المسرى .. خاص
لم يعد الامر غريبا،مشهد المتسول في تقاطعات الطرق او في الاسواق الشعبية وقريب من المناطق السكنية أيضا، بإعمار مختلفة ومنهم أطفال بعمر الورد تركوا مقاعد الدراسة واتجهوا نحو حمل راية التسول لتتعدى الظاهرة كونها مصدرا للكسب النزير الى عمل منظم تديره احيانا عوائل مسيطرة على المتسولين كما يحدث في بابل ..
القانوني اركان الحمداني قال للمسرى: إن ” تحقيقات شرطة بابل أكدت إن هناك 3 عوائل تتحكم في عدد من المتسولين والذي يدل على أن الظاهرة هذه تندرج تحت بند عمل منظم وممنهج “.
عوائل ثلاث تتحكم في عدد كبير من المتسولين في بابل
اما قائد الشرطة في بابل اللواء خالد تركي المشري ،وخلال حديثه للمسرى ، فقد كشف عن خطورة إنتشار المتسولين وحجم الإساءات التي يتعرض لها الشارع بسببهم بالقول:” أغلب المتسولين يمثلون مصدرا لإزعاج المواطنين والتجاوز عليهم مما زاد الامر سوء ان القانون يمنع توقيف المتسول دون تدخل القضاء”.
أغلب المتسولين يمثلون مصدرا لإزعاج المواطنين والتجاوز عليهم
ويناصر الرأي هذا احد الباعة بقوله “بسبب انتشار المتسولين في الشوارع نعاني نحن ايضا من تبعات هذا الانتشار حيث نواجه مضايقات أمنية مستمرة وعقوبة الحبس ليوم او يومين احيانا بسببهم”..
ملاحقات أمنية تطال الباعة المتجولين بسبب شبكات التسول
وفي الوقت الذي سجلت فيه وزارة العمل والشؤون الاجتماعية أكثر من مليوني عاطل من العمل في قاعدة بياناتها، قالت ان هناك أعداد مماثلة للعاطلين غير مُسجّلين لديها،مما يزيد خطر التوجه نحو التسول والتي لا تنضوي أسبابها ضمن قلة فرص العمل فقط، بل تعود إلى عوامل اجتماعية اخرى متمثلة بالتفكك الأسري وانتشار المخدرات، لاسيما في المناطق والمحافظات الفقيرة التي يلجأ أكثر أبنائها إلى العاصمة هرباً من واقعهم الصعب.
اما وزارة التخطيط فترى إن التسول ماهو الا انعكاسات لظاهرة الفقر وإن أي إجراء يعالج ظاهرة الفقر هو إجراء أساسي لحل مشكلة التسول بصورة عامة.
ويحذر خبراء من إرتباط الظاهرة بارتفاع معدلات الفقر في بابل والعراق اجمع والتي قد تصل الى مستويات قياسية لم تصلها البلاد من قبل خاصة مع وقوع 9 ملايين مواطن ،أي نحو ربع عدد السكان البالغ عددهم 41 مليونا، تحت مستوى خط الفقر في العراق يضاف لها تحديات إقتصادية جمة.