المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
يعاني القطاع التربوي في العراق كغيره من القطاعات الحيوية والاستراتيجية في البلاد من الإهمال والفساد، وظهر ذلك جليا مع بدء السنة الدراسية الجديدة 2022 – 2023 ، حيث الأبنية المتهالكة والنقص في أعدادها وفي تجهيز المستلزمات الدراسية وعدم طباعة كتب المنهاج.
وقفات احتجاجية
ففي محافظة ذي قار خرج الأهالي والمعلون والمدرسون ونشطاء المجتمع المدني، في وقفة احتجاجية لتذكير الحكومة المحلية والاتحادية بوعودها ومسؤوليتها في توفير المستلزمات الدراسية من كتب وقرطاسية وأبنية حديثة وصفوف نظيفة، داعين إياهم بعدم التنصل عن مسؤلياتهم تجاه أبناء المحافظة من تلاميذ وطلبة .
التنصل من الوعود
وفي هذا السياق، قال التربوي علي احمد لـ( المسرى) إننا” كناشطين وتربويين وأكاديميين من أهالي محافظة ذي قار نطالب الحكومة الاتحادية والمحلية ومدير التربية بعدم التنصل من مسؤلياتهم تجاه أبنائهم التلاميذ” وندعوهم إلى ” الإسراع بتوفير المستلزمات الدراسية من كتب وقرطاسية ومناضد ومدارس وصفوف نظيفة”.
واقع مزري
ومن جهتها قالت المدرسة سهاد الطائي من أهالي ذي قار لـ( المسرى) إن ” وقفتنا الاحتجاجية هذه هي من أجل إظهار الواقع التربوي المزري الذي يعيشه طلبة المحافظة ومدارسها، وعلى وجه التحديد مدارس الناصرية”، مبينة أنها ” كتربوية تعيش ذلك الواقع الصعب، ولا بد لها من رفع صوتها وإظهار النواقص التي تعاني منها مدارس المحافظة ، كالنقص الشديد لكتب المنهاج الدراسي، فعلى سبيل المثال إذا كان عدد طلاب مرحلة دراسية معينة 100 طالب، مراكز توزيع الكتب توزع الكتب لإثني عشر طالبا فقط ، هذا بالإضافة إلى واقع الأبينة المدرسية المتهالكة والمناضد والكراسي المتكسرة، والتي هي غير مؤهلة لجلوس الطالب عليها “.
زخم طلابي
وأوضحت الطائي أن ” الدوام الثلاثي، بمعنى ثلاث مدارس تداوم في بناية واحدة هي مشكلة أخرى تعاني منها المحافظة، فما بالك بذلك الزخم الطلابي وقلة مدة الحصة ( المحاضرة) التي وصلت إلى 25 دقيقة، فصراحة بهذا الوقت لا نستطيع إيصال المعلومة وجودة التعليم للطالب”.
تحديات جمة
وفي محافظة النجف أيضا يواجه طلبة المحافظة تحديات جمة مع بدء العام الدراسي الجديد، خصوصا المدارس الحكومية، بسبب قلة التخصيصات المالية لهذا القطاع الحيوي والمهم من قبل وزارة التربية والحكومة.
الاستعانة
وبهذا الشأن، قال مدير تربية محافظة النجف مردان البديري لـ( المسرى) إن ” مشكلهتم الرئيسية هي نقص الكتب الدراسية ( المنهاج)، لأن وزارة التربية لم تحصل هذا العام على تخصيصات مالية من اجل طبع الكتب الدراسية”، لافتا إلى انه ” بسبب تلك المشكلة اضطرت مديرية تربية المحافظة للتواصل مع العتبة العلوية لأجل مساعدتهم وطبع بعض من الكتب المنهاج الدراسي للمرحلة الابتدائية على اعتبار أن هناك حاجة ملحة لدراسة المرحلة الابتدائية و خصوصا الصفوف الأولى”.
كتب قديمة
أما التربوي كريم الطائي الذي يشغل منصب مدير مدرسة في النجف فأشار لـ( المسرى) إلى أنهم” يعانون شحة في الكتب الدراسية، ولم يستلموا لحد الآن أي منهاج مدرسي ( كتب جديدة) للعام الدراسي الجديد سوى مادة اللغة الأنكليزية للصفوف من الأول إلى الخامس الابتدائي وبنسبة 20% فقط، مؤكدا أنهم ” يعتمدون على الكتب المستعملة والقديمة للسنوات المنصرمة في مخزن المدرسة ليقوموا بتوزيعها مرة أخرى على الطلاب، ومع هذا ،العدد لا يكفي ونصف طلاب مدرستهم ليس لديهم كتب دراسية”.
تخوف الأهالي
وفي محافظة الأنبار سوء الوضع التربوي ونقص الكتب الدراسية ليس أفضل مقارنة بغيره من محافظات البلاد، ولكن خوف الأهالي على مستقبل أبنائهم التربوي والتعليمي شجعهم على إطلاق مبادرة شبابية لتجهيز الطلبة بالمناهج الدراسية بعد عجز التربية عن توفيرها لهم .
مبادرة شبابية
وبهذا الخصوص قال صاحب المبادرة وولي أمر احد الطلبة طارق آل دليم لـ( المسرى) إننا ” كناشطين ارتأينا أن ناخذ على عاتقنا في مدينة الفلوجة مبادرة لجمع الكتب والملازم الدراسية المستعملة لتوزيعها مرة اخرى على الطلبة ومن مختلف الصفوف” مبينا أن ” الحملة استمرت يومين، وكان هناك إقبال جيد من الأهالي والطلبة على المبادرة “.
مبادلة الكتب
ومن جهته قال أحد الطلاب المستفيدين من المبادرة ” عندما سمعنا بوجود مبادرة كهذه هرعت إلى المكان وأحضرت معي كتبا وملازم للصف الخامس الإحيائي، وبادلتها بكتب للصف السادس الإعدادي”، موضحا أن ” هذه المبادرة تعتبر أمرا جيدا، في وقت لا تستطيع الجهات المعنية توفير الكتب الدراسية اللازمة للطلاب والتلاميذ”، معربا عن امله أن تتوسع وتزداد هذه المبادرات لتشمل كل المحافظة وغيرها من المحافظات”.
ملامح الخراب
أيام قليلة فقط مضت على بدء العام الدراسي الجديد 2022 – 2023 حتى ظهرت معها ملامح الخراب الذي حل بقطاعي التربية والتعليم، وظهرت كذلك مطالبات تدعو الحكومة الجديدة بوضع خطة عاجلة لترميم المدارس والنهوض بالواقع التربوي وإعطاء الأولوية للقطاع التربوي ضمن برنامجه الحكومي.