المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
يعاني العراق مشاكل كبيرة في قطاع المياه ومصادر تغذية أنهاره، بالإضافة إلى أزمات الجفاف والتصحر والتغير المناخي، ولمواجهة تلك الأزمات بحث وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني في السليمانية مع بيكرد طالباني وزيرة الزراعة في الإقليم، عددا من الأمور الفنية والمتطلبات التي تهم إدامة وصيانة مشاريع السدود الاستراتيجية الكبيرة في البلاد إلى جانب إيجاد آلية عمل للتعاون المشترك بين الوزارتين.
مناقشة المعوقات
وفي مؤتمر صحفي، قال وزيرالموارد المائية مهدي رشيد الحمداني إن ” زيارتنا إلى السليمانية ولقاءنا وزيرة الزراعة في حكومة الإقليم تمخض عنها مناقشة المعوقات والمشاكل التي تواجه الوزراتين في بغداد واربيل، وكذلك مناقشة كل الامور التي يمكن من خلالها تقديم الدعم من قبل الحكومة الاتحادية للوزارة في الإقليم”، مبينا أنه خلال اللقاء ” تم البحث في إمكانية تأهيل سد دربنديخان والمشاكل والتحديات والنواقص التي يعانيه في ظل الإيرادات المائية”.
توجيه الوزارات
وأضاف الحمداني أنهم ” قاموا بتوجيه الوزارات في بغداد لاتخاذ الإجراءات العاجلة والتنسيق مع ممثلي مديرية السدود في الإقليم من أجل حل كل الإشكالات التي تخص سد دربنديخان”، مؤكدا أن ” السد المذكور يعتبر سدا استراتيجيا سياديا يخدم كل العراق ولا يخدم إقليم كوردستان فقط ، لأجل حرصت الوزارة كل الحرص على إدامة السدود في الإقليم، سواء أكان سد دربنديخان أم دوكان أم دهوك، لأن الحكومة الاتحادية مسؤولة بالتنسيق مع المعنيين في الإقليم على إدامتها وصيانتها”.
خطة الإرواء
وتابع أننا قمنا ” بمناقشة خطة الأرواء والمشاريع المستقبلية في الإقليم وضرورة تحديثها وفقا للدراسة الاستراتيجية للوزارة على ضوء متغيرات المناخ وعن طريق إضافة فريق فني من الإقليم إلى عضوية الدراسة”، لافتا إلى ان “مشكلة الجفاف والشحة المائية في البلاد والإقليم هي مشكلة بلد وليست مشكلة وزارة ،تتطلب تعاون الجميع من أجل تجاوزها وضرورة توفير التخصيصات المالية اللأزمة لها لتنفيذ خطة الوزارة للمعالجة “.
مؤتمر دولي
كما وعقد في جامعة كومارللعلوم التكنلوجيا في السليمانية مؤتمر دولي حول الموارد المائية بمشاركة وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني ووزيرة الزراعة والموارد المائية في إقليم كوردستان بيكرد طالباني تحت عنوان ( الموارد المائية في العراق التوجهات والمخاطر)، وفي هذا السياق قال الدكتور آكو رشيد المشرف على المؤتمر الدولي للموارد المائية في العراق لـ( المسرى) إن ” البحوث المشاركة في المؤتمر بلغت 66 بحثا من أصل 200 بحث، قدم لمناقشتها والإستفادة منها لاحقا ونشرها في المجلات العالمية ، هذا بالإضافة إلى مشاركة العديد من الخبراء والباحثين في مجال المياه من مختلف محافظات العراق، من أجل إغناء المؤتمربأفكارهم وبحوثهم”.
التغير المناخي
أما مديرعام مركز الدراسات للموارد المائية للمنطقة الشمالية المهندس بكر رحيم فرج ، فأشار لـ( المسرى) إلى أن ” التغير المناخي قد أثر تأثيرا كبيرا على الوضع المائي والموارد المائية في العراق، لذلك تقوم الجامعات والمراكز البحثية، بتقديم استشاراتها وبحوثها من اجل إيجاد الحلول وبيان مخاطر الجفاف والتغير المناخي وتاثيره على الزراعة والبيئة”، مؤكدا أن ” قلة تساقط الامطار أثر بشكل كبير على انحسار المخزون المائي في العراق، فلابد على مراكز البحوث والجامعات من إظهار مخاطر ذلك النقص وتبعاته”.
دور المؤتمر
ومن جانبه ثمن مستشار وزير الزراعة في حكومة إقليم كوردستان رزكار حمد من خلال المسرى إلى ” أهمية عقد هكذا مؤتمرات لمناقشة مسألة الجفاف والتغيرات المناخية وشحة الامطار ودخول العراق والمنطقة إلى التصحر مستقبلا”، موضحا أن ” المؤتمر مهم كونه يطرح أبحاثا، تقوم بدورها على تقديم التوصيات والحلول لكيفية معالجة مسألة قلة الموارد المائية والمياه السطحية، وكيفية استخدام الطرق الحديثة للإرواء”.
أزمة مستحدثة
وفي الشأن ذاته قالت الأكاديمية في جامعة تكريت نادية نزهد صبيح ،إحدى المشاركات في المؤتمر لـ( المسرى) إن ” أزمة المياه أزمة مستحدثة جاءت نتيجة التغيرات المناخية وتزايد أعداد السكان والاستخدامات غير الجيدة والحديثة للمياه، يكفي أنها أصبحت أزمة عالمية”، مشيرة إلى أن مشاركتهم في المؤتمر” كباحثين ومختصين تاتي لطرح أهم المشاكل المتعلقة بقلة الموارد المائية وإيجاد الحلول اللازمة لها”.
فرصة للحوار
ويشير الخبراء والباحثين إلى أهمية عقد هكذا مؤتمرات ولقاءات، كونها فرصة للحوار والتباحث بشأن التحديات والمخاطر التي تواجه واقع الموارد المائية في العراق وتبادل الأفكار بشأن وضع الخطط المشتركة بين حكومتي المركز والإقليم وإيجاد الحلول التي من شأنها تعزيز التعاون المشترك على المستوى الوطني من أجل الوصول إلى إدارة متكاملة لموارد المياه وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للمياه والبيئة”.