وجه رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل جلال طالباني، الاثنين، رسالة مؤثرة لوالده الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني في الذكرى الخامسة لرحيله.
فيما يلي نص الرسالة:
والدي العزيز
خمس سنوات بالتمام والكمال وأنت لست هنا، وأود أن أكتب لك بمنتهى الصدق وبقلب ملؤه الأمل وضمير مرتاح، عن متغيرات الاتحاد وكوردستان والعراق الأخيرة.
أريد أن أعود إلى قبل ستين عاما من الآن، حين حملت كعار سبيل التحرير هموم الكورد وكوردستان على كاهلك بمعنويات فولاذية وقوة لا متناهية، وضحيت بالحياة من أجل الأهداف والقيم التي لم تساوم عليها بالمطلق.
أهداف تبلورت في حقوق الشعب الكوردي المشروعة والعدالة والوئام والتعايش. وكان تأسيسك للاتحاد الوطني مع أصدقائك وزملائك في النضال للغرض نفسه.
من الواضح لدى الجميع أن حماية وحدة الاتحاد الوطني والالتزام بسياسة شدة الورد كان أكبر همومك. كنت تسعى لأن يكون الاتحاد الوطني جبهة للدفاع عن أرض كوردستان وقضايا الشعب الكوردي الحقة. وأن يغدو محطة للم شمل الاختلافات وتأسيس مجتمع ديمقراطي وصحي. ولكن للأسف فإن هناك من ضلوا السبيل مؤخرا وأوصلوا شدة الورد نحو الجفاف. صبرنا على ذلك وتحملنا، لكننا في نهاية المطاف اتخذنا القرار التاريخي والصائب ووجهنا الاتحاد الوطني نحو طريقه الحقيقي. قطعنا عهدا لروحك ولشعبنا المخلص أن نحمي الاتحاد كما نحمي أعيننا. فلقد وضعنا الحياة الحزبية على طريقه القويم وأعدنا جميع المفاصل مركزا لخدمة شعب كوردستان. وكان ذلك ما كنت تصبو إليه.
نريد أن نكون صادقين مع الله وشعبنا.
أن نكون عند مستوى المسؤولية القومية والوطنية التي تسلمناها. أن يكون الاتحاد منتهجا لسياسة حكيمة وصائبة كما كنت تفعل أنت. وأن نعمل للمصالح العامة والسامية برؤية وطنية ونخدم ترابنا وشعبنا العزيز. وأن نسعى لتحقيق العدالة ونطور روح الوئام والتعايش. وأن نحترم الإختلافات ونشرع أبوابنا بوجه النقد والعتاب. نود تهيئة بيئة يحس فيها الأفراد بالأمن والحماية. نعلم أن طريقنا صعب والعراقيل كثيرة. لكن الأمر قضي، فقد وعدنا (لن نستسلم حتى النصر).
لقد كتبت لك العام الفائت في الذكرى الرابعة لوفاتك: أي قرار اتخذنا أو سنتخذه فهو للمصلحة العامة وهكذا سيظل. اليوم وبعد عام كامل، أكتب لك بضمير مرتاح: فعلنا الشيئ الذي يتوقع منا. منعنا هدر الثروات العامة وواجهنا اللامساواة واللاعدل. منعنا استغلال المناصب والمراتب للمصلحة الخاصة ومنعنا كذلك التعرض للمصالح العامة. سلمنا خارقي القانون إلى المحاكم وجعلنا من الاستقرار والأمن أولوية مهامنا. وقدمنا خدمات جليلة في مجالات الصحة والبيئة ومستمرون في ذلك.
إن العراق، البلد الذي كنت رئيس جمهوريته، مر بوضع حساس وضائقة سياسية شديدة. ونظرة سطحية للوضع تظهر حقيقة، أي فراغ أحدثه رحيلك في الساحة السياسية. بيد أننا لم نيأس، استمرينا مستفيدين من تجربتك وكنزك المليئ بالجواهر في مساعينا لتخطي الوضع ولم شمل الأطراف في سبيل الشراكة الحقيقة والتوافق. لقد انتهج الاتحاد الوطني الكوردستاني سياساتك الحكيمة ويشهد لنا الجميع بحقيقة أننا كنا جزءا من الحل وليس التعقيد. ونعتبر أنفسا شاكرين وممتنين في ذلك، لك أنت.
طابت ذكراك يافخامة الأمة والوطن
سيذكر التاريخ اسمك بفخر واعتزاز
ابنك
بافل