم التسامح تضمن سلامة مجتمعاتهم وتماسك نسيجها وقدرتها على مكافحة أي شكل من أشكال التطرف.”
وعرض الجروان اهم ما تتضمنه رؤية ورسالة المجلس العالمي للتسامح والسلام لمكافحة آفة التطرف “من خلال خارطة طريق تتضمن سعي المجلس إلى نشر قيم التسامح من خلال التعاون مع مختلف الشركاء من الدول أو المنظمات الدولية أو منظمات المجتمع المدني، ونولي اهتمام خاص بالمؤسسات الدينية والتعليمية والبحثية، والسعي لأن يكون للتسامح مناهج دراسية في المدارس لتربية أبنائنا على قيمه ومبادئه وهو ما أطلقنا عليه برنامج زرع السلام” ، مشيرا ان “المجلس برنامج ماجستير في التسامح والسلام لتوجيه الباحثين نحو دراسة القضايا المؤدية لتراجع قيم التسامح في المجتمعات، واقتراح التوصيات التي تساعدنا على تعزيز جهود نشر فيم التسامح وفقاً لأسس علمية.”
وعلى هامش المؤتمر التقى الجروان برئيس مجلس الشيوخ في برلمان جمهورية كازاخستان، أشيمباييف مولين ساغاثانولي.
وبحث الجروان مع رئيس مجلس الشيوخ الكازخستاني فرص تعزيز التعاون بين المجلس وأجهزته المختلفة ؛ البرلمان الدولي للتسامح والسلام، و الجمعية العمومية، مع مجلس الشيوخ الكازاخستاني لما فيه مصلحة ودعم جهود نشر قيم التسامح والسلام في العالم.
من جانبه استعرض رئيس مجلس الشيوخ الكازاخستاني جهود بلاده في دعم السلام الدولي، مشيدا بجهود المجلس العالمي للتسامح والسلام في نشر ثقافة التسامح، والتعايش السلمي، والسلام ، بين مختلف شعوب العالم، مثنيا على رغبة الجروان واهتمامه بعقد شراكة مع مجلس الشيوخ الكازخستاني، وإنشاء علاقات تعاون مع مختلف مؤسسات الدولة في كازاخستان، مؤكدا دعم مجلسه وبلاده لمساعي المجلس وجهوده الدولية الكبيرة.
وقدم الجروان شرحاً مختصراً عن أهم فعاليات أجهزة المجلس، مستعرضاً أبرز الجهود المبذولة من قبل المجلس العالمي للتسامح والسلام لدعم قيم وثقافة التسامح والسلام حول العالم، كما قدم شرحاً لأهم المبادرات والمشروعات التي يشارك في تفعيلها المجلس بمختلف دول العالم بهدف تعزيز التعايش السلمي والتسامح، معربا عن تقديره لأهمية دور كازاخستان ومؤسساتها المختلفة ، في دعم الأمن والاستقرار والتسامح والسلام، وقدم دعوة رسمية لمجلس الشيوخ الكازخستاني للانضمام للبرلمان الدولي للتسامح والسلام، من خلال تسمية عضو لتمثيل مجلسهم في البرلمان الدولي للتسامح والسلام.