إعداد: كديانو عليكو
تحتفل مدينة السليمانية عاصمة الثقافة في اقليم كوردستان 2022/11/14، بالذكرى الـ238 لتأسيسها.
تأسست مدينة السليمانية الحديثة يوم 14 تشرين الثاني 1784م على يد الامير الكوردي إبراهيم باشا بابان الذي سمى المدينة بالسليمانية نسبة إلى اسم والده سليمان باشا أحد أمراء سلالة بابان التي كانت لها إمارة خلال تلك الفترة في منطقة السليمانية.
وتقع السليمانية على ارتفاع 2895 قدماً عن سطح البحر اذ تسود الطبيعة الجبلية في المحافظة وتزداد كلما اتجهنا نحو الحدود الشرقية مع إيران وبلغ عدد سكانها في العام 2022 (2,336,191) مليون نسمة.
وكانت السليمانية معروفة قبل تأسيس المدينة الحديثة في 1784 إذ أنها كانت عاصمة لامارة بابان الكوردية وقد كانت المناطق القريبة من السليمانية المتمثلة بعاصمة البابانيين قلاجولان ساحة معركة ابان الصراعات الصفوية العثمانية ولذلك قام ابراهيم باشا بابان في عام 1783 بتاسيس مدينة جديدة لتصبح عاصمة لامارة بابان وفي عام 1785 انهى اقامة اسواق التجارة وقصر الحاكم وانشأ سوقاً فيها فبدأ سكان القرى المجاورة بالانتقال الى المدينة الجديدة وظلت مدينة السليمانية عاصمة الإمارة البابانية حتى عام 1851م .
كانت مدينة السليمانية في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلادي مركزا للثقافة القومية والحركات السياسية الكوردية ومنها اعلن محمود الحفيد ثورته ضد الاحتلال البريطاني في 22 آيار 1919 وقام بالقاء القبض على المسؤولين البريطانيين في المدينة واعلن دولة مستقلة وان السليمانية هي عاصمتها واعلن الاحتلال البريطاني اعترافه بهذه الدولة واعلان محمود الحفيد ملكاً عليها لاسكات سكان السليمانية وايقاف ثورتهم.
وتعتبر السليمانية منطقة جبلية ذات طقس بارد مع تساقط الثلوج في فصل الشتاء وطقس لطيف ومعتدل الحرارة في الصيف ومدينة ذات اراض خصبة ففيها سهل شهرزور وبيتوين واللذان يعتبران من اخصب السهول في الشرق الاوسط ككل. تاريخياً تميزت السليمانية بالزراعة ومن اهمها زراعة القمح بعد 2003 فقد شهدت السليمانية واقليم كوردستان ككل طفرة اقتصادية هائلة على جميع المستويات، حيث ان المدينة تعتمد الان على الزراعة و السياحة بالاضافة الى وجود مصانع صغيرة.
اصبحت السليمانية مركزاً سياحياً يقصدها السياح من كافة انحاء العراق، وجود شلالات احمد آوا وبحيرتا دوكان ودربنديخان جعلتا المدينة محط نظر ووجهة سياحية يقصدها السياح في فصل الصيف، كما هناك متحف السليمانية والذي يعد ثاني اكبر متحف في العراق بعد المتحف العراقي في بغداد، اذ يحتوي على الكثير من التحف الكوردية والفارسية القديمة التي يعود تاريخها إلى 1792 ـ 1750 قبل الميلاد، وجبل ازمر وهو احد المرتفعات الجبلية السياحية في المدينة، حيث الطقس فيه معتدل وصاف اذ يرتاده السياح في فصل الشتاء للاستمتاع بمنظر تساقط الثلوج وفي فصل الصيف للاستمتاع بالجو المعتدل والمناظر الطبيعية، كما وتضم المدينة عين ماء طبيعية، سرجنار وهي احد المناطق التابعة للمدينة ويبعد عنها بحوالي 5 كلم ويتميز بالجو المعتدل صيفاً مما جعله محط انظار السياح القادمين الى المدينة وفيه حديقة نوروز التي تضم مطاعم وقاعات واماكن استراحة وحديقة حيوانات.
وتعد شلالات احمد آوا وتبعد عن شرق المدينة حوالي 84 كم وهي من اجمل المناطق في السليمانية، حيث يتميز باعتدال الجو ووجود الشلالات الجميلة التي يقصدها السياح صيفاً لغرض الاستجمام والراحة.
تعتمد السليمانية على النقل البري والجوي ويوجد مطار السليمانية الدولي الذي يقع في الجزء الغربي من المدينة ويسير رحلات يومية الى انحاء العراق واغلب دول العالم الاخرى وقد افتتح في 21 تموز 2006.
تعتبر المدينة مركزاً مهماً للهجة السورانية الكوردية، حيث انجبت المدينة العديد من الكتاب والروائيين مثل نالي ومولوي ومحوي وكوردي و بيرميرد وكوران وفائق بيكس وشيركو بيكس وغيرهم.
المعالم السياحية والحضارية
فندق غراند ميلينيوم
أكبر صرح سياحي حضاري أُنشأ في مدينة السليمانية وأحد أشهر معالمها. شُيّد على مساحة 248 ألف متر مربع وبلغت مساحة البناء 56 ألف متر مربع ويحتوي على 9 قاعات كبرى للإجتماعات والمؤتمرات، إضافة إلى قاعة للمؤتمرات تستوعب 360 شخصا، وقاعة كبرى للحفلات تستوعب 800 شخص، و 4 مطاعم راقية و 4 كافيتيريات والنادي الصحي والمساج، أما البرج البارز في الفندق فيبلغ ارتفاعه 150 مترا مربعا ويحتوي على 39 طابقا و 253 غرفة و 63 سويت من الدرجة الأولى، وقد بلغت كلفة بنائه 260 مليون دولار أمريكي وقد بوشر العمل فيه منذ عام 2006 وافتتح في عام 2014.
قلعة شيروانة
قلعة أثرية واقعة في مدينة كلار في السليمانية، وقد بني هذا المبنى في عصر ما قبل الإسلام، والدليل على ذلك اكتشاف جرة أثرية في مبنى القلعة يوم 1 شباط 2012، يعود تاريخها إلى ذلك الوقت. وهي قلعة جميلة شامخة تقع على ضفتي نهر سيروان وهذه القلعة كانت مهدمة ومهملة في السابق إلى أن أمر البائد صدام حسين بإعادة ترميمها وتعتبر أحد المعالم الأثرية في إقليم كوردستان.
جامع السليمانية الكبير
من المساجد الأثرية التاريخية، شيّدهُ الأمير إبراهيم باشا بابان في عام 1199هـ (1784م)، ويعتبر الجامع أول مسجد تأسس في مدينة السليمانية، ويقع الجامع في مركز المدينة في السوق الكبير، ويحتوي الجامع على مئذنة أثرية بنيت بأمر من السلطان عبد الحميد خان في عام 1297هـ (1880م)، وهي وفق طراز معماري قديم وفريد من نوعهِ.
بحيرة دوكان
مسطح مائي وأحد معالم الطبيعية في السليمانية. وتعتبر البحيرة أكبر مسطح مائي في إقليم كوردستان ويوجد فيها مجمع سياحي.