أكد الكاتب والمحلل السياسي أحمد المياحي الخطوة الأولى لتشكيل الحكومة الجديدة هو إقناع زعيم التيار الصدري، مشيرا إلى أن القوى السياسية متفقة على مدة إنتقالية لإجراء انتخابات مبكرة أخرى.
وقال المياحي خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن إجتماع مرشح الاطار التنسيقي لمنصب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مع أعضاء من مجلس النواب كان ضروريا جدا، فهو كان جسا لنبض الشارع العراقي تجاه السوداني.
وأضاف المياحي ان ردة فعل الشارع العراقي كانت هادئة وهو ما يعطي مؤشرا على أن هناك قبولا بترشيح السوداني مقابل وجود برنامج حكومي حقيقي قادر على تغيير بوصلة الاتجاه وبناء الدولة.
ويرى المياحي أن السوداني من خلال إجتماعه بالنواب يطرح نفسه كرجل دولة، ويطرح برنامجه الحكومي وهذا هو الأهم. مشددا على أن ما يسجل للسوداني في هذه الخطوة فهو أنه يعلن أن أي رفض له يجب ألا يكون لشخصه إنما لبرنامجه الحكومي إن لم يكن مكتمل الأركان.
المياحي: الوفد الثلاثي سيحاول إقناع الصدر بترشيح السوداني
وكشف المياحي عن أن الوفد الثلاثي الذي يتكون من رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي وزعيم تحالف فتح هادي العامري والذي يعتزم اللقاء بزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر سيطرح رؤية بأن على الصدر الاقتناع بترشيح السوداني مقابل أن يكون للتيار الصدري وزارات في التشكيلة الحكومية للسوداني، لافتا الى إن السيد الصدر يرحب بهذه الفكرة مقابل أن يعاد ترشيح السوداني مرة أخرى وفق آلية تعتمد على مشاركة جميع الكتل الشيعية في ترشيحه للمنصب.
المياحي: السوداني يحاول تطبيق التجربة الماليزية
وفيما يتعلق بالبرنامج الحكومي لمرشح رئاسة الوزراء، قالت المياحي أن مشكلات البلد تتعلق بالشباب والبطالة، مشيرا إلى أن السوداني يطرح من خلال برنامجه الحكومي تفعيل الموازنة الاتحادية وتحويلها من تشغيلية إلى إستثمارية لزيادة الإيرادات وتوفير فرص العمل للشباب العاطلين عن العمل، مشبها فكرة السوداني بالفكرة التي نفذها مهاتير محمد في ماليزيا وحولها إلى دولة إقتصادية متطورة.
المياحي: حكومة السوداني هي الفرصة الأخيرة لبقاء الأحزاب على الساحة
وشدد المياحي على أن الإطار التنسيقي والقوى الكوردية والسنية والشيعية بشكل عام تدرك إدراكا عميقا بأن فشل حكومة السوداني يعني أنه لن تكون هناك لا أحزاب كوردية ولا سنية ولا شيعية، وهي بمثابة الفرصة الأخيرة لهذه القوى والاحزاب التي حكمت منذ عام 2003، لافتا إلى أن القوى السياسية جادة لإجراء تغيير تجنبا لحدوث الفوضى وإن لم يقدموا شيئا فلن يكون لهم وجود في المشهد السياسي.
المياحي: القوى السياسية متفقة على فترة إنتقالية لمدة عام
واضاف المياحي أن الخطوة الأول باتجاه تشكيل الحكومة هو إقناع التيار الصدري والمعترضين على أن هذه الحكومة ستتشكل وتمتلك كاملة الصلاحيات ويكون عمرها لمدة سنة واحدة وهي تكون تحضيرية لإجراء إنتخابات مبكرة في 1/10/2023، مشيرا إلى أن اجتماع الوفد الثلاثي مع السيد الصدري سيكون من أجل ذلك، لافتا إلى أنه في حال عدم إجراء إنتخابات مبكرة فإن الشارع سيتحرك، واليوم جميع القوى السياسية متفقة على أن تكون الحكومة تحضيرية للانتخابات.
المياحي: من السهل على السوداني الفوز بالانتخابات لو نجح خلال هذه المدة
وعن إمكانية تنفيذ السوداني لبرنامجه الحكومي في حال ذهبت القوى السياسية إلى تحديد عمر حكومته بعام واحد، قال المياحي أنه في حال كان هناك بوادر نجاح للسوداني خلال هذه المدة فإنه سيكون من السهل عليه الفوز بالانتخابات، لافتا إلى أن السوداني فرض على القوى السياسية التي رشحته بأنه لن يسمح بالتدخل في عمل حكومته، لافتا إلى أن الامر لن يكون سهلا عليه لكن عليه إختيار شخصيات وطنية وغير مجربة.
المياحي: موافقة الصدر على الحكومة لا يعني إلغاء طلب اجراء انتخابات مبكرة
واشار المياحي إلى أن السيد الصدر سيوافق على حكومة السوداني ان كان برنامجها سيغير الوضع الاقتصادي للشعب العراقي وقابل للتنفيذ، بل سوف يدعم هذه الحكومة إن كانت تهدف تحقيق رغبات المواطنين، لافتا إلى أن موافقة السيد الصدر على الحكومة لا يعني إلغاء طلب اجراء انتخابات مبكرة فهو مطلب أساسي للسيد الصدر، مشددا على أنه لا ضير في إعادة الإنتخابات طالما أن نظام العراق السياسي برلماني.
المياحي: السوداني قد ينسحب في حال تعرضه لضغوط سياسية
وعن الصعوبات التي قد يواجهها السوداني والغضوطات السياسية التي قد يتعرض لها، قال المياحي ان السوداني يمتلك الشجاعة بأن يعلن الاستقالة في حال تعرضه للغضوطات، مشددا على أن لا يستبعد أن يقدم السوداني على هكذا خطوة في حال لم تسمح القوى السياسية له بإكمال مهمته.