انطلق المؤتمر العام الـ ١٤ للحزب الديمقراطي الكوردستاني في دهوك، فيما هناك من يرى بأنه مؤتمر لتصفية حسابات جناحي الحزب.
الخلافات والصراعات التي ظلت خفية على مر السنين بفعل ضغوطات من شخص مسعود بارزاني، لم تعد بالإماكن تغطيتها بعد اشتدادها وتوسعها، وبرزت بوضوح على السطح في مراكز ذلك الحزب وأفرعه أو حتى عند قياداته.
مع بدء الاستعدادات لعقد المؤتمر، شرعت جواسيس جهاز مخابرات الحزب الديمقراطي الذين يأتمرون بأوامر شخص مسرور بارزاني، ذلك الجهاز الذي تم تطهيره من أتباع نيجيرفان بارزاني، شرعت بالتدخل المباشر في الانتخابات وعملية تحديد أعضاء المؤتمر العام.
في العديد من المراكز والأفرع التابعة للحزب الديمقراطي، استحوذ مقربون من الأخ الأكبر مسرور بارزاني على عضوية المؤتمر، بينما أخفق أتباع نيجيرفان بارزاني، وجميعم عادوا من حيث أتوا خاليي الوفاض.
الاعتراضات والبيانات المستنكرة التي صدرت من أتباع نيجيرفان بارزاني لم تلق آذانا صاغية من أحد، ورئيس الحزب مسعود بارزاني لازم جانب الصمت ولم يحرك ساكنا، لأنه سبق وأن حسم الأمور بجعل ابنه الخليفة الأوحد له.
مؤتمر تصفية الحسابات للحزب الديمقراطي بدأ أعماله في دهوك وسط تسجيل ١٧٤ ضد الخروقات التي صاحبت انتخاب أعضاء، وتتضح من خلال قراءة للغة جسد نيجيرفان ومسرور، طمأنية وراحة الأخير وقلق وامتعاض الأول، وذلك بالنظر إلى طريقه جلوسه وحركاته وشبك أصابعه، وكل ذلك يدل على أن نيجيرفان لديه علم اليقين بإبعاد مؤيده، ومسرور واثق من أن جواسيسه سيظمنون له النجاح.
جدد مؤتمر تصفية الحسابات عراقجية الحزب الديمقراطي، وأثبت حقيقة زيف ادعاءاته في توجهاته الكوردستانية، وأكد انها شعارات محضة، وإلا فإن الديمقراطي الكوردستاني عاجز عن أي شيئ دون العراقجية. استهل الديمقراطي مؤتمره بأغنية فلوكلورية عراقية وأعلن للأخوة العراقيين أنه ليس هناك من هو أكثر عراقية منا، وما من جهة تهمه وحدة الأراضي العراقية أكثر منه.
وتشير التوقعات إلى أن المؤتمر ليس فقط غير قادر على تنظيم البيت الداخلي للحزب بل أنه يعمق الخلافات، ويسير بالصراعات المحتدمة بين بين ولي عهد مسعود بارزاني الذي منح منذ أمد طويل البيعة من البيت البارزاني، ونيجيرفان بارزاني إلى مرحلة ومحطة أخرى.