المسرى
إعداد: كديانو عليكو
كانت محافظة بابل لوقت قريب سلة العراق الغذائية لتوفيرها الكثير من المحاصيل الزراعية، وأصبحت اليوم سوقاً للمنتجات المستوردة التي غزت الأسواق ومحال بيع الخضار والفواكه في المحافظة.
يقول حسين عباس وهو صاحب محل للخضار والفواكه للمسرى: “لم يعد هناك زراعة أو مياه والمنتج المستورَد بات يكتسح أكثر أسواق محافظة بابل، رغم أن المنتجات المستورَدة أغلى سعراً”، مضيفاً أن “المنتجات العراقية أطيب من المنتج المستورَد، ولدينا مثلاً (الرقي) المستورد سعره 750 دينار عراقي، فيما العراقي يباع بـ 500 دينار وهو أطيب من الإيراني”، مشيراً إلى “حدوث شحة كبيرة في الزراعة العراقية”.
قلة الدعم الحكومي
أدى قلة الدعم الدعم الحكومي للمزارعين بشكل كبير على وفرة المحاصيل وأزمة المياه دقت ناقوس الخطر على المنتجات الحيوانية ليتبعها الاستيراد الكبير للمنتجات من الدول الأخرى، ما جعل المنتج الوطني يتراجع بشكل كبير أمام المستورَد.
وفي هذا الشأن يقول عضو اتحاد الجمعيات الفلاحية في بابل عبد الحسن محمد للمسرى: “الحكومة لا تبالي بشحة المياه وزوال المنتج الزراعي حتى نكون تجاراً بنقل السوق للدول المجاورة من خلال المنتجات المستوردة”.
واستغرب محمد بالقول: “لماذا تصدِّر لنا الكويت التمر والخيار والطماطم. الكويت تصدر للعراق! السعودية تصدر للعراق”، مضيفاً، “أصبحنا الآن سوقاً تجارياً للدول المجاورة”.
تهاوي المنتج المحلي
وجعلت أزمة المياه وتصحر الأراضي الخضراء وقلة الدعم الحكومي المنتجات المحلية تتهاوى أمام المستورَد والتي وفرت سوقاً كاملة في جميع المجالات.
ويقول حامد الشريفي وهو فلاح من بابل للمسرى: إن “المياه لا تصلح إلا للغسل ولا توجد مياه للشرب، فضلاً عن كثرة الغبار الذي يغطي محصول التمر، بسبب عدم وجود آلية لمعالجة ذلك، الأمر الذي أدى إلى تراجع الزراعة”.
المنتجات في المحال التجارية في محافظة بابل تكاد تخلو من المنتجات المحلية، كما أن هجرة الفلاحين إلى المدينة وفرت سوقاً مفتوحة للمنتجات المستوردة من دول جوار العراق.
الجفاف يعصف بالزراعة الصيفية
يقول مسؤولون وخبراء بمجال المياه، إن “أزمة جفاف حادة ضربت مناطق شمال وجنوب محافظة بابل، بعد الانخفاض الكبير في مناسيب المياه الواصلة إليها، أدت إلى تأثر الزراعة بشكل كبير، وغياب الخطة الصيفية بالكامل عنها، إلى جانب ارتفاع نسبة الملوحة في المياه القليلة التي تصلها”.